«كمبوند الخيالة».. يمنح قبلة الحياة لسكان «الجيارة والغجر» (صور)

بمعول التطوير تسعى الحكومة المصرية إلى هدم طلال العشوائيات والمخالفات بكافة أرجائها والقضاء على الوجه القبيح لشوارع المحروسة؛ لإعادة المظهر الحضاري الملائم لها مرة أخرى بعدما نهشت العشوائيات معظم مناطقها ونخرت كالسوس أساس المجتمع، وانعكست أثارها سلبا على الوطن والمواطن.

 

محافظات عدة تشهد تنفيذ قرار القيادة السياسية بالقضاء على المناطق العشوائية وغير المخططة وإعادة بناء مجتمعات عمرانية تليق بالإنسان المصري، وتتيح له كافة الوسائل والخدمات الرامية إلى خلق جيل جديد واع ومثقف قادر على تحقيق التنمية والنهوض بالمجتمع، بالتوازي مع القضاء على العديد من السلبيات التي عانى منها المجتمع كالفقر والمرض والجهل والجريمة، فأصحبنا نرى مجتمعات جديدة انتقل إليها أبناء المناطق العشوائية تاركين خلفهم ماضي من العوز والحاجة والمرض لن يعودوا إليه مرة أخرى.

 

«كمبوند الخيالة».. أحدث مشروعات الدولة المصرية المقدمة إلى أبنائها لتخليصهم من حياة الفقر والمرض، واستهدف إزالة عشوائيات مناطق «الجيارة، حوش الغجر، السكر والليمون» الملاصقين لسور مجرى العيون بمنطقة مصر القديمة، ونقل أبناء هذة المناطق إلى الكمبوند المطل على بحيرة عين الصيرة، وهي المنطقة التي شهدت تطوير غير ملامحها نهائيا.

 

يطل كمبوند الخيالة على بحيرة عين الصيرة، وعددا من المناطق الأثرية، ويقع بالقرب من متحف الحضارات، ونادي الفروسية، ويقع في منتصف الطرق المؤدية إلى مناطق السيدة عائشة، وكورنيش النيل، والمنيل.

 

وبحسب تصريحات اللواء خالد عبد العال، محافظ القاهرة، فإن أسر تلك المناطق سيتم تسليمها وحدة سكنية جاهزة التسليم بالفرش والأثاثات والأجهزة الكهربائية، عبارة عن غرفتين وصالة وحمام ومطبخ، تحتوي على غرفة خشب أساسية، وأخرى للأطفال، وأنترية، وكافة الأجهزة الكهربائية، وأنظمة الإنارة.

 

وقال محافظ القاهرة، إن المشروع عبارة عن 42 عمارة سكنية أرضي و 9 أدوار متكررة، بإجمالي عدد (2268) شقة، وتحتوي كل عمارة على (2) أسانسير، بالإضافة إلى أنه يوجد بالمشروع منطقة الخدمات والتي تضم «مركز شباب، حديقة عامة، ونقطة إطفاء، ومركز بريد، نطقة شرطة، ومسجد وكنيسة، ومركز إسعاف» لتلبية كافة احتياجات المواطنين.

وأشار محافظ القاهرة إلى أن الأجهزة التنفيذية بالمحافظة مازالت تواصل أعمال نقل سكان منطقة السكر والليمون وحوش الغجر والجيارة والملاصقة لسور مجرى العيون بمصر القديمة إلى مساكنهم الجديدة بالخيالة حيث سيتم إزالة 520 عقارا ونقل قاطنيها البالغ عددهم 1660 أسرة إلى وحدات سكنية جديدة مؤثثة ومزودة بكافة الخدمات اللازمة لتوفير حياة كريمة وسكن ملائم لهم.

 

وأكد «عبد العال»، أن القضاء على المناطق العشوائية بالعاصمة والتي شكلت واحدة من التحديات الكبرى التي نجحت الدولة فيها تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية قدمت نموذجًا مميزًا ، وتجربة فريدة تدرس بالعالم في مجال إنشاء مجتمعات عمرانية جديدة متكاملة الخدمات بها وحدات لائقة كاملة التأثيث لبدء حياة كريمة لقاطني العشوائيات وذلك كحق أصيل من حقوق الانسان التي تؤمن الدولة المصرية بضرورة توفيره لمواطنيها .

 

من جانبها أوضحت المهندسة جيهان عبد المنعم، نائب محافظ القاهرة للمنطقة الجنوبية، أن أعمال إزالات منطقة «السكر والليمون، وحوش الغجر، والجيارة» استكمالا لجهود الدولة والمنطقة الجنوبية لتطوير كافة المناطق الغير آمنة والخطرة تحقيقا لشعار «مصر بلا عشوائيات» ليشمل مناطق اخرى تنفيذا لمخطط تطوير سور مجرى العيون وإخلاء ما يقرب من 95 فدان لإنشاء مجتمع حضاري سكني وترفيهي يعود للقاهرة مظهرها العريق .

 

وأضافت نائب المحافظ، إلى أن نقل الأسر يأتي وسط فرحة عارمة منهم للانتقال من مساكن خطرة وغير آمنة الى أماكن آمنة حيث تم توفير مساكن بديلة مجهزة بالكامل وبالقرب من أعمال التطوير التي تتم حاليا بمنطقة مصر القديمة نظرا لوجود العديد من المواقع الأثرية بها مثل «متحف الحضارات - وبحيرة عين الحياة - ومجمع الأديان»، إلى جانب أعمال التطوير، بإنشاء حدائق الفسطاط المخطط لإقامتها على مساحة 500 فدان مع الحرص الشديد على تسكين الأهالي و متابعة كافة المعوقات وتذليلها لإنجاز الأعمال على الوجه الأكمل.