لعبة البيادق والقيصر.. بلغة الشطرنج من ينتصر في الحرب بأوكرانيا؟
الأربعاء، 23 مارس 2022 10:00 م
يجلس سكان مدينة لفيف، في أوكرانيا، على الأرصفة لممارسة لعبتهم المفضلة، وسط الحرب انتظارا لتحرك جديد من القوات الروسية.
وتشتهر المدينة بكونها «عاصمة الشطرنج»، ويلعبها معظم المواطنين في الشوارع مقابل مبالغ مالية يحصل عليها الفائز، وظهرت بشكل كبير وقت كانت أوكرانيا تابعة للاتحاد السوفياتي حتى انهياره عام 1991، وكان يدعم ممارستها بشكل كبير ويرى أن سيطرته على بطولاتها كانت بمثابة تعبير عن تفوقه الاستراتيجي.
وتعد مدينة قريبة بشكل كبير من بولندا وتبعد 70 كيلومترا فقط من الحدود، ويقدر سكانها بنحو 700 ألف نسمة، وما تزال بمنأى عن الهجوم الروسي الذي اندلع في 24 فبراير.
وتُعتبر المدينة مركز أوكرانيا الثقافي، وتنتشر فيها المقاهي والمتاجر والمطاعم على طول جوانب شوارعها المرصوفة بالحصي، رغم أنّ الحياة الليلية مقيّدة فيها حالياً بحظر تجوّل بموجب الأحكام العرفية.
الشطرنج والحرب
ويتوقع أندريه فولوكيتين، بطل الشطرنج الأوكراني، استمرار الحرب مع روسيا لأشهر، ويرى أنه لا مخرج للحرب الدائرة وربما ستستمر لفترات أطول.
ويوضح أندريه فولوكيتين أنّ الحرب طالت اللعبة إذ ألغى الاتحاد الدولي للعبة الشطرنج البطولات المقرر تنظيمها في روسيا، وحظر رفع العلم الروسي في المسابقات الدولية، أما الاتحاد الأوكراني فاشترط من جانبه عدم مشاركة أي من اللاعبين الروس في هذه البطولات.
وأوضح أن المدينة تضم 30 أستاذاً كبيراً في لعبة الشطرنج، ويرفضون الآن اللعب مع منافسين روس في بطولات من بينها بطولة أوروبا الفردية التي تنطلق الأسبوع المقبل في سلوفينيا.
وعلى طول جادة لفيف الرئيسية، يعبّر هواة الشطرنج جميعهم عن آرائهم في ما يتعلق بالوضع السائد.
ويتقبّل أوليه تشيرنوباييف "52 عاماً"، خسارة تلقاها من منافسه أندريه فولوكيتين الذي ربح في جولة لعب استغرقت أقل من 10 دقائق، لكنّه يعرب في المقابل عن تفاؤل أكبر في ما يتعلق بفرص أوكرانيا في هزيمة روسيا.
ويقول: "سننتصر من دون شك، إنّ شعبنا يتمتع بشجاعة كبيرة إذ ينجح عدد من الأوكرانيين غير المسلحين في صدّ دبابات"، مؤكّداً أنّ "الجيش الروسي لا يستطيع السيطرة على كييف، إذ أنّ رجالنا شجعان للغاية".
ويرى أولكسندر الذي يشارك بفاعلية في مباريات مقاعد الأرصفة في لفيف أنّ "هذه اللعبة صعبة وتعتمد على التفكير".
وتنافس أولكسندر مع رجل شاب يرتدي قبعة بيسبول، في جولة راح الوقت بين نقلاتها يطول تدريجياً، قبل أن يفوز بها أولكسندر بسبب انسحاب خصمه من المباراة.
ويقول بسخرية "علينا أن نحارب من أجل أوكرانيا بالطريقة نفسها التي نقاتل فيها بلعبة الشطرنج".