«فاسيلكيف».. قصة سقوط أول حصن في أوكرانيا: هدف روسيا المبكر
الأربعاء، 02 مارس 2022 08:00 م
قرب الساعة الخامسة، استيقظت «ناتاليا بالازينوفيتش»، عمدة فاسيلكيف، واعتقدت بأن هناك احتفالات بأن أحداً ينظم فقرة ألعاب نارية بالخارج، لكن سرعان ما أدركت أن روسيا شنت هجوما على بلادها والصوت الذي سمعته وأمطرت بلدتها يعود لصواريخ.
سرعان ما بدأت العمدة «بالازينوفيتش»، بعد 10 دقائق من الصدمة تنسق لاستعدادات الحرب، وداخل مبنى محصن في البلدة يحرسه متطوعون مسلحون تقول: «شعرت بالذعر ركضت في أرجاء المنزل ولم يكن لدي أي فكرة عما يجب أن أفعله»، بحسب صحيفة «جارديان» البريطانية.
وتضيف «بالاسينوفيتش»، 37 عاماً، التي في السياسة المحلية منذ 17 عاما: «وجدت نفسي في مهمة لحماية المدينة وصد الهجوم الروسي، بدأ جميع من يريد القتال التسليح، ورغم الخوف قرر السكان استبعاب الأمر، وبدأنا نظهر أقوياء في خضم الهجمات، لإبقاء البلدة قوية، ونستغل ساعات فك الحظر للخروج والحصول على الأغذية والأدوية الكافية».
لماذا فاسيلكيف أول هدف؟
استهدف الروس المدينة عمداً في أول الأيام كونها هادئة، فهي تقع على بعد 20 ميلاً خارج العاصمة كييف، وتضم مطاراً عسكرياً، وموطن لواحد من 4 مراكز مراقبة دفاع جوي بأوكرانيا، لذا فإن السيطرة عليها أمر استراتيجي لإنزال القوات والتقدم نحو الجنوب.
تعرضت المدينة في ثالث يوم من الهجوم بعد 48 ساعة من الهدوء النسبي لهجمات صاروخية، وكان الهدف منشأة لتخزين الوقود، كما أصيبت كلية فنية بالشارع الرئيسي مما أدى إلى انفجار حفرة ضخمة بوسط المبنى وإلقاء الأنابيب والحطام على مساحة واسعة.
وفي ذلك الوقت كانت بالازينوفيتش تختبىء و70 شخصا آخرين في قبو تحت الأرض، وحينها اهتزت الجدران وذعر الجميع وأدوا صلاة جماعية. وقالت: «اعتقدت كانت آخر لحظة في حياتي».
روابط عائلية
وتقول ناتاليا بالازينوفيتش أنه لكل شخص في فاسيلكيف روابط عائلية بروسيا. فقد جاء رجال من جميع أنحاء الاتحاد السوفيتي للدراسة في أكاديمية الطيران التابعة للمدينة، بما في ذلك جدها الذي نشأ في روسيا والتقى بامرأة محلية واستقر في فاسيلكيف.
وحتى الآن، يعيش جزء من عائلتها في بيلاروسيا، وابن عمها جندي مظلي في الجيش هناك، ومع احتمال مشاركة بيلاروسيا الحرب مع موسكو، تخشى المرأة أن يقاتل ابن عمها للسيطرة على بلدتها، وتتابع باستياء: «أخشى هذه الانقسامات المؤلمة».
تسوية وسلام
مع ذلك، ورغم هذه القوة وعدم النية في الاستسلام إلا أن الأوكرانيون يأملون السلام.
وقالت بالازينوفيتش: «نأمل في أن تؤدي المفاوضات مع روسيا إلى نوع من التسوية لتجنب حرب طويلة الأمد».
وأضافت:«اعتاد الناس التخطيط لشراء سيارة جديدة أو هاتف جديد لكن اليوم لا يفكر أحد إلا بالسلام. الجميع يحلم بهذا الأمر، عندما كان كبار السن يتمنون السلام لبعضنا البعض، لم نفهم ما يقصدونه، الآن نحن نفعل ذلك».