عذاب أم طاعة.. ما حكم الصيام في الحر الشديد؟

الثلاثاء، 05 أبريل 2022 12:18 م
عذاب أم طاعة.. ما حكم الصيام في الحر الشديد؟
منال القاضي

هل الصيام في صيام رمضان في مناح الحر الشديد وثوبه اكثر ؟ يتساءل البعض من الصائميين خلال الساعات الماضية بسبب ما  تمر به مصر هذه الأيام بموجة حارة شديدة وقد تستمر لعدة أيام، ويصادف ذلك صيام شهر رمضان المبارك، ولا يخفى على الجميع أن صيام الحر الشديد مختلف تماما عن الصيام في الشتاء، فنجد الصائم يشعر بالعطش الشديد حال ارتفاع درجة الحرارة.

وكما يتساءل بعض الأشخاص عن إمكانية الإفطار في شهر رمضان بسبب ارتفاع درجة الحرارة، وهل يجوز ذلك، ما دفع وسائل الإعلام المصرية للجوء إلى دار الإفتاء الم

صرية والبحث عن الفتوى عبر الموقع الرسمي للدار.

وأوضحت  إلى أن دار الإفتاء  بانه ما  يتعلق بالإفطار في شهر رمضان، حيث تضمنت فتوى لمفتي الديار السابق علي جمعة  المفتى السابق  "السماح بالإفطار في نهار رمضان يجور بشرط أن يكون لأصحاب المهن الشاقة كالمزارعين والحمالين والبنائين، الذين يقدمون جهودا ضخمة في عملهم الذي يعتبر مصدر رزقهم الوحيد".

وقالت دار الإفتاء، عبر موقعها الرسمي، إنه "من المقرر شرعا أن من شرائط وجوب الصيام القدرة عليه، ما يعني الخلو من الموانع الشرعية للصيام، وهي الحيض والنفاس، وأما القدرة الحسية فهي طاقة المكلف للصيام بدنيا، بألا يكون مريضا بمرض يشق معه الصيام مشقة شديدة، أو ألا يكون كبير السن بدرجة تجعله منزلة المريض العاجز عن الصوم، أو ألا يكون مسافرا، فإن السفر مظنة المشقة".

وأشارت دار الإفتاء إلى أنه "ومن القدرة الحسية أيضا ألا يكون المكلف يعمل عملا شاقا لا يستطيع التخلي عنه في نهار رمضان، لحاجته أو لحاجة من يعول، فإن كان لا يتسنى للمكلف تأجيل عمله الشاق لما بعد رمضان، أو جعله في لياليه، فإن الصيام لا يجب عليه في أيام رمضان التي يحتاج فيها إلى أن يعمل هذا العمل الشاق في نهاره، لكونه يحتاج إليه لنفقة نفسه أو نفقة من عليه نفقتهم، كعمل البنائين والحمالين وأمثالهم، وخاصة من يعملون في الحر الشديد، أو لساعات طويلة".

وقال أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، مجدي عاشور، إن شهر رمضان لا يعوض، خاصة لمن ترك صيامه من غير عذر، أما من تركه لعذر كما ورد في قوله تعالى: "فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر"، فلا شيء عليه، مشيرا إلى أن الصيام من أحد معانيه أن فيه كلفة ومشقة على العبد.

 

وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء أنه لا يجوز للإنسان أن يفطر في نهار رمضان، إلا من كان له عذر شرعي كمرض وغيره مما يحدده الطبيب، وأنه في غير ذلك، فلا يجوز للإنسان أن يفطر وعلينا أن ندرك أن الصيام يقوينا ولا يضعفنا.

هل ثواب الصيام في الحر أكثر ؟

أجابت دار الإفتاء، قائلة إن الصوم من أفضل العبادات التي يتقرب بها العبد إلى الله، فمن صام لله يومًا واحدًا إيمانًا واحتسابًا باعده الله عن النار سبعين سنة، فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ  يَقُولُ: «مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، بَعَّدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا» أخرجه البخاري.

وأضافت الإفتاء أنه إذا كان في الصيام مشقة لطول اليوم وشدة حرٍّ فإن ثوابه يكون أعظم، فعَنْ عَائِشَةَ  أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهَا فِي عُمْرَتِهَا: «إِنَّ لَكِ مِنَ الْأَجْرِ قَدْرَ نَصَبِكِ وَنَفَقَتِكِ» سنن الدارقطني.

واستشهدت بحديث عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: خَرَجْنَا غَازِينَ فِي الْبَحْرِ، فَبَيْنَمَا نَحْنُ وَالرِّيحُ لَنَا طَيِّبَةٌ وَالشِّرَاعُ لَنَا مَرْفُوعٌ، فَسَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي: يَا أَهْلَ السَّفِينَةِ، قِفُوا أُخْبِرْكُمْ، حَتَّى وَالَى بَيْنَ سَبْعَةِ أَصْوَاتٍ، قَالَ أَبُو مُوسَى: فَقُمْتُ عَلَى صَدْرِ السَّفِينَةِ فَقُلْتُ: مَنْ أَنْتَ؟ وَمِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟ أَوَمَا تَرَى أَيْنَ نَحْنُ؟ وَهَلْ نَسْتَطِيعُ وُقُوفًا؟ قَالَ: فَأَجَابَنِي الصَّوْتُ: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِقَضَاءٍ قَضَاهُ اللهُ  عَلَى نَفْسِهِ؟ قَالَ: قُلْتُ: بَلَى أَخْبِرْنَا، قَالَ: فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى قَضَى عَلَى نَفْسِهِ أَنَّهُ مَنْ عَطَّشَ نَفْسَهُ لِلَّهِ فِي يَوْمٍ حَارٍّ كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يَرْوِيَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» قَالَ: فَكَانَ أَبُو مُوسَى يَتَوَخَّى ذَلِكَ الْيَوْمَ الْحَارَّ الشَّدِيدَ الْحَرِّ الَّذِي يَكَادُ يَنْسَلِخُ فِيهِ الْإِنْسَانُ فَيَصُومُهُ. أخرجه عبد الرزاق في مصنفه والبيهقي في الشعب وأبو نعيم في حلية الأولياء.

وقالت الإفتاء: “على هذا فأجر الصيام عظيم ولكنه في شدة الحر يكون أعظم أجرًا”.

هل يجوز الفطر في رمضان بسبب الحر

من جانبه، حذر الدكتور مجدي عاشور، مستشار مفتي الجمهورية، من عدم الصيام دون عذر لأن ذلك حرام شرعًا، حيث إن ارتفاع درجة الحرارة ليس مُبررًا شرعيًا لعدم الصيام، مشددًا على أن من أفطر في يوم واحد دون عذر لن يكفيه صيام الدهر كله، مستشهدًا بما روي عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ وَلَا مَرَضٍ لَمْ يَقْضِهِ صِيَامُ الدَّهْرِ وَإِنْ صَامَهُ» أخرجه البخاري.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق