عيد الأم.. الوجع
الأحد، 20 مارس 2022 08:45 م
في عام 1956 كان أول احتفال في مصر بعيد الأم، والذي يتوافق مع عيد الربيع، بعد مقال من الصحفي الراحل علي آمين في عموده اليومي" فكرة" عن ضرورة تقديس يوم للأم للاحتفال بها وتكريمها وتقدير دورها في تربية الأبناء وذلك بعد زيارة سيدة تحكي قصة كفاحها مع ابناءها بعد وفاة زوجها وقضاء عمرها عليهم وبعد كبرهم انصرف كل منهما إلي حال وتركوها تعاني الوحدة والآلام.
عيد الأم هو احتفال في ظاهره الرحمة وفي بطنه العذاب فرغم حلاوة الاحتفال وتجمع الاسرة في ذلك اليوم حول الأم واشعارها بمدي الحب من فلذات اكبادها، ولكن كم من الأبناء فقدوا أمهم ويأتي هذا اليوم ليشعرها بمرارة الفقد وصعوبته، سيدات فقدن أبناءهم، وأخريات لم ينعم عليهن الله بالخلف، وكم من أم نسوها ابناءها وتخلوا عنها حتي في هذا اليوم، كل هؤلاء يعانوا في هذا اليوم والذي يمر عليهم ثقيلا فكل ما يحيط بهم يذكرهم بوجع الفقد ومرارته فلا يكل التليفزيون من عرض أغاني عيد الأم فعندما تشدوا فايزة أحمد مرددة "يارب يخليكي يا أمي ياست الحبايب" فتوجع قلوب من فقدوا أماتهم وحرموا منهم للأبد.
والسؤال قد يكون عيد الأم مناسبة لطيفة لتجمع الأسر ولكن الاحتفال بالأم وتقديرها ورد جزء ضئيلة من دينها يستحق يوم واحد فمن يتذكر والدته يوماً واحدا في العام هل ينساه في باقي العام، فالأم هي نعمة الله في الأرض هي ملح البيت وسكره هي من تعلم ابناءها كيف يخطو خطواتهم الأولى نحو الحياة وتظل تركض خلفهم وبعد أن تصل بيهم لبر الأمان تظل تحمل متاعبهم علي عاتقها حتي بعد زوجهم واستقلالهم وتحمل احفادهم، فالأبن البار الوفي بأمه لا يحتاج ليوم للاحتفاء بوالدته بفعل الواجب الاجتماعي الذي فرض على الجميع، بل عليه في كل يوم أن يقبل يدها ويحمد الله علي نعمته.
ولهذا وبكل يقين وحب ألغوا عيد الأم وكفوا عن إذاء المشاعر وفتح الأوجاع، خاصة في المدراس التي تحرص علي الاحتفال بهذا اليوم واذاعة الأغاني فتبكي قلوب أطفال فقدوا اماتهم في الصغر ولم ينعموا بحنانهم وحبهم وينتظروا حولهم يجدوا اصدقائهم محاطين بأحضان أماتهم، كفوا عن هذا الضجيج المؤلم واحتفلوا بأمهاتكم في هدوء وقدروهم يومًا بعد يوم، فالأم لا تفرح عندما يتذكرها أبناءها في هذا اليوم ويغيبوا باقي العام ولكن تفرح بمكالمة هاتفية كل صباح للاطمئنان عليها، تفرح بهدية بسيطة بدون مناسبة تشكرها علي مجهودها.