وقت الحرب أغلقوا أفواهكم

حالة من الثورة قامت بها الأجهزة الرقابية  بالدولة خلال الأيام الماضية ومستمرة في حملاتها من أجل ضبط الأسواق والسيطرة علي موجة الغلاء الغير مبررة والقضاء علي جشع التجار من خلال اتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم وتحرير المحاضر ضد كل من تسول له نفسه  باحتكار السلع لتحقيق مكاسب خاصة  من وراها وأمر النائب العام بحبس عديد كبير من التجار لاتهامهم  برفع الأسعار واخفاء المواد الغذائية بالمخازن لرفع أسعارها.

 

 

جاءت انتفاضة الأجهزة  الرقابية وحماية المستهلك لتكشف عن دور الدولة في مواجهة الغلاء وحماية المواطنين خاصة في ظل الظروف الخاصة التي يمر بها العالم أجمع  والتي يحاول البعض استغلالها وتهديد أمن واستقرار البلاد برفع الأسعار وزيادة المتاعب علي كاهل المواطن البسيط  لتقف لهم الاجهزة بالمرصاد وتعلن  إن الدولة القانون تحكم. 

 

 

ولكن السؤال الأهم  هل الأمر كله يقع علي عاتق الأجهزة  الرقابية فأين دور المواطن الذي يعي الأزمة وأنها بالمناسبة ليست مصرية خالصة ولكنها أزمة عالمية ولكن  في مصر ينقصنا الوعي الاستهلاكي، وعي بكيفية التعامل مع الازمة ومتي نشتري وما نشتريه من احتياجات اساسية، فما يحدث الآن من المواطنين هو الذي يشجع التجار علي الجشع والطمع فمبجرد دخولك للمتاجر والسوبر والماركت والأسواق  تجد شراهه في شراء المنتجات والسلع الغذائية وتخزينها بطريقة تفوق احتياجاتهم  مما يقلل من المعروض وارتفاع الطلب الذي يصاحبه ارتفاع أسعار وعدم ضبط السوق. 

 

 

تعمل الدولة مجهود كبير في إدارة الأزمة  وأخرها قرارات الرئيس عبد الفتاح السيسي بتوفير السلع في كافة اسواق التابعة للدولة بأسعار مخفضةومنح موردي القمح حافز إضافي لتشجيعهم على  توريد أكبر قدر من الكميات المتوفرة لديهم، لكن ينقصنا توقف المواطن عن الشراء دون توقف وبلا تخطيط ومساعدة الدولة علي إدارة الأزمة  والاستغناء عن السلع ذات الأسعار المرتفعة حتي تجبر التجار علي الرجوع إلي اسعارها الحقيقية، ونصيحة أخيرة.. عزيزي المواطن وقت الحرب اغلق فمك واربط علي احتياجاتك الأساسية.