علشان نفهم.. ماذا يعني رفع أسعار الفائدة والدولار.. وهل مصر الوحيدة المتضررة من جراء أزمة كورونا وحرب روسيا وأوكرانيا؟
الإثنين، 21 مارس 2022 08:24 م
صاحبت قرارات البنك المركزي المصري اليوم برفع أسعار الفائدة وأيضا طرح شهادات ادخار بفائدة 8% وأيضا الارتفاع المفاجئ في سعر الدولار حالة من اللغط بين المواطنين خاصة إن البعض ردد بان الجنيه سينخفض أمام الدولار دون النظر إلي الازمة العالمية الاقتصادية التي يمر بها العالم فمصر لا يسير في مسار وحدها فالبنظر إلي التغيرات في اسعار الفائدة ورفعها وأيضا سعر الدولار أمام باقي العملات لقراءة المشهد الاقتصادي بصورة أكثر وضوح، وهذا ما نرصده خلال هذا التقرير
قررت لجنة السياسة النقدية للبنك المركزي المصري في اجتماعهـا الاستثنائي اليوم، رفع سعري عائد الإيداع والإقراض لليلة واحدة وسعر العملية الرئيسية للبنك المركزي بواقع 100 نقطة أساس ليصل إلى 9,25% و10,25% و9,75%، على الترتيب، كما تم رفع سعر الائتمان والخصم بواقع 100 نقطة أساس ليصل إلي 9,75%.
ماهي الآثار الإيجابية لتحرير سعر الصرف ورفع سعر الفائدة؟
يأتي القرار ليخلق فرصة أكبر للتصدير، لأن أثمان المنتجات بتاعتنا بترخص فى الخارج، فعلي سبيل المثال اذا بنصنع قميص بـ10 جنيه وثمن الدولار 10 جنيه، ده معناه إن 2 دولار هيشتروا قميصين، أما لو تمن الدولار بقى 15 جنيه فمعناه إن نفس الدولارين هيشتروا 3 قمصان لأن تمنهم بقى 30 جنيه، ده بقى يخلى الصادرات المصرية تتباع بره بسرعة، لأن تمنها أرخص من تمن السلع اللى جاية من الدول التانية.
كمان لما الدولار يعلى ده بيشجع الاستثمار الأجنبى، تخيل بنفس الطريقة ده بيخلى المستثمرين يدخلوا يشتروا مصانع وشركات ويأسسوا أعمال ويدفعوا أجور بتكلفة أقل من اللى كانوا بيدفعوه قبل كده، علشان الدولار ارتفع، فبالتالى الأجانب يبقوا عايزين ييجوا يستثمروا فى مصر.
أخيرا، ده يخلى الدولارات الموجودة فى مصر تفضل موجودة وما تخرجش، علشان لو خرجت والدولار غالى هتخسر، وبالتالى شركاؤنا الموجودين فعلا بيكمّلوا معانا وكده الكل كسبان.
هل قيمة الجنيه هى فقط اللى تراجعت؟
بالعكس، فيه عملات كتير جدا انخفضت قيمتها قصاد الدولار خلال الفترة اللى فاتت، زى اليورو والروبل الروسى والين اليابانى وغيرها، خصوصا مع الأزمات الدولية المتتابعة.
هل هتتكرّر عملية تحرير سعر الصرف مرة تانية؟
المفروض إن الضغوط اللى عملت الموضوع ده مش مكملة معانا أكتر من كده، وأزمة التضخم اللى ضاغطة علينا هتنتهى بمجرد انتهاء الحرب فى أوكرانيا، والعالم هيبدأ يستقر.
طب ليه أسعار الفائدة بتزيد برده؟
أسعار الفايدة بتزيد لنفس الأزمات أسعار السلع ارتفعت فى العالم كله مش فى مصر بس فالبنوك المركزية الكبيرة فى العالم قررت إنها ترفع أسعار الفايدة علشان تقلل الفلوس المتاحة فى السوق فالطلب على السلع يقل، وبالتالى أتمانها تقل، فتقلل معدلات التضخم.
المشكلة التانية بقى إنه لما أسعار الفايدة بتترفع عالميا، الناس بتبقى عايزة تخرج من المشروعات فى الدول النامية، وتروح الدول الكبيرة والمتقدمة علشان تاخد سعر فايدة عالى، الفلوس دى لما تخرج ده معناها شركات هتقفل، مصانع هتقفل لأن الفلوس دى كانت بتمولها.
فالدولة لازم ترفع سعر الفايدة بتاعها علشان تغرى أصحاب الفلوس دى يكملوا معانا وما يخرجوش، وبدل ما نقفل المصانع والشركات المفتوحة فعلا، نجيب ناس جديدة ونفتح شركات تانية لما نقدم سعر فايدة أعلى من الموجود بره.
طب ليه سعر الدولار بيزيد؟
زى أى سلعة لما كميتها المتاحة بتقل سعرها بيزيد، وإحنا أحيانا مصادر العملة الصعبة عندنا بتقل، علشان فى بعض الأوقات الصادرات بتقل بسبب الأزمات الاقتصادية سواء داخلية أو خارجية، زى الحرب التجارية بين الصين وأمريكا وأزمة وباء كورونا والحرب الروسية الأوكرانية مؤخرا، وده بيخلى الكمية المتاحة من الدولار بتقل وطبيعى سعرها يزيد.
طب هل كمية الدولار اللى بتيجى لنا السبب الوحيد لزيادة الدولار؟
لأ، مش هى السبب الوحيد، لأن الأزمات اللى حصلت فى العالم الخمس سنين اللى فاتوا، زى الحرب التجارية بين الصين وأمريكا وكورونا وحرب روسيا وأوكرانيا، سبب ارتفاع السلع حول العالم، وبالتالى تكلفة وارداتنا زادت بمعدلات كبيرة جدا، فمن ناحية مصادر العملة الصعبة عندنا مش مستقرة، وفى نفس الوقت فى ارتفاع كبير فى وارداتناطب ليه الدولة حررت سعر الصرف؟
الدولار زى أى سلعة فى الدنيا، بيتأثر بالعرض والطلب عليه، يعنى لما الكمية المتاحة منه تكون كتيرة تمنه يرخص، ولما تقل تمنه يغلى
المشكلة بقى إن الفترة اللى فاتت دخلت على العالم بأزمات كتير، مصر اتأثرت بيها طبعا، لأنها أثرت شوية على مصادر النقد الأجنبى زى السياحة مثلا فى أزمة كورونا، والحرب اللى كانت بين أمريكا والصين لما أثرت على بعض الصادرات المصرية.
فى نفس الوقت بقى، وارداتنا من الخارج ارتفعت، بالذات لما كورونا جت اضطرينا نشترى أدوية ولقاحات بتمن أعلى، وأكل بتمن أعلى، ودلوقتى بنشترى بترول وقمح وذرة بأثمان أعلى بسبب حرب أوكرانيا.
الحركتين مع بعض خلوا الدولار يبقى موجود بشكل أقل فى مصر، وبالتالى مع الطلب الزايد ظهرت سوق سودا، لو اتسابت هتخرب الدنيا وتخلى أثمان السعر تتضرب فى 2 أو 3 مرات، علشان كده كان لازم السعر يتحرر علشان ده ما يحصلش.
يعنى المشروعات القومية والعاصمة الإدارية سبب ارتفاع الأسعار؟
العكس بالظبط هو الصحيح، لأن مثلا:
تخيل كده لما يكون الطريق واسع ومرصوف كويس فالسلع توصل أسرع وبمجهود أقل، السلع تغلى ولّا تقل؟
تخيّل كمان لما الكهرباء تكون متاحة 24 ساعة، ومنتظمة للمصانع، السلع اللى بتخرج منها تغلى ولّا ترخص؟
طيب تخيل لما نبنى شقق كتير للناس؟ نوفر لهم سكن بعد ما فضلوا سنين يدوروا على شقة؟ ده يغلِّى أسعار الشقق ولّا يرخّصها؟
طيب تخيّل لما نفتح موانى ومطارات ونطوّر السكة الحديد علشان نسهّل شحن السلع بسرعة، ده يرفع الأسعار ولّا يقلّلها
من الآخر، لولا المشروعات القومية كنا بقينا فى وضع حقيقى ما تحبِّش خالص نكون موجودين فيه
وإيه الآثار السلبية لتحرير سعر الصرف ورفع سعر الفائدة؟
أول حاجة الأسعار هتترفع، لأننا للأسف بنستورد جزء كبير من السلع اللى بنستهلكها من الخارج، وبالتالى لما سعر الدولار يترفع ده معناه إن فاتورة استيرادنا هترتفع معاه، وبالتالى الأسعار هتعلى.
تانى حاجة بنحس إن العملة بتاعتنا قيمتها قليلة فبنزعل على اقتصادنا.
زيادة التضخم ورفع سعر الفائدة
الاقتصاد العالمى إلى أين بعد الحرب فى أوكرانيا؟
لم تتوقف آثار الحرب الروسية عند حدود البلدين فقط بل تضررت كل دول العالم، ضربة قوية يتلقاها الاقتصاد العالمى منذ اندلاع الحرب تسببت فى بدء موجة تضخم جديدة
أوروبا: المنطقة الأكثر تضررا والأكثر عرضة لتأثيرات الحرب
بسبب روابطها التجارية واعتمادها على إمدادات الطاقة والغذاء الروسيين
بولندا: تستورد أكثر من نصف وقودها من روسيا
تركيا: تستورد أكثر من ثلث وقودها من روسيا
الدول اتبعت احتياطات مختلفة لمواجهة التضخم الاقتصادى جراء الحرب:
فى أوروبا الوسطى وأمريكا اللاتينية تحاول البنوك المركزية محاربة التضخم عن طريق رفع أسعار الفائدة
فى ظل الحرب الدائرة تتصاعد بشدة مخاطر حدوث ركود تضخمى فى العالم، إذ شهدت أسعار السلع والمعادن والطاقة والحبوب ارتفاعات قياسية وسط تراجع آفاق نمو الاقتصادات العالمية.
الصين: أحد المحركات الرئيسية للاقتصاد العالمى، لكنها خفضت معدل نموها المستهدف فى 2022 إلى 5.5% مقارنة بـ8.1% فى 2021.
الولايات المتحدة:
التضخم فى أمريكا شهد ارتفاعا كبيرا أعلنت بعده الحكومة عن رفع أسعار الفائدة لأول مرة منذ 2018
المملكة المتحدة:
لجأ بنك إنجلترا إلى رفع أسعار الفائدة إلى مستوى ما قبل الوباء عند 0.75%
تركيا:
سيبلغ معدل التضخم السنوى على الأرجح فوق 60% بفعل تداعيات الحرب
الهند:
ارتفاع معدل التضخم فى ظل ارتفاع أسعار الطاقة، الذى بلغ بالفعل الحد الأعلى للنطاق الذى يستهدفه البنك المركزى
خارج أوروبا:
ستشعر الدول المجاورة بعواقب أكبر بسبب كبح التجارة والتحويلات والاستثمار والسياحة
تستمر تحذيرات صندوق النقد الدولى من طفرة فى أسعار الطاقة والسلع الأولية فى الوقت الذى يتعافى فيه الاقتصاد العالمى من أزمة كورونا
فهل ستصبح الحرب فى أوكرانيا أشد فتكا من شبح كورونا؟
11