حرب نووية أم ورقة تهدئة؟
الأحد، 06 مارس 2022 01:27 م
ألقت الحرب الروسية الأوكرانية بظلالها على العالم أجمع، خاصة مع تسارع أحداثها واحتدام معاركها، حتى وصل الأمر إلى وضع موسكو قوات الردع النووية في حالة تأهب، ما أثار تخوفات عدة من أن تتحول الأزمة الراهنة إلى حرب عالمية يكون الكلمة الأولى فيها للسلاح النووي.
وتعني هذه الخطوة، تجهيز أدوات روسيا النووية، لأوامر الإطلاق والقتال في أي وقت، ما دفع العالم إلى النظر بخوف من مستقبل الحرب التي تشهدها أوكرانيا، والتوقع بأنها قد تنتقل إلى ما أبعد من العمليات العسكرية المحدودة التي بدأتها موسكو يوم 24 فبراير الماضي.
ورغم ما يثار من قلق وخوف داخل الدول الغربية، من أن تستخدم هذه الورقة، في إطار التصعيد الروسي المحتمل ضد حلف الناتو، إلا أن البعض يقول إنها مجرد تهديدات ومن الصعب بل مستحيل تطبيقها، على اعتبار أنها ستحول العالم إلى نار مشتعلة في كل مكان، ولطالما تم إطلاق مثلها على مر العقود الماضية دون أن تؤخذ على محمل الجد.
بوتين قال الأسبوع الماضي إن وضع "قوة الردع" في الجيش الروسي في حالة تأهب، كان رداً على اتخاذ مواقف "عدوانية" تجاه بلاده، منتقداً العقوبات الاقتصادية الأوربية على بلاده والتي وصفها بـ "غير المشروعة"، في حين كانت ردود الأفعال الغربية، سريعة ورافضة ومستنكرة للقرار الروسي، حيث أعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرج عن قلقه، فيما اعتبرت الولايات المتحدة أن هذه الخطوة تعد تصعيدا غير مقبولا.
أما أوكرانيا هي الأخرى، فردت على تلويح موسكو بهذه الورقة النووية، وقالت إن وضع تأهب القوات النووية الروسية يستهدف زيادة الضغط على أوكرانيا أثناء المفاوضات، مشيرة إلى أن "هدف روسيا تدمير أوكرانيا لكنها لن تسقط".
هذه التصريحات تعني فقط أن الدول الغربية وحلف الناتو مجتمعا ربما يستنكر أو يعبر عن قلقه من خطوة بوتين، لكنه لا يريد التصعيد، وهو ما أكده التراجع الأوروبي وبالأخص بريطانيا فيما يخص إرسال متطوعين للقتال بجانب أوكرانيا في الحرب ضد روسيا.
فبعد أن لوحت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس بدعم لندن لذهاب البريطانيين إلى أوكرانيا للانضمام إلى القتال ضد الروس، سارع وزير الدفاع الروسي برفض تصريحات الخارجية ناصحاً المواطنين بعدم الذهاب إلى أوكرانيا للقتال.
التراجع البريطاني، فسره البعض بأنه مرتبط بتخفيف حدة التصعيد مع الروس، وذلك بعد التحرك الروسي العنيف لردع الموقف الذي تبناه الدول الأوربية والولايات المتحدة الأمريكية وحلف شمال الأطلسي في أزمة أوكرانيا، حيث تشير خطوة تحريك قوة الردع النووية الروسية "أن صبر موسكو على الغرب نفذ".
لاسيما مع الحرب الإعلامية التي تشنها الصحافة الدولية ضدها بعدما وصفوا العمليات العسكرية بأنها غزو غير محدود في حين أن الأمر يمكن وصفه بالاجتياح الذي يشمل استهداف بعض المناطق.
أسباب أخرى دفعت روسيا لاتخاذ هذه الخطوة التهديدية باللجوء إلى السلاح النووي، وفق بعض الدبلوماسيون السابقون وهي وجود تسريبات كانت قد تداولت في السابق بأن أوكرانيا ربما تحاول صنع أسلحة نووية.
الخلاصة أن التلويح بالنووي، يمكن أن يوصف بأنه ورقة تصعيدية لمواجهة التحركات الأوروبية والغربية ليس إلا، ولكنه غير قابل للتنفيذ، وبمعنى آخر فأنه رسالة روسية بأنه إذا استمريتم في التصعيد فنحن سنشعل العالم، الأمر الذي قد يدفع الولايات المتحدة وشركاؤها إلى التفكير 100 مرة قبل أن يرتكبوا أي ممارسات عدوانية ضد الروس.