مجمع حرفي بمنشأة ناصر.. كيف استعادت القاهرة التاريخية جمالها؟
الإثنين، 07 مارس 2022 10:18 ص
في إطار جهود الدولة لتجميل محافظة القاهرة، وتقليل المناطق العشوائية وتخفيف السيولة المرورية، أطلقت الدولة الكثير من المشروعات الجديدة، آخرها إنشاء مجمع حرفى بديل عن الأنشطة غير المتوافقة بالقاهرة التاريخية.
وفى منطقة شمال الحرفيين بمنشأة ناصر على محور جيهان السادات، نفذت أجهزة الدولة مجمع حرفي من خلال الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، بالتعاون مع محافظة القاهرة، وذلك بعد إخلاء المنطقة والتي كانت تصنف كمنطقة عشوائية مهددة للحياة، ونقل السكان لوحدات مفروشة بمدينة الاسمرات، ضمن مخطط تطوير المناطق العشوائية.
ومن المقرر أن يتم إنشاء مشروع متكامل بالمنطقة وذلك بعد تمهيد التربة وعمل جسات لها نظرا لأن طبيعة الأرض جبلية، كما تم تهذيب الجبل، حيث سيضم المشروع مجمع سكنى ومجمع للحرف ومجمع أخر للخدمات على مساحة 60 فدان تقريبا.
من جانبه أكد اللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة أن مشروع شمال الحرفيين الجارى تنفيذه بحي منشأة ناصر، مخصص لاستيعاب كافة الأنشطة والورش التي لا يتناسب وجودها مع طبيعة القاهرة التاريخية وأهميتها السياحية.
وأوضح محافظ القاهرة، أن مشروع منطقة شمال الحرفيين يقام على مسطح يبلغ حوالى 60 فدانا بحى منشأة ناصر ويشمل المشروع 15 عمارة تضم كل واحدة 40 وحدة سكنية بإجمالى 600 وحدة ويبلغ مسطح الوحدة الواحدة 83 م2، كما يضم 3 عمارات باجمالى 60 وحدة مسطح الوحدة الواحدة 75 م2 .
بدوره أكد اللواء إبراهيم عبد الهادى، نائب محافظ القاهرة للمنطقة الغربية، أن منطقة شمال الحرفيين كانت من المناطق العشوائية المهددة للحياة وتم إزالة 243 عقارا ونقل المستحقين إلى مساكن حضارية بمشروع الأسمرات المؤثثة والمزودة بكافة الخدمات اللازمة لتوفير حياة كريمة وسكن ملائم للمواطنين فى إطار خطة الدولة لتطوير العشوائيات.
وأضاف نائب محافظ القاهرة أنه تنفيذ المشروع، بعد تهذيب هضبة جنوب الحرفيين ورفع مخلفات الهدم، كما تم إعداد تصاميم لأعمال التهذيب، ويتم متابعة المشروع بشكل يومى من اللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة.
ويضم المشروع إقامة 984 ورشة حرفية بمسطح يتراوح بين 12م2 إلى 40م2 للورشة الواحدة، كما يشمل المشروع إقامة أسواق للجملة ومباني خدمية للورش ، ومن المقرر أن تستقبل هذه الورش كل الأنشطة والورش التي لا تناسب طبيعة منطقة القاهرة التاريخية الجارى تطويرها الأن، وبمجرد الانتهاء من إقامة المجمع الحرفى، سيتم نقل الحرف غير المتوافقة عمرانيا مع القاهرة التاريخية إلى منطقة شمال الحرفيين.
كما يتضمن المشروع كافة الخدمات كمسجد بمسطح 1644م2 ، وكنيسة بمسطح 2000م2 ، ومدرسة مَهنية بمسطح 1514 م2 ، ووحدة صحية بمسطح 397م2 ، ووحدة إسعاف بمسطح 133م2 ، وسجل مدنى بمسطح 300م2 ، ووحدة إطفاء بمسطح 346 م2 ، ونقطة شرطة بمسطح 334 ، ومخبز بمسطح 1736م2 ، وسوق تجارى بمسطح 596 م2، ومنافذ بيع بمسطح 360 م2 ، ونادى اجتماعى بمسطح 10357م2 ، وموقف ميكروباص ومينى باص وخدماته بمسطح 11372 م2.
