أبو العروسة.. دراما الزمن الجميل
الإثنين، 14 مارس 2022 02:17 م
منذ سنوات طويلة انفصل المواطن المصري عن الاعمال الدرامية فلم يعد يجد فيها ما يمثله او يعبر عن حاله وتفاصيل حياته حتي خرج للنور على قناة دي ام سي الفضائية مسلسل "أبو العروسة " في أجزاءه الثلاثة ليحقق نجاح جماهيري غير مسبوق يذكرنا بمسلسلات الزمن الجميل التي نجحت في السابق ، في جذب الجمهور المصري والعربي مثل مسلسلات ليالي الحلمية وأبو العلا البشري وغيرها من المسلسلات التي كشفت عن واقع المواطن المصري وأحلامه وأماله ، ومشاعره وأحاسيسه والعلاقات الاسرية الدافئة ، ياتي هذا من بعد فترات طويلة من انتشار مسلسلات فساد رجال الاعمال وجحود الأبناء والعلاقات الاسرية المتشابكة لحد الصراع والضياع فلم يخلو مسلسل من لهث ابطال العمل وراء المال حتي ولو علي حساب أقرب الناس لهم وعلي حساب كل القيم والتقاليد والأعراف والتي أصبحنا في أمس الحاجة لعودتها حفاظا علي القيم الاسرية الدافئة والتي يفتقدها شباب وأطفال هذه الاجيال ، بعد تشبعهم ولفترة طويلة بالعلاقات الاسرية المزيفة والعنف والقتل وغيرها من السلوكيات السيئة تحت شعار "الجمهور عاوز كده"
ليأتي مسلسل "أبو العروسة " وينسف تلك الفكرة جملةً وتفصيلاً فجمهور العنف والقتل والحقد والتيك توك والسوشيال ميديا ألتف بأشتياق حول المسلسل وصُناعه ليصبح عبد الحميد الذي يقوم بدوره الفنان سيد رجب وعايدة التي تقوم بدورها الفنانة سوسن بدر وابنائهم أيقونة الاسرة المصرية بعد أن اعادوا لها اللمة الحلوة بكل تفاصيلها والتي كان يتزعمها كبير العيلة ، كما اعادوا الشعور بالدفئ والعلاقات السوية بين أفراد الاسرة والعائلة كلها ، كما نجح مسلسل أبو العروسة في تناول مشاكل الاسرة المصرية بشكل راقى ومحترم وطرح حلول لها بنفس الرقي تجعلك كمشاهد تعيد من جديد التفكير فيما يواجهك من مشكلات فقد حصن عبد الحميد نفسة من الخيانة بحبه لزوجته عايدة وعشرة العمر ، وواجه مشكلات أبنائه من خلال جملته الشهيرة "ربنا في بيتنا" والتي تعني الكثير وتؤكد بأهميه الرجوع الي الله في كل تفاصيل الحياة في وقت وقع الجميع فريسة للمال وتحقيق ثراء زائف علي حساب البيت والابناء ، علي الرغم من أن الأبناء هم الاستثمار الحقيقي .
فمن خلال مسلسل أبو العروسة تم طرح الكثير من قضايا ومشكلات الطبقة المتوسطة والتى ينتمي إليها معظم فئات الشعب المصرى ، ليجد الجمهور نفسة متعلقا بشخصيات المسلسل التي يجد المشاهد نفسه فيها اثناء عرض الجزئين الاول والثاني من المسلسل ، مما دفع جمهور المشاهدين الى المطالبة بصناعة جزء ثالث من المسلسل لاستكمال وصول رسائل هذا العمل الى الجمهور المصري والعربي .
كما نجح مسلسل أبو العروسة في القضاء علي فكرة البطل الأوحد الذي تدور حوله كافة احداث المسلسل ليكون هو محور العمل الفني ، وهو ما وقعت في الاعمال الدرامية خلال الفترة السابقة من مبالغة في الاحداث المرتبطة بذلك البطل حتي أن الكثير من الاعمال الدرامية تحمل اسم بطل أو بطله العمل والذي لابد أن ينتصر في النهاية بشكل "خزعبلي" غريب قد لا يتفق في كثير من الاعمال مع أحداث العمل
ولم تكن ألاغاني المصاحبة لمسلسل أبو العروسة أقل أهميه فقد ساعدت بشكل كبير في خروج العمل بالشكل اللائق وتحقيق نجاح متكامل له لتترك بصمة لدي الجمهور ومنها اغنية "بنتى وحبيبتى" والتى قام بغنائها المطرب الكبير مدحت صالح ، لتكون واحده من أهم الأغاني حتي الان بالإضافة الى أغنيات قادرين وسلام وراجعين والتي حققت جميعها أيضا نجاحا كبيرا خلال اذاعتها داخل احداث الجزء الثالث .