في ظل الارتفاع المستمر لأسعار الذهب... هل يصبح ملاذا آمنا للاستثمار؟
السبت، 12 مارس 2022 11:07 مهبة جعفر
شهدت أسعار الذهب في مصر تذبذب بين الارتفاع بشكل ملحوظ والتراجع البسيط متأثرة بالزيادة العالمية للمعدن الأصفر بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا، وزاد السعر في مصر بنسبة تتراوح بين 8-10% منذ اندلاع الحرب، مما تسبب في ضعف في حركة المبيعات، خاصة بين الطبقة المتوسطة التي تمثل النسبة الأكبر من حركة البيع، ويتركز شرائها في المشغولات الذهبية عيار 21،وشهدت حركة السوق المحلية حالة من الركود نتيجة عدم الاستقرار التي يشهدها سعر الذهب عالميًا، ورغم عدم الاستقرار في الأسعار فيبقي الذهب هو الملاذ الآمن للاستثمار في ظل التخبط الذي خلفته الحرب في اسواق المال
IMG_٢٠٢٢٠٣١٢_٢١٤٤٢٦
وقال الدكتور خالد الشافعي، الخبير الاقتصادي ورئيس مركز العاصمة للدراسات الاقتصادية، أن الذهب سيظل الملاذ الآمن للاستثمار والملاذ الامن للمحافظة علي قوة الجنيه والأموال كما هي فمهما توالت الاحداث والحروب سيظل للدهب قيمته.
وأضاف الخبير الاقتصادي، أن الذهب افضل استثمار للمواطن والمستثمرين للحفاظ علي الأموال دون الدخول في مشروعات أو شراء أسهم لذا فأن الذهب يظل محتفظ بقوته في السوق مهما كانت الحروب خاصة أن الاسواق المالية تتأثر بالسلب لكن الذهب يرتفع مما يحافظ علي قيمته
ومن جانبه قال الدكتور أحمد معطي، الخبير الاقتصادي، أن الذهب هو ملاذ آمن للتحوط من ارتفاع التضخم في ظل ارتفاع الاسعار والسلع وبذلك يرتفع الذهب مع ارتفاع الاسعار، مما يحافظ علي القيمة الفعلية للعملة، ولكنه ليس ملاذ آمن للاستثمار لان هناك معايير كبيرة تحكم سوق الذهب كاستثمار ولكن لابد من استخدامه بشكل طويل المدي وليس علي سنوات قصيرة، فلن يحقق مكاسب كبير علي الفترات القصيرة.
وأضاف معطي، أن المصنعية جزء كبير من الجرام يخسره المواطن لذا لابد أن يمر فترة طويلة حتي يعوض الخسارة في قيمة المصنعية فهو ملاذ آمن للاستثمار طويل الأجل وسيلة لتنويع الاستثمار فهو اداة جيدة لحفظ التضخم ومع استمرار الحرب سنواجه ارتفاع في الاسعار يومياً.
واتفق معه في الرأي الدكتور علي الادريسئ، استاذ الاقتصاد، أن الذهب ملاذ آمن علي مر العصور ولكن في حال الاستثمار لابد أن تكون استثمارات محسوبة نظرا للتقلبات الكبيرة في أسعار الذهب ما بين الارتفاع والتراجع وبالتالي الاستثمار في ذلك الوقت لن مجزي علي المدي القصير ولكن علي البعيد الطويل قد يحقق مكاسب والذهب في الوقت الراهن السبيل الأمثل.
وأضاف الادريسئ، أن التطور الواقع في أسعار الذهب يرجع إلي الاحداث الراهنة التي يمر بها العالم وبالتالي فحال التصالح وهدوء الأوضاع فأن الاسعار تتراجع بشكل كبير ولابد من حساب الاستثمار فيها بشكل متزن
واوضح الدكتور محمد راشد، الخبير الاقتصادي واستاذ الاقتصاد بجامعة بني سويف، بالطبع الغزو الروسي لأوكرانيا كان له انعكاس ايجابي علي أسعار الذهب حيث يزيد الطلب عليه في أوقات الأزمات باعتباره ملاذ آمن كما أن الارتفاع المشهود حاليا في اسعار النفط سيكون له انعكاس ايجابي علي أسعار الذهب أيضا وزيادة الطلب عليه حيث أن العلاقة بين النفط والذهب علاقة طردية لارتفاع أسعار النفط تعضد من ارتفاع أسعار الذهب.
وأضاف الخبير الاقتصادي، ومن ثم فإن أي تغير في اسعار الذهب في السوق العالمية ينعكس علي السوق المحلية حيث أن أسعار الذهب تتحدد لحظيا بناء علي قيمتها في البورصات العالمية وتحركاتها علي مدار ال 24 ساعة
فالاتجاه العام الذهب في أوقات الأزمات هو الصعود وان حدث تراجع في قيمته بين الحين والآخر فهذا أمر طبيعي لجنى الأرباح.
وتابع راشد، فطول أمد الحرب بين روسيا وأوكرانيا سيدفع أسعار الذهب لمزيد من الصعود ولاسيما أن هذه الحرب ستزيد من الارتفاع في أسعار البترول والغاز وكذلك إرتفاع أسعار المواد الغذائية مما ينعكس علي ارتفاع مستويات التضخم ومن ثم يصبح المعدن الأصفر هو الملاذ الآمن للحفاظ علي قيمة الأموال في ظل موجات التضخم العاتية حيث أنه من المتوقع مواصلة الذهب الصعود والذى قد يصل إلي 2500 دولار للأوقية