ويستهدف المشروع إعادة الرونق الحضارى لمناطق باب الفتوح ومسجد الحاكم بأمر الله، والحسين ودرب اللبانة، ومنطقة خان الحسين للحرف اليدوية، وشارع الأزهر، ومنطقة باب زويلة، ومنطقة مسجد الحاكم بأمر الله.
ويتم تأهيل وإحياء هذه المناطق حيث يتم إعادة ترميم واجهات المبانى، وإقامة عدد من المشروعات التعليمية، والثقافية، إلى جانب إنشاء فنادق بالخرابات القديمة، وسوق تجارى، ومواقف للسيارات وجراج ميكانيكى.
وشهدت هذه المناطق أعمال التطوير الجارية ضمن مشروع إعادة الرونق الحضارى للمنطقة والمجد التاريخى لها، حيث تم إخلاء عدد من المناطق الخربة ليتم استغلالها بما يخدم المنطقة، بالإضافة إلى بدء أعمال ترميم واجهات العقارات بالمناطق لتتناسب مع أعمال التطوير والشكل التراثى للأبنية الموجودة.
وأخلت محافظة القاهرة عدد من قطع الأراضى الفضاء بمناطق القاهرة التاريخية، وتم تسليمها للأشغال العسكرية، لبدء تنفيذ عناصر المشروع، بمناطق خلف مسجد الحاكم ودرب الطماعين وزخارى ودرب اللبانة وباب زويلة ومنطقة أم الغلام خلف الحسين .
وأكد محافظ القاهرة أن الرؤية العامة للمشروع تقوم على حفظ وتحسين النشاط الاجتماعى والاقتصادى للنسيج العمراني، وتكوين مقصد سياحي تاريخي جديد للقاهرة يعيد للعاصمة بريقها ومكانتها، مشيراً إلى أن أعمال تطوير منطقة القاهرة التاريخية توليها الدولة أهمية بالغة لكي تستعيد منطقة القاهرة التاريخية أهميتها ومكانتها السياحية.
وتتم أعمال التطوير بالتنسيق بين محافظة القاهرة وصندوق التنمية الحضرية والهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وتشمل منطقة خلف مسجد الحاكم ومنطقة شارع ام الغلام وساحة المشهد الحسيني وباب زويلة ودرب اللبانة .
وأشار محافظ القاهرة إلى أن هناك فريق استشاري متخصص في تاريخ المنطقة يتولى مهمة ترميم المباني والاستغلال الأمثل للفراغات كما سيتم نقل الأنشطة التي لا تتناسب مع طبيعة المنطقة إلى المشروع الذى تقيمه الدولة لإنشاء عدد من الورش بمنطقة شمال الحرفيين بمنشأة ناصر
وبالنسبة للعقارات ذات الحالة الإنشائية السيئة فيتم بالتنسيق مع الشاغلين تقديم قيمة إيجاريه مؤقتة وإخلاء العقار لحين ترميمه ورفع كفاءته وعودتهم مرة أخرى.
وتم حصر الورش والأنشطة الغير مناسبة للمنطقة التاريخية وتمثل خطر عليها، ومن أن يتم نقل الأنشطة التي لا تتناسب مع طبيعة المنطقة إلى المشروع الذى تقيمه الدولة بشمال الحرفيين بمنشأة ناصر .
وبدوره أوضح اللواء إبراهيم عبد الهادى، نائب محافظ القاهرة للمنطقة الغربية، أن المبانى الآيلة للسقوط والتى لا يمكن ترميمها سيتم هدمها وتعويض سكانها بشكل عادل، وإنشاء مبانى ومنشأت مماثلة لها حتى لا تتغير ملامح المكان، وأغلب المناطق المماثلة لذلك ستقام بها مبانى فندقية على طراز القاهرة التاريخية.