بعد الحرب الروسية الاوكرانية.. هل تتمكن مصر من فتح سوق تصديري لأوروبا؟
الإثنين، 28 فبراير 2022 10:06 مهبة جعفر
منذ انطلاق الحرب بين روسيا وأوكرانيا وأصبح هناك تخبط حول مستقبل الاقتصاد في القارة العجوز وهل سيؤثر علي الأسعار والمنتجات التي تصدرها أوكرانيا وروسيا لدول العالم وما هي البدائل، وهل يمكن لمصر أن تتاخذ من السوق الاوروبي فرصة لتصدير منتجاتها؟، خاصة أن مصر تصدر الموالح والمنتجات الزراعية لروسيا قبل اندلاع الحرب، فهل تستطيع مصر ان تفتتح اسواقا جديدة في اوروبا؟
في مجال الملابس الجاهزة وفقا للمجلس التصديري نجد أن صادرات مصر لأمريكا تمثل 40% من حجم الصادرات المصرية، يليه السوق الأوروبي بنسبة 30%، والـ20% المتبقية للدول الأفريقية ودول الخليج العربي"
وفي مجال المنتجات الزراعية فأن مصر أصبحت الأولى عالميا في تصدير الموالح والبرتقال وتسعي مصر لفتح اسواق جديدة في أوروبا لتصدير منتجاتها الزراعية خاصة بعد الإشادة بجودتها وتحسين مستواها، وبالتالي يمكن ان تصبح مصر مصدر لتصدير المنتجات الغذائية للخارج.
وعلي مستوي تصدير الغاز المسيل لاوروبا فأن التحركات الروسية والحرب علي أوكرانيا، وضعت دول أوروبا في حالة تأهب واستنفار من نقص إمدادات أو توقف الغاز الروسي لدول أوروبا وتستورد كميات هائلة من الغاز الطبيعي، تتجاوز 560 مليار متر مكعب سنوياً، ثلثها تقريبا يأتي من روسيا.
ونظرا لان مصر استطاعت أن تحقق الاكتفاء الذاتي من الغاز وبدأت في عقد اتفاقيات من أجل تصديره للخارج، فمصر احتلت المركز الـ14 عالمياً والخامس إقليمياً والثاني أفريقياً في إنتاج الغاز عام 2020، بحجم إنتاج سنوي بلغ 58.5 مليار م3.
وخلال هذه الازمة برز اسم مصر ضمن الحلول والبدائل الأوروبية المناسبة لتنويع بدائل إمدادات الغاز الروسي حال نقص الإمدادات أو توقفها، في ظل الارتفاع المستمر لأسعار الغاز الطبيعي عالميا، خاصة بعد وصول أول شحنة من الغاز الطبيعي لأوروبا من مصنع دمياط لإسالة الغاز في 21 مارس الماضي إلى محطة زيبروج البلجيكية.
كما أن مصر صدرت شحنات إلى إيطاليا واليونان، ومؤخرًا بلجيكا، بما يعزز الصادرات إلى أوروبا، رغم أن أسعار الغاز في أوروبا أصبحت تنافسية بشكل متزايد مقارنة بأسعار الغاز المسال الفورية في آسيا.
ومن جانبه علق الدكتور خالد الشافعي الخبير الاقتصادي ورئيس مركز العاصمة للدراسات الاقتصادية،مصر قدرت أن تحقق الاكتفاء الذاتي من الغاز