الإنتاج الحيواني في مصر.. ثورة مشروعات في طريق الاكتفاء الذاتي

اهتمت مصر منذ سنوات، بتأمين ملف الإنتاج الحيواني، مع الزيادة السكانية الهائلة، وعملت القيادة السياسية منذ 2014 على سد الفجوة الغذائية والحفاظ على الثروة الحيوانية.

 

وبخطوات ملموسة استهدفت تحقيق الاكتفاء الذاتي، لتخفيض الأسعار والسيطرة عليها، عبر مشروعات جديدة، ونصبت الدولة توجهها بتحقيق الحد من عمليات الاستيراد، وتوفير اللحوم الحمراء والأسماك بالأسواق بما يتناسب مع احتياجات المواطنين، لرفع متوسط نصيب المواطن المصري من استهلاك اللحوم والذي يصل إلى 8 كجم، بينما يرتفع هذا المتوسط ليصل إلى 30 كجم في الولايات المتحدة و28 كجم في أوروبا و40 كجم في البرازيل.

 

وحققت مصر نحو 55.9% من الاكتفاء الذاتي لإنتاج اللحوم الحمراء، بإنتاج 792 ألف طن محليًا، من إجمالي 1417 ألف طن مستهلك، يقابله استيراد ما يقرب من نصف الاستهلاك السنوي، وفقا لتقديرات عام 2017.

 

أعادت الدولة مشروع تربية «البتلو»، وضخت فيه استثمارات مالية فاقت 4 مليارات جنيه حتى أواخر 2020 الماضي، ليساهم في زيادة أعداد رؤوس الماشية بنحو 221 ألف رأس، ما أدى لرفع نسبة الاكتفاء الذاتي من اللحوم الحية إلى 57%، بعد أن كانت لا تتجاوز 44% في 2014.

 

3 محاور رئيسية اعتمدت عليها خطة الحكومة لإنتاج اللحوم ورفع نسبة الاكتفاء في 2025 لـ65%، شملت الزيادة العددية والكمية لرؤوس الماشية وكميات اللحوم المنتجة، ورفع معدلات أداء المزارع والحظائر للحصول على أعلى معدلات أداء للحيوانات المزرعية، والتحسين الوراثي ونشر التراكيب الوراثية المتميزة على مربى ومنتجي الثروة الحيوانية. 

مشروعات عملاقة
وتضمنت أبرز مشروعات الحكومة لتأمين الإنتاج الحيواني، تدشين مشروع مليون رأس ماشية، إذ انطلق المشروع في 2017، من منطقة غرب النوبارية بمحافظة البحيرة، بتكلفة 211 مليون جنيه، على مساحة 350 فدانا، ويتبع مركز البحوث الزراعية بطريق مصر إسكندرية، وشمل تربية 200 ألف رأس من الأبقار، منها 180 ألف رأس عجول تسمين، و20 ألف رأس أبقار حلابة.

 

وجهزت محطات التربية بـ«٤ مناطق» البستان وصلاح العبد وصندوق التأمين واليشع، كما جرى تخصيص محطتين للإنتاج الحيواني في منطقة «اليشع» بالنوبارية للمشروع إلى جانب محطة أخرى تابعة لصندوق التأمين على الماشية بهيئة الخدمات البيطرية وضم مصنع أعلاف ومجزر تابعين للصندوق إلى المشروع لبدء الإنتاج.

مليون رأس ماشية
ولتدعيم مشروع «مليون رأس ماشية»، مع مشروعات الإنتاج الزراعي «مليون ونصف فدان»، جرى تنفيذ مجمع الإنتاج الحيواني المتكامل بمنطقة يوسف الصديق بمحافظة الفيوم، في الظهير الصحراوي لعدة محافظات، بينها البحيرة والفيوم والإسماعيلية والسويس، مراعاة للبعد البيئي والوقائي.

 

ويضم المجمع 25 ألف فدان مزروعة بأحدث التقنيات، كمرحلة أولى لتوفير العلائف الجافة للمشروع، كما يضم مزارع لتربية الماشية بمختلف أنواعها، ومجزرا آليا بمنطقة يوسف الصديق على مساحة 54 ألف متر مربع، بطاقة إنتاجية يومية بلغت 320 رأس ماشية، ويضم مجزرا لإنتاج اللحوم المعلبة أيضا، ومصانع لمختلف منتجات الألبان، ومركز علمي بيطري للأبحاث والتدريب، على مساحة 13 ألف متر مربع، ويضم 10 معامل تخصصية لتحسين السلالة، ومزرعة بحثية للأبحاث الخاصة بالمحاصيل العلفية.

المشروع القومي لإحياء البتلو
الحكومة المصرية بعدها استهدفت صغار المربين، عبر «المشروع القومي لإحياء البتلو» والذي يستهدف صغار المربين، وركز على بمنع ذبح البتلو وتسمين العجول إلى وزن 400 كجم على الأقل، بدلًا من وزن 80 إلى 120 كيلو، لتحقيق زيادة إنتاجية تقدر بـ 5 أضعاف ما كان يتحصل عليها من ذبحها بتلو. 

كما جرى توعية صغار المربين بأهمية وعوائد المشروع، وإقراض 5173 مستفيدا منهم حوالي 25% سيدات، لتمويل شراء وتغذية عدد رؤوس 52861 بمبلغ إجمالي بحوالي 750 مليون جنيه، لإنتاج كمية من اللحوم تعادل 13 ألأف طن تقريباً بدلاً من 2500 طن إذا ما ذبح على أوزان صغيرة «بتلو». 

أكبر مزرعة للإنتاج الحيواني
وافق جهاز الخدمة الوطنية في نهاية سبتمبر 2018 على إنشاء مزرعة عملاقة للثروة الحيوانية على مساحة 1000 فدان على أرض محافظة الوادي الجديد، وتضم 10 آلاف رأس من الماشية لتعمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي للمحافظة، وللمناطق المجاورة لها من اللحوم الحمراء.

باركود المشروعات
أصدرت وزارة الزراعة لأول مرة في عام 2018 تراخيص تشغيل كافة أنشطة الثروة الحيوانية والداجنة، من قطاع تنمية الثروة الحيوانية والداجنة التابع، مصحوبة بلوحة، عليها «باركود» يحمل بيانات النشاط أو المشروع.

 

نجحت وزارة الزراعة فى 2018، في رفع احداثيات وقواعد بيانات 28 ألف مزرعة حيوانات كبيرة باستخدام أجهزة GPS، وراجعت ووصل إجمالي عدد التراخيص لتشغيل مزارع الإنتاج الحيواني من مايو 2017 وحتى يونيو 2018 إلى 15 ألفا و405 ترخيص لمزارع إنتاج حيواني وداجني.

 

وتعود أهمية الباركود في ربط بياناته مع مركز المعلومات في قطاع تنمية الثروة الحيوانية والداجنة بالوزارة لتحليل البيانات وتدقيق الإحصائيات وسهولة وتدعيم اتخاذ القرارات السليمة في الأوقات المناسبة.

 

كما جرى إنشاء قاعدة لبيانات الثروة الحيوانية، تضمنت ترقيم وتسجيل الماشية، لتوفير المعلومات عن حجم الثروة الحيوانية في مصر للمساعدة في توفير الأعلاف واللقاحات والأمصال اللازمة، وبلغ ما رُقّم حتى الآن نحو 3.675.684 ملايين رأس ماشية، وبلغ عدد مزارع الإنتاج الحيواني التي سُجلت نحو 28 ألف مزرعة، فضلا عن التوسع في تراخيص التشغيل للمزارع غير المرخصة بهدف متابعتها بشكل دقيق وتوفير الرعاية البيطرية والعمل على زيادة إنتاجيتها.