وطرق محمد الباب.. فلم يفتح أحد!
الإثنين، 21 مارس 2022 04:10 م
كالعادة، يذهب محمد من كل يوم جمعة هو وزوجته واولاده ليطمئن علي والدته الوحيدة العجوز، التي بلغت السبعين من عمرها.
محمد موظف في هيئة الميناء الجوي ويسكن بمحافظة الشرقية، وحاول مراراً اقناع والدته أن تعيش معه لكنها رفضت، فهى لا تريد ترك منزل العائلة بعد أن مات الاب، وربما تكون هذه هي المرة الاولى التي يذهب فيها محمد إلى والدته يوم خميس، فاليوم عيد ميلادها حيث تكمل السبعين عاماً، واجتمع الاولاد وبعض الجيران وحضروا عيد ميلادها، وكانت الام سعيدة جداً وارتدت مجموعة من حليها وأعلنت أنها تنوي الحج، بعدما ادخرت مبلغ من المال لأجل ذلك، وبعد الاحتفال انصرف الجميع حيث كان هناك حفل زفاف لأبن احد الجيران وانقضت الليلة السعيدة.
في اليوم التالي ذهب محمد إلى أمه ومعه اولاده يوم الجمعة ايضاً، فهذه عادته التي لم يقطعها منذ وفاة والده، وطرق محمد الباب منتظراً صوت أمه ترحب به وبأولاده كعادتها، لكن في ذلك اليوم لم تجبه أمه، وهناك نوع من الصمت يلف المكان.. صمت يوحي بإن شيئاً حدث أو يحدث.. طرق محمد الباب مرات عدة دون مجيب!.. هنا بدأت تساوره الشكوك، هل حدث شيء؟، فاستدعي بعض الجيران ليساعدوه في كسر الباب، لربما حدث لوالدته مكروه بالداخل، وبعد فتح الباب بدأ محمد وأبنائه في البحث عن الأم في حجرات المنزل، وحينما دخل غرفتها تسمرت قدماه وشل تفكيره واحتبست الآهة في حلقة، بعدما وجدا أمه غارقة في دمائها وهي راقدة في سريرها.
ابلغ محمد الشرطة وجاء مفتش المباحث ليري ما حدث للسيدة العجوز وهى مسجاه وسط الدماء وفى وجهها عدة طعنات، وكذلك في جسدها، وخلال المعاينة أتضح للشرطة أن الأم قاومت.
بعد المعاينة تتابعت الأسئلة في عقل مفتش المباحث، لماذا تمت جريمة القتل؟.. هل للسرقة ام ماذا؟.. وتوجه إلى محمد الذى قال في التحقيق أن أمه كانت تملك مجموعة جيدة من المجوهرات بجوار مبلغ من المال ادخرته للحج، وهناك ايضاً علبة من الفضة الخالصة كانت تضع فيها اشيائها، وبعد البحث اثبت اختفاء هذه الأشياء، إذن الجريمة تمت بقصد السرقة، وحينما تعرفت القتيلة على السارق فخشى من افتضاح أمره فلم يكن امامه إلا قتلها، هذا التصور المبدئي لمفتش المباحث.
بدأ البحث عن تفاصيل الليلة السابقة وهي ليلة عيد ميلادها، وهنا حدد الابن اسماء الذين حضروا من الجيران، وبدأت التحقيقات معهم لكن هناك واحد من الجيران لم يكن موجوداً، وهو عاطف "24 عاماً، وحاصل علي دبلوم تجارة ويعمل مدرساً في مدرسة خاصة"، وبدأ السؤال أين هو؟.. الذين شاهدوه قالوا إنه ترك الحي ولا يعرفوا إلي أين ذهب.
بدأت المباحث في إجراء التحريات حول عاطف، والتي أثبتت أن له اخت تقيم في القاهرة، وأنه تعرف على طالبة في الثانوية وفكر في الزواج بها، لكن امكانياته لم تكن تسمح له بذلك.
حينها قامت الشرطة بإعداد كمين لعاطف إلى أن تم القبض عليه في منزل أخته، وامام المباحث اعترف عاطف من أول لحظة بارتكابه جريمة القتل، وكانت المجوهرات كلها موجودة والمبلغ المسروق معه.
وقال عاطف أن القتيلة كانت تحبه كأبنها وهي التي طلبت منه حضور عيد ميلادها، فكثيراً ما كان يزورها فتحتفل به، وفي تلك الليلة لم يكن عاطف يفكر في شيء حتي بعد ان اعلنت عن المبلغ الذي تدخره، وبعدما انتهي عيد الميلاد ذهب هو والجيران إلي فرح شقيقه الاكبر محمد، وفجأة وهو في الفرح دارت الفكرة في رأسه وانتظر حتي انتهي فرح شقيقه وانصرف الجميع فلم يعد إلى شقته، إنما ذهب إلى بيت عمه ليبيت هناك وعندما هدأت حركة البيت تسلل خارجاً وعاد إلي شقته وصعد إلي شقة القتيلة ثم فاجأها فصرخت، لكنه لحق بها ووضع يده علي فمها حتي لا تفضح امره واخذها إلي حجرتها لتهدأ وظل معها يروي لها قصته وضيقه من الدنيا، لهذا جاء لها في الليل لحاجته لمن يسمعه حتي نامت، وهنا اخذ يبحث عن النقود التي قامت بادخارها ووجد المجوهرات لكنها استيقظت ورأته، ولم يكن هناك وقت لتسأله ماذا يفعل؟، ففي هذه اللحظة انهال عليها ليسكتها فقاومته ولم يجد امامه غير سكين فطعنها خوفاً من إن تفضحه، وسرق المجوهرات والنقود وفر هارباً إلي بيت شقيقته في القاهرة.