العيادة الزراعية الذكية... هل تنجح في حل مشكلات الفلاحين ودعم الاقتصاد الزراعي؟

مشروع العيادة الزراعية الذكية والذي تم تدشينه مؤخرا من جانب  الدكتور محمود صقر، رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، والتي تقوم بتمويل المشروع والذي يتماشي مع المشروعات التطبيقية ومشروعات البحوث والتطوير والابتكار طبقاً لأولويات الدولة في التحول الرقمى حيث تعد تلك المنصة هي المرحلة الاولي ، ويتم الاعتماد في الجانب الزراعي علي  مركز البحوث الزراعية كشريك متخصص في العمل الحقلي وجمع البيانات الزراعية، بالاضافه الي جامعة النيل كشريك متخصص في تقنيات الحوسبة المتطورة ومعالجة المعلومات .

 

ويهدف مشروع العيادة الزراعية الذكية لرفع كفاءة قطاعي الإرشاد الزراعي والإنتاج الحيواني وإدارة الحملات الإرشادية وزيادة دخل المزارعين والمربين وإدارة الأمراض النباتية والحيوانية والمساهمة في تنمية المجتمع وتحسين الإقتصاد الوطني من خلال توفير نظام رقمي متكامل شامل لتقديم خدمات الإرشاد الزراعي والبيطري بشكل شخصي وفعال بما في ذلك أفضل ممارسات الزراعة والتسميد والتربية للمزارعين ومنتجي الحيوانات من خلال استخدام الأجهزة اللوحية والمحمولة.

 

 

وتقديم حلول مفيدة للمجتمع المصرى سواء فى مجتمع الزراعة أو أى مجال آخر، وتعد المنصة الإلكترونية لمشروع العيادة الزراعية الذكية منصة المزارع المصرى للمستقبل، للتواصل مع كل جديد في مجال البحث العلمي الزراعى والذي يعد المخرج الوحيد الذي يمكن قياس المردود منه، وذلك بعد أن حققت منتجات مركز البحوث الزراعية جودة عالية على أرض الواقع، حيث يعد الإنتاج فى وحدة المساحة فى مصريعد من أعلى إنتاجية فى أى دولة أخري.

 

كما تعد ايضا العيادة الزراعية الذكية السبيل للتحول من الإرشاد الزراعى بمفهومه التقليدى من خلال المهندس والمعاون والمشرف وهذا الطاقم لم يصبح قادر على أداء وظيفته فى الوقت الحالى وكذلك فى المشروعات الزراعية الحديثة تقديم الخدمة بالشكل التقليدى أصبح شبه مستحيل إما لعدم توافر العنصر البشرى أو بُعد المسافات والتطور التكنولوجي.

 

 بجانب ذلك تعمل المنصة الزراعية الذكية علي توفير حلول فورية للمشاكل الزراعية الملحة، والتي منها انخفاض عدد المرشدين الزراعيين، عن طريق إيجاد آليات جديدة لتقديم التوصيات الزراعية والبيطرية بشكل فوري وبجودة عالية إلى معظم المزارعين خاصة صغار المزارعين مما يحتاج الكثير من الجهد.

 

ومن جانبه أوضح رئيس مركز البحوث الزراعية الدكتور محمد سليمان، ، خلال تدشين المشروع أنه سيقوم بتطوير ورقمنة الإرشاد الزراعي والإرشاد البيطري بإستخدام التقنيات الحديثة والمتطورة وأن المشروع في مرحلته الحالية يستهدف المحاصيل الإستراتيجية الأتية: القمح والأرز والشعير والخدمات البيطرية الخاصة بمرض الحمي القلاعية ومرض حمي الوادي المتصدع.

 

ومن جانبه قال رائف تمراز أمين عام فلاحين مصر بنقابة الفلاحين، إن مشروع المنصة الزراعية الذكية هام ويعمل بشكل كبيرعلي ربط الفلاح بالتقدم التكنولوجي وهو ما سيساعده علي التطوير من العمل الزراعي بما لاشك فيه ،ولكن الازمة الحقيقية التي قد تواجه مشروع المنصة الزراعية الذكية هو عدم قدرة ما يقرب من 70% من الفلاحين علي القراءة والكتابة وبعدهم بشكل كبير عن الوسائل التكنولوجية وهي التي يعتمد عليها المشروع في المقام الاول مشيرا الي ان الفلاح مازال في حاجة ماسة للمرشد الزراعي بشكلة التقليدي وللاسف منذ عام 1984 لم يتم تعين مرشد زراعي حتي ان اصغرهم سنا حاليا يبلغ 55 عاما ،وبالتالي فالفلاح مازال في حاجه للمرشد الزراعي فهو حلقة الوصل بين مثل هذه المشروعات المتطورة الهامة للدولة والتي تعمل علي تطوير الاداء الزراعي والاقتصاد المصري وبين الفلاح الذي يحتاج لمزيد من الوعي والتدريب والارشاد لكل ما هو جديد ،ففي الوقت الراهن لايمكن ان يظل الفلاح المصري بعيد عن التطور التكنولوجي الزراعي الذي يصب في مصلحته ومصلحه الوطن