أمريكا تلوح بحظر استيراد النفط الروسي.. فهل تتبعها أوروبا؟
الإثنين، 07 مارس 2022 04:00 مإيمان محجوب
بعد الحرب الروسية على أوكرانيا فرضت الولايات الأمريكية والدول الغربية عقوبات عديدة على روسيا، لكنهم استثنوا قطاع الطاقة من هذه العقوبات لما لهذا القطاع من تأثير كبير على أوربا التي تعتمد بشكل كبير على الغاز والنفط الروسي.
ولكن بعد تصريح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، عن إمكانية لجوء بلاده إلى حظر واردات النفط الروسي، على خلفية الهجوم الروسي على أوكرانيا، مضيفا بلينكن، في كلمة له خلال مؤتمر صحفي، إن «أمريكا تتحدث إلى شركائها الأوروبيين بشأن احتمال حظر واردات النفط الروسي»، مشيراً إلى أن هناك تقارير «موثوقة» حول ارتكاب روسيا جرائم حرب في أوكرانيا.
فهل تستطيع أوربا الاستغناء عن النفط والغاز الروسي؟
في هذا الاطار يقول الخبراء: إذا توقف الغاز الروسي عن التدفق إلى أوروبا، فلن تكون هناك أي شحنات كافية استبداله، لذلك من المستغرب اقحام أمريكا أوربا في مشكلة يصعب حلها، فدول الاتحاد الأوروبي تستهلك نحو %30 من وارداتها من النفط ومشتقاته من روسيا والتي تصل إلى حوالي 6.5 مليون برميل في اليوم من النفط الخام ووقود الديزل، لذلك تعد أسواق النفط والمصافي الأوروبية الأكثر تأثراً جراء أي عقوبات تخص قطاع الطاقة في روسيا أو انقطاعات في خطوط الأنابيب.
بالإضافة أن روسيا أكبر مصدري الغاز الطبيعي إلى أوروبا، حيث يتم شحن حوالي 40% من إمدادات القارة عبر خطوط الأنابيب. تتلقى أوروبا أيضا الغاز الطبيعي المسال والذي يتم تسليمه عن طريق السفن ولكن بنسبة اقل بكثير في شمال غرب أوروبا.
وقد حاول الاتحاد الأوروبي جاهداً قبل عدة سنوات ابرام اتفاق تعاون بين اعضاءه لتقليل الاعتماد على الغاز الروسي، ولكنه عجز عن إيجاد البديل لسدّ كل احتياجاته من الغاز في الوقت الذي تمر فيه 80% من صادرات الغاز الروسي الى الاتحاد.
ونشرت بعض الصحف الامريكية ومنها «التايم» أن أي عقوبات ستفرض على قطاع الطاقة الروسية سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار عالميا، لكن الخبراء لا يستبعدون اتخاذ الاتحاد الأوروبي والولايات استراتيجية أكثر صرامة بشأن الطاقة الروسية. وقال مايكل إي أوهانلون، مدير أبحاث السياسة الخارجية في معهد بروكينغز للأبحاث، إن حرب روسيا على أوكرانيا نقطة تحول لصادرات روسيا من النفط والغاز، بحسب تقرير «التايم».
حيث كشف مسؤولو الاتحاد الأوروبي إنهم يعملون على تبني استراتيجية لتقليل الاعتماد على الطاقة الروسية في أسرع وقت ممكن، بما في ذلك هدف لتقليل استخدام الوقود الأحفوري بنسبة 40% بحلول عام 2030.
ويقول التقرير، إن «خيارات أوروبا لتقليل احتياجها من الغاز الروسي محدودة للغاية على المدى القصير، فبينما قد تساعد شحنات الغاز الطبيعي المسال في الوقت الحالي لكن لا تسطيع الصمود عند عودة الجو البارد وزيادة الطلب، كما أن مشاريع الطاقة المتجددة التي تريد أوروبا طرحها لتحل محل الغاز الطبيعي لن تكون جاهزة بين عشية وضحاها».
ويؤكد المحللون، أن كل هذا يمكن أن يبدأ في التغيير في السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة، حيث أجبرت الحرب الروسية الأوكرانية أوروبا على إعادة النظر في علاقاتها المستقبلية في مجال الطاقة مع روسيا.
وفي استراتيجيته المقبلة للاستغناء عن الغاز الروسي، قال الاتحاد الأوروبي إنه من المتوقع أن يضع القادة قواعد جديدة تلزم المرافق بملء مرافق التخزين خلال الصيف لتجنب النقص في الشتاء، ووضع أهداف أكثر طموحاً لتقليل استخدام الوقود الأحفوري في السنوات القليلة المقبلة.