بعد إعلان لبنان مؤخرا.. ماذا يعني إفلاس الدولة؟
الإثنين، 04 أبريل 2022 01:24 م
أعلنت الحكومة اللبنانية، بشكل رسمي إفلاس الدولة ومصرف لبنان المركزي، على أن توزع الخسائر على المصارف والمودعين، وعلى لسان نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي قال «نريد أن نخرج بنتيجة، والخسارة وقعت بسبب سياسات لعقود، ولو لم نفعل شيئا ستكون الخسارة أكبر بكثير».
وأضاف أنه يجري مفاوضات مع صندوق النقد الدولي تركز على إصلاح القطاع المصرفي وإعادة هيكلته، والسياسة المالية المتوازنة لخدمة الدين العام، وإصلاح القطاع العام والكهرباء، وتوحيد سعر الصرف، والسياسة النقدية ومعالجة التضخم.
ولفت إلى أن شركة كي بي إم جي تقوم بتدقيق مصرف لبنان، وأن المصرف يتولى عملية جرد لكميات الذهب التي بحوزته، وقد بدأ بالفعل في عملية الجرد.
تبعات إفلاس الدولة؟
عندما تعلن دولة ما إفلاسها تحدث هزة اقتصادية قوية محليا، ويندفع المستثمرون وأصحاب المدخرات، الذين يتوقعون هبوطا قويا في قيمة العملة المحلية، لسحب أموالهم من الحسابات المصرفية ونقلها خارج البلاد.
ومن أجل وقف هبوط قيمة العملة وسحوبات الأموال، تلجأ الحكومة المتعثرة في سداد الديون إلى إغلاق البنوك وفرض قيود على حركة رؤوس الأموال.
أما على الصعيد الخارجي وكعقاب على التعثر في السداد، تفرض أسواق رأس المال إما معدلات اقتراض عقابية أو رفض الإقراض مجددا، ثم تصدر وكالات التصنيف الائتماني تحذيرات بشأن الاستثمار في الدولة المتعثرة.
ويجري تسوية الديون أو إعادة هيكلتها بين الحكومات المتعثرة والدائنين دون وجود قوانين دولية تنظم هذا الأمر، ولكن التفاوض بشأنها يكون مكلفا ومرهقا لجميع الأطراف حتى يتم التوصل إلى اتفاق مرض.
ماذا يعني إفلاس دولة؟
تستدين الدول لسد عجز موازناتها وشراء احتياجاتها وتمويل مشروعاتها أو بنيتها التحتية، ويتعرض البعض منها لمشكلات اقتصادية تقيد قدرتها على سداد الديون، ومن بين تلك الدول إسبانيا في القرن 16 والأرجنتين واليونان اللتان تعثرتا عن الوفاء بالتزاماتهما المالية عدة مرات خلال القرنين الماضيين.
وبشكل عام، الدول لا تفلس، بالشكل الذي يحدث في الشركات الاستثمارية، ولا يمكن أن تقوم المحكمة الدولية بوضع يدها على أصول وممتلكات الدولة لبيعها وتسديد مستحقات الدائنين، كما تفعل مع الشركات فالدولة لها سيادتها الخاصة ولا يسمح القانون الدولي بتجاوزها.
ولكن يحدث الإفلاس في الدولة عندما تكون عاجزة عن سداد ديونها، وغير قادرة على الوفاء بالتزاماتها المالية الأخرى مثل دفع الرواتب والأجور ودفع ثمن ما تستورده من البضائع والسلع، وفي مثل هذا الوضع تكون الدولة ضعيفة ماليًا، لا تستطيع تسيير الأمور الاقتصادية والاجتماعية.
ومن أهم أسباب إفلاس الدولة انخفاض حاد بالإيرادات العامة، ما قد يؤدي إلى ارتفاع المديونية أو لسبب أزمة اقتصادية خانقة نتيجة لسياسات وقرارات خاطئة، أو لسبب خسارة الدولة للحرب مع دولة أخرى.
وتلجأ الدولة قبل إعلان إفلاسها إلى اتخاذ إجراءات صعبة للغاية مثل زيادة الضرائب وخفض النفقات العامة ووقف التوظيف في القطاع العام، وقد تلجأ إلى البلدان الصديقة أو المؤسسات الدولية مثل صندوق النقد الدولي لإقراضها وإنقاذها من الوضع المالي الصعب.
وأعلنت قرابة نصف دول القارة الأوروبية، و40% من دول إفريقيا، و30% من دول آسيا خلال القرنين السابقين إفلاسها، وكانت الولايات المتحدة وألمانيا واليابان والمملكة المتحدة والصين أبرز الدول التي أعلنت إفلاسها وعجزها عن سداد ديونها الداخلية أو الخارجية خلال القرنين الماضيين، وأعلنت ألمانيا إفلاسها ثماني مرات خلال 200 عام.