خيمة صوت: الظاهر بيبرس يدخل مدينة الله « انطاكيا» ويستردها من الصليبيين
الثلاثاء، 05 أبريل 2022 12:12 مإيمان محجوب
كانت مصر ومازالت علي مر العصور مفتاح للإنتصارات المسلمين، والصخرة الصلبة التي تتهاوي عليها اطماع المستعمرين في بلاد الإسلام والعرب، وكان التتار من أكبر الاخطار التي واجهت الامة بعدما قاموا بمذابح همجية وتدمير لمدن حضارية كبيرة، لكن الجيش الذي نظمة سيف الدين قطز مع القائد الظاهر بيبرس من المصريين استطاع صد هجوم التتار عن مصر في معركة عين جالوت.
بعدها تمكن الظاهر بيبرس من فرض سيطرته على الدولة المملوكية في مصر بعد مقتل قطز، ثم زحف بجيش كبير نحو أمارة أنطاكية الواقعة تحت سيطرة الصليبيين مدة خمسة وسبعين عاماً وذلك، بسبب مساعدتهم للمغول.
ويمر اليوم 777 عاما على دخول جيوش المماليك بقيادة الظاهر بيبرس، مدبنة انطاكيا حيث نجحت الجيوش الإسلامية فى استرداد مدينة أنطاكية من يد الصليبيين بعد أن ظلت بأيديهم لمدة 170 سنة.
وبحسب بعد المراجع التاريخية، استطاع المسلمون دخول المدينة سنة 637 ميلاديا، ولكن الإمبراطور نيكيفوروس الثانى عاد فسيطر عليها، وفي عام 1085ميلاديا، وقعت بيد السلاجقة الروم « الاتراك»، وأثناء الحملات الصليبية على سوريا دخلها الفرنجة عام 1096 ميلاديا بعد أن حاصرها بوهيموند، ليصبح أول حاكم صليبي لها مكونا إمارة أنطاكية وهى أول إمارة صليبية في بلاد العرب ، وبقيت المدينة في يد الصليبيين في الفترة الواقعة بين القرنين الثاني والثالث عشر حتى قيام الظاهر بيبرس السلطان المملوكي بتحريرها منهم.
وبحسب كتاب " نيابة طرابلس الشام فى عصر سلاطين للدكتور شريف عبد الحميد محمد عبد الهادى، فقد كانت أنطاكية مدينة كبيرة قوية التحصين، سبق أن عجز الأباطرة البيزنطيون أنفسهم عن أخذها من الصليبين، لذلك أختار بيبرس أن يكتب إلى الصليبيين فى أنطاكية يدعوهم وينذرهم بالزحف عليهم، وفاوضهم فى ذلك مدة ثلاثة أيام وهم لا يجيبون.
فبدأ "بيبرس" بمهاجمة المدينة حتى نجح فى اقتحامها وعندئذ فرت الحامية التى تقدر بثمانية آلاف إلى القلعة وأرسلوا يطلبون الأمان فأمنهم السلطان، وهكذا تم استيلاء بيبرس على أنطاكية فى الرابع من رمضان سنة 666 من هجرة الرسول، وبذلك فقد كان سقوط أنطاكية على يد بيبرس إيذانا بانهيار البناء الصليبى فى الشام، وإعلانا لحركة الجهاد الكبرى التى شنها سلاطين المماليك ضد الصليبين.
ويرى كتاب "رجال لهم تاريخ" للكاتب أسامة حسن، أن استيلاء المسلمين على أنطاكية، أعظم فتح حققه السلطان بيبرس والمسلمون على الصليبيين منذ استيلاء صلاح الدين الأيوبى على بيت المقدس (القدس حاليا)، سنة 1187ميلاديا، وهو الانتصار الذى ادى أدى هذا الانتصار إلى طلب العفو والرضا من السلطان بيبرس من جانب صاحب عكا الذى أسرع إلى طلب الصلح وأرسل إلى السلطان بيبرس الهدايا وتم الاتفاق على هدنة لمدة عشر سنوات.
و أنطاكية إحدى أهم المدن في سورية القديمة، منذ كانت عاصمة الإمبراطورية السلوقي،. وفي العصر الروماني، صارت ثالث أكبر مدينة في العالم بعد روما والإسكندرية. كذلك، كانت عاصمة سورية قبل الإسلام، أي قبل نقل العاصمة إلى دمشق نتيجة الغزوات الصليبية والبيزنطية لها.
Antakya-825x510
و جاء ذكر انطاكيا القرآن الكريم بأسم قوم يس في قول الله تعالي : وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُون» ،يقول الحافظ ابن كثير: أن أهل أنطاكية لما بعث إليهم المسيح ثلاثة من الحواريين كانوا أول مدينة آمنت بالمسيح عيسى وبرسالته في ذلك الوقت، ولهذا كانت إحدى المدن الأربعة التي تكون فيها بطاركة النصارى هي: أنطاكية والقدس والإسكندرية ورومية ثم بعدها القسطنطينية.
ويطلق عليها اسم «مدينة الله» لانها اول مدينة امنت بالسيد المسيح ولا تزال يعيش في المدينة واحدة من أقدم الجماعات المسيحيّة في العالم، وهم الروم الأنطاكيون وهم مسيحيون عرب ويتبعون طقسيًا بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس وكنيسة الروم الملكيين الكاثوليك، ويقيمون في أراضي محافظة هتاي في تركيا حاليا.