قلب الفن النابض.. لا يتوقف
سمير صبري.. حكاية مفعمة بالحياة
السبت، 05 مارس 2022 08:00 م
- بدأ مشواره الإذاعي في العاشرة من عمره وخدع عبد الحليم حافظ بحيلة طريفة حتى يصاحبه
الأسبوع الماضي وجه الفنان سمير صبري، الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي والدولة المصرية بعد التحرك بعلاجه على نفقة الدولة بسبب حالته الصحية الحرجة، التي تستدعي إجراء عملية عاجلة في القلب، "أنا مش عارف أشكرك إزاي على اللي عملته لي، الدولة المصرية اتحركت، وحسيت إن الفنان اللي قضى 60 سنة من عمره في الفن، أيامه مراحتش هدر، وإن صحته تهم رئيس الدولة".. هكذا تحدث صبري في تصريحات إعلامية.
وأضاف الفنان سمير صبرى:" أرجوك بلغ الرئيس السيسي كل احترامي وقبلاتي، لأنه رجع مصر تاني، ورجع مصر لإفريقيا وإفريقيا لمصر، وواخد باله من واحد بسيط زي حالاتي كدة، وبقول لزملائي خليكوا مع الرئيس السيسي لأنه الوحيد اللي يقدر ينقذ مصر".
وسبق أن قال مقربين من صبرى انه تلقى مكالمة هاتفية من الرئيس السيسي، بعدما أصدر قرارا بعلاجه على نفقة الدولة، مشيرين إلى أن ذلك ساعد في تحسن حالته النفسية بشكل كبير.
سمير صبري، هو حالة فنية وإنسانية فريدة من نوعها، فنان متكامل من مواليد الإسكندرية في 27 ديسمبر 1936، صنع صبري مسيرة طويلة مع الفن عبر عدة عقود، بدأ حياته العملية مذيعاً في الإذاعة الإنجليزية ثم اتجه إلى التمثيل والغناء.
138 فيلماً سينمائياً
بلغ رصيد سمير صبري سينمائيا 138 فيلمًا، بالإضافة لعدد من البرامج التليفزيونية الناجحة منها النادي الدولي، وبرنامجه الشهير "هذا المساء"، وتشكل مذكرات سمير صبري" التي صدرت بعنوان "حكايات العمر كله" إضافة ثرية للمكتبة العربية، تقدم مسيرة ثرية لفنان كبير.
وأحب سمير صبرى الفن منذ الصغر وعاش وسط عائلة تجيد الفن تتذوقه وتحترمه سينما ومسرح وموسيقى، عائلة مكونة من أم وأب وجد و7 خالات شكلوا طفولته وصنعوا شخصيته اصطحبوه إلى دور السينما والمسرح وشجعوه عندما وقف أمامهم يقلد الفنانين يغني ويرقص.
حكايته مع عبد الحليم حافظ
انفصل والد سمير صبرى عن والدته وعمره تسع سنوات ليبدأ مرحلة جديدة من حياته في القاهرة بعدما انتقل إليها بصحبة والده ليسكن في عمارة النجوم والعظماء ويتبناه عبد الحليم حافظ بعد كذبة أجادها وقدمه للبنى عبد العزيز ليصبح وعمره 10 سنوات نجم البرنامج الأوروبي وله العديد من الأفلام.
ولهذه العمارة حكاية كبيرة عن سمير صبري فكانت سبباً رئيساً في صداقة ممتدة بينه وبين العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، الذي كان «صبري» يحبه بشدة ويحاول التقرب منه.
وتحدث سمير صبري عن بداية معرفته بالعندليب خلال لقاءه في برنامج «صاحبة السعادة» مع الفنانة إسعاد يونس، قائلًا: "كل يوم لما برجع من المدرسة بيكون عبد الحليم حافظ بره وأنا قاعد في البلكون ألاقي العربية بتاعته داخلة في الحوش، أجري بسرعة واطلب الأسانسير عشان يتعطل على ما انزل على السلم، وأفضل باصص له ميعبرنيش، ولما بنركب في الأسانسير مبيتكلمش".
وأثناء إحدى لقاءته بالعندليب من خلال الأسانسير تعرف عليه وأخبره أنه طفل أمريكي يدعى بيتر، وأصبحا أصدقاء وحصل منه على الكثير من الصور والأسطوانات، وظل لمدة عام يعرفه على أنه «بيتر»، حتى اكتشف الأمر عندما كان والده يتحدث إلى عبد الحليم ونادى عليه باسمه، ليكتشف الراحل أن سمير صبري كان يخدعه.
وفي إحدى المرات طلب منه «صبري» أن يصطحبه إلى تصوير فيلمه الجديد «شارع الحب»، وهناك طلب منه أن ينضم إلى كورال أغنية «بحلم بيك»، وبعد الانتهاء من التصوير اصطحبه العندليب إلى مبنى الإذاعة وعرفه على الفنانة القديرة «لبنى عبد العزيز» التي كانت وقتها تقدم ركن الطفل في الإذاعة، فعرضت عليه أن يسجل حلقة معها، ليبدأ بعده مشواره في الإذاعة، وهو في عمر العاشرة.
بدايته الفنية
عمل في بداياته مذيعاً في الإذاعة الإنجليزية ثم اتجه إلى التمثيل والغناء. له العديد من الأفلام المصرية التي قام بتمثيلها منذ بداية مسيرته الفنية في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي. مثّل عدداً من أفلامه مع الفنان عادل إمام كفيلم البحث عن فضيحة من بطولة ميرفت أمين، ومن مسلسلاته حضرة المتهم أبي الذي تم إنتاجه عام 2006 وكذلك قضية رأي عام بطولة يسرا ولقاء الخميسي.
وأسس مع رفيق الصبان ويوسف شاهين وحسين كمال وسيد رويال نقابة فنية سميت باسم «الأحرار المنفتحين». وبلغ رصيده الفني 138 فيلمًا، وعدد من البرامج التليفزيونية منها برنامجه الشهير "هذا المساء"، وشركة إنتاج سينمائية، ومجموعة من الجوائز التقديرية.
مذكراته
وفي ديسمبر من عام 2020 نشر سمير صبري مذكراته، والتي حكى فيها وقائع وأسرار وفاة الفنانة سعاد حسني، وقال صبري في مذكراته: "ذهبت مع الجثمان إلى مستشفى الشرطة، وسألت الطبيب الشرعي عن الشائعات وقال لي شعرها طبيعي وغير محلوق، وليس بها أي كسور باستثناء خبطة في الجمجمة وكدمات زرقاء في الجسم، واستحالة أن تكون سقطت ولا حتى من مسافة شبر واحد، والكدمات الموجودة تدل على أنها توفيت في أعقاب شجار، وأنها ضُربت على رأسها".
وتابع سمير صبري في مذكراته: قالت لي جانجاه أختها "سمعت كلام الدكتور يا سمير، مفيش صباع مكسور.. يبقى إزاي وقعت من الدور السادس؟"، ووصلت نجاة الصغيرة على باب المشرحة، وما أن رأتني حتى صرخت قتلوها، وسألتني جانجاه "إنت تصدق إن سعاد تنتحر؟"، قولت: "سعاد لا يمكن تنتحر مهما بلغت درجة الاكتئاب، وأنا التقيتها آخر مرة وكانت عاملة 28 عملية تجميل في أسنانها، وفقدت 18 كيلو جرام من وزنها، وعملية شد بسيطة في رقبتها، وقالت لي إنها ستكلم سمير خفاجي لعمل مسرحية مثل ريا وسكينة، إزاي تنتحر".
وأشار سمير صبري، إلى أن تقرير الطبيب الشرعي البريطاني أكد عدم وجود كسور في جسد سعاد حسني، وكذلك الطبيب الشرعي المصري، مضيفًا: هل يعقل أن سيدة عمرها 58 سنة تسقط أو ترمي نفسها من الدور السادس ولا تُكسر، هل يعقل ألا نجد نقطة دم على الأرض في مكان سقوطها؟.
وتابع: كل هذا يقول إن الدورة الدموية توقفت قبل أن تسقط على الأرض، والمؤكد أن نادية يسري تعلم ما حدث، فهي كانت تقول "حبيبة قلبي ماتت أدام عيني هنا" ثم تتراجع وتقول "لا لا مقصدش مقصدش".
واختتم سمير صبري حديثه بقوله: "أثارت وفاة سعاد حسني الكثير من الشائعات، المسألة في رأيي أبسط من ذلك، ربما حدث خلاف ما في الشقة، ماتت سعاد على إثره بعد معركة داخل الشقة، والله أعلم".