حسين فهمي.. عودة الجان

السبت، 19 مارس 2022 10:00 م
حسين فهمي.. عودة الجان
مصطفى الجمل

حسين فهمي رئيسا لمهرجان القاهرة السينمائي خلفاً لـ«حفظي كوارث».. المهرجان عانى تحت قيادة حفظي بعدما احتفى بعمل شارك في انتاجه واستقدم مذيعة تشاركه في أعمال خارجية.. وأحضر مخرجاً فرنسيا لإسرائيل

 

خبر عودة الفنان القدير حسين فهمي لرئاسة مهرجان القاهرة السينمائي بقرار من الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، أدخل البهجة وأرسى الطمأنينة في قلوب كل العاملين بالوسط الفني والمتابعين للشأن السينمائي في مصر.

عودة الجان حسين فهمي، لرئاسة مهرجان القاهرة السينمائي، بعد الفترة التي قضاها السيناريست والمنتج محمد حفظي في هذا المنصب، له دلائل كثيرة، أهمها وأبرزها بحث الدولة عن التطوير بشكل مستمر في مختلف المجالات، وفي القلب منها الفن بشكل عام، والمهرجان الأبرز والأعرق في المنطقة بشكل خاص.

محمد حفظي الذي تقلد رئاسة مهرجان القاهرة طوال 4 سنوات، أثار الكثر من الأزمات خلال دورات المهرجان الأربعة، ووصلت هذه الأزمات إلى ذروتها خلال الدورة الماضية، عندما قرر «حفظي» أن يحتفي بنفسه ويقف مصفقاً لذاته، إعمالاً بالنكتة الأشهر في تاريخ المسرح المصري على لسان القدير سعيد صالح في رائعة «العيال كبرت»: «ضربت الجرس ودرستلي».

أقام حفظي رئيس مهرجان القاهرة السينمائي، احتفالية على هامش المهرجان احتفالية تحتفي بمسلسل «بيمبو» التليفزيوني الذي شارك حفظي نفسه في إنتاجه، في سذاجة مفرطة، تكشف مدى جهل الرجل بالمبادئ الأولى لتكافؤ الفرص، وقوانين تعارض المصالح، ولا حتى الأعراف الفنية والتنافسية، التي كانت يجب أن تلزمه بأن ينأى بنفسه عن هذا المأزق.

 

لم تقف كوارث حفظي في الدورة الماضية من المهرجان عند هذا الحد، بل أثارت الدورة الماضية من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي جدلا واسعا بسبب الاستعانة بالمذيعة منى عبدالوهاب، لتقديم حفل الافتتاح ونالت انتقادات لاذعة، خاصة مع تعثرها خلال تقديم الحفل.

 

 

ولم يجب أحد على استفهامات الجميع عن سبب استعانة حفظي بهذه المذيعة دون غيرها، ولكن تكشف الأمر بالعودة خطوة واحدة إلى الواء واكتشاف أن مقدمة الحفل شريكة محمد حفظي في إنتاج معظم أفلامه الأخيرة وكان اخرها فيلمي «ريش» و«أميرة».

وأثارت الدورة الاخيرة لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي برئاسة محمد حفظي الجدل أيضا بتوجيه الدعوة لعدد كبير من الراقصات الشرقيات لحضور حفلي الافتتاح والختام بالمهرجان، من بينهن جوهرة ودينا وسما المصري.

 

ووجهت الانتقادات أيضا لإدارة المهرجان الدورة قبل الماضية حين تم الإعلان عن تكريم المخرج الفرنسي المؤيد لإسرائيل والداعم لها كلود ليلوش ثم تم الاعتذار عن تكريمه والتراجع عن ذلك مع ضغوط السينمائيين الرافضة لتكريمه .

ومن الانتقادات التي واجهها حفظي خلال رئاسته لمهرجان القاهرة حينما اتخذ قرار بتعديل موعد الدورة 43 لمهرجان القاهرة السينمائي بعدما كان مقررا لها 29 نوفمبر ليصبح 26 نوفمبر، وانتقد من بعض السينمائيين لأنه جاء لعدم التداخل بين موعد مهرجان القاهرة وموعد مهرجان البحر الأحمر السينمائي بجدة، الذي عمل حفظي مستشارا له في دورته الافتتاحية.

وجود حسين فهمي برؤيته الفنية الثاقبة سيقضي على كل تلك الأمور، ويعيد الأمور لنصابها الطبيعي لما هو معروف عنه، وعن إدارته لذلك المهرجان قبل أن يتسلمه حفظي، ويهبط به إلى أسفل الدرجات الفنية والموضوعية.

ولعل أول ما صدر من حسين فهمي، المعروف بلباقته وحسن سلوكه وتعامله الحسن مع جميع زملائه، هو توجيه الشكر لحفظي بدل المرة مرتين، على ما بذله من مجهود خلال الأربع أعوام الماضية.

ويقام خلال الأيام المقبلة تقليد جديد للمرة الأولى في تاريخ مهرجان القاهرة السينمائي، حيث سيقام  حفل تسليم رئاسة المهرجان، بحضور كل من الرئيسين السابق والمنتظر، وكان المنتج محمد حفظي، الرئيس السابق للمهرجان، علق  على القرار قائلا: «فخور بأربع سنوات قضيتها رئيسا لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، أتمني أن أكون وُفقت مع فريق رائع من الأفراد الموهوبين في تحقيق هدفنا بالارتقاء بالمهرجان نحو سمعة أفضل على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، وأن نجعل منه منصة هامة لدعم صناع السينما المستقلة في مصر والعالم العربي وجذب أكبر عدد من محبي السينما»

 

وتابع: «الأربع سنوات الماضية وعملي مع المهرجان أعتبرها من أهم خطوات مسيرتي مع السينما وأتمني أن يجني المهرجان ثمارها في المستقبل، التوقيت أكثر ملاءمة الآن لينتقل هذا الشرف العظيم والمسؤولية إلى شخص نحترمه جميعا وبلا شك سيواصل المسيرة تجاه ما هو أفضل».

واختتم: «كل الشكر والامتنان لمعالي وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم على دعمها المستمر وفريقي الذي عمل بكل جدية والتزام من أجل المهرجان عاما بعد عام.. وخالص التهنئة للنجم الكبير حسين فهمي على عودته من جديد لقيادة مهرجان مصر الأول وكل الأمنيات له بالنجاح والتوفيق».

حسين فهمي العائد مرة أخرى إلى رئاسة المهرجان، كان رئيسا له في أربع دورات سابقة، منذ العام 1998 وحتى عام 2001 وحقق خلال فترته طفرة كبيرة.

 

ولم تنقطع من بعدها علاقته بالمهرجان، حيث كان واحدا من الحضور الرئيسيين في الدورات الأخيرة، وحصل على العديد من التكريمات.

حسين فهمي الذي يستعد لرئاسة الدورة الـ 44 من المهرجان، تخرج من المعهد العالي للسينما ودرس الإخراج بالولايات المتحدة الأميركية، واكتشفه المخرج حسين الإمام وقدمه كممثل، وله العديد من الأفلام التي حصل من خلالها على الجوائز، حيث نال جائزة أحسن ممثل عن أدواره في أفلام «الرصاصة لا تزال في جيبي» و«دمي ودموعي وابتساماتي»و«الأخوة الأعداء».

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، هو أحد أعرق المهرجانات في العالم العربي وإفريقيا والأكثر انتظاماً، ينفرد بكونه المهرجان الوحيد في المنطقة العربية والإفريقية المسجل ضمن الفئة A في الاتحاد الدولي للمنتجين في باريس (FIAPF).

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق