تحديات أمام الاكتفاء الذاتي من الزيتون: إحجام المزارعين عن زراعة المحاصيل الزيتية
الثلاثاء، 29 مارس 2022 05:34 مريهام عاطف
كشف الغزو الروسي لأوكرانيا،عن حاجة الدولة للعمل علي تحقيق الاكتفاء الذاتي في العديد من السلع الاستراتيجية والتي من أهمها الزيوت حيث تعد الدولتين من اهم الدول المصدرة له ، كما تقوم مصر باستيراد 86 % من الزيوت المستخدمة وهو ما ادي مع اندلاع الحرب وحدوث العديد من العقوبات الاقتصادية الي ارتفاع أسعار الزيوت وهو ما كشفت عنه مذكرة بحثية من ستاندرد أند بورز جلوبال بلاتس، عن ارتفاع أسعار الزيوت النباتية المختلفة بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة، بعد إغلاق الموانيء والعرقلة المفروضة على الملاحة في السفن، والتي تسببت في توقف الشحن الأوكراني، لترتفع اسعار كافة انواع الزيوت فمثلا ارتفع سعر زيت عباد الشمس في البحر الأسود في أوكرانيا بنسبة 12%، بينما ارتفع زيت فول الصويا بنسبة 21%، كما ارتفع سعر زيت النخيل الخام في إندونيسيا بنسبة 13%، ومع ارتفاع الاسعار عالميا أثر بشكل كبير علي اسعار الزيوت في مصر حيث يتم الاستيراد من خلال عدة مراحل إنتاجية، تتمثل ما بين استيراد بذور وعصرها وتكريرها، أو استيراد زيوت وتكريرها، أو الاكتفاء بمرحلة التعبئة فقط.
الزيوت
أهميه الزيوت النباتية
الزيوت
أهميه الزيوت النباتية
ترجع اهميه الزيوت النباتية لانها واحده من السلع الغذائية الاستراتيجية والتي لايخلو بيت في مصر منها كما انها تحتوي علي الفيتامينات الهامة الذائبة فى الدهون ، وعلى أربعة أحماض دهنية أساسية ، كما أنها مصدر رئيسى للطاقة .
وتنحصر مشكلة الزيوت الغذائية في قله الانتاج المحلي الذي لايستطيع تلبيه احتياجات المواطنيين ولذلك يتم اللجوء للاستيراد، وفي تقرير حديث عن استهلاك الزيوت في مصر، أن نسبة 26% من الاستهلاك هي المسلي النباتي الذي يعتمد في إنتاجه على “زيت النخيل” المستورد بالكامل بكمية 700 آلاف طن سنويًا، وتشكل زيوت الطعام نسبة 65% من الاستهلاك 73% منها زيت بذرة القطن وفول الصويا، و13% زيت الذرة، و14% زيت دوار الشمس، ويتبقى 7.7% من استهلاك مصر من الزيوت يذهب لصناعة الشوكولاتة والبسكويت.
تحقيق الاكتفاء الذاتي
ولمحاولة الحد من سيطرة الازمات العالمية علي السلع الاستراتيجية والتي من بينها الزيوت قال الدكتور أحمد الغريب استاذ كلية الزراعة جامعة الازهرأن هناك العديد من التحديات التي تواجه زراعة الزيوت في مصروالتي اتخذت القيادة السياسية خطوات نحوها ففي البداية لابد من توعية المزارعين بأهميه زراعة المحاصيل الزيتية بأنواعها المختلفة لان لديهم أحجام من زراعتها خوفا من عدم وجود من يقوم بشرائها وهو الفكر الذي ظل سائدا لفترات طويلة فالزراعة لاقيمة لها بدون تصنيع وذلك بهدف تعظيم القيمة المضافة
زيوت
اضافة الي التوسع في زراعة المحاصيل الزيتية في المساحات الشاسعة من الاراضي التي تتمتع بها مصر وهو ما اثبت نجاحه في تجارب سابقة من خلال الارادة السياسية الواعية مثل اتخاذ قرار زراعة 100 الف فدان بالنباتات الزيتية ، وايضا نجح في شمال سيناء عندما جذبت الدولة المزارعين لزراعة 600 فدان بنبات الكانولا الزيتي،بالاراضي الجديدة المستصلحة ضمن مبادرة المليون ونصف فدان رغم عدم الوعي الكافي بفوائد والقيمه الغذائية للنبات الذي يعد من أكثر الزيوت استخداما لاحتوائه على نسبة 94% من الأحماض الدهنية غير المشبعة، كما يحتوي نبات الكانولا على نسبة من 40 إلى 45% من الزيت عالي الجودة.
ولذلك لابد من تكرارذلك وطرح مبادرات لتشجيع المزارعين على اختيار محاصيل زيتية، وزيادة المعرفة والوعي بأهميتها لتقليل فاتورة الاستيراد والاقتراب من تحقيق الاكتفاء الذاتي وتقليل الاعتماد علي الخارج خاصه وأن البيئة في مصر ملائمة لحدا كبير لزراعة الزيوت بانواعها المختلفة واقامة الصناعات عليها حيث تقسم الزيوت الي نوعين وهما الزيوت الغذائية مثل عباد الشمس وفول الصويا والزيتون و زيت النخيل والذي نستورد منه سنويًا نحو مليون طن،غيرها بجانب الزيوت العلاجية أو التجميلية مثل الكتان والذي يستخرج منه زيت بذرة الكتان وأيضا زيت حبة البركة والجوجوبا وغيرها من الانواع التي يمكن التركيز عليها وزراعتها بكثرة.
كما أكد الدكتورأحمد الغريب علي اهمية الربط بين الواقع العملي من خلال اجهزة الدولة المختلفة والبحث العلمي فهناك الكثير من الابحاث داخل الاروقة البحثية تعمل علي استحداث أصناف ذات نسبة زيوت عالية وايضا تتحمل الظروف البيئية الصعبة ومقاومة للامراض بالاضافه الي أن هناك ابحاث ذات أصناف قصيرة النمو وانتاج عالي .
بجانب ذلك يجب وضع سعرعادل ومناسب وتشجيع الفلاح علي زراعة المحاصيل الزيتية من خلال ثقته بأن هناك من يقوم بشرائه وتصنيعه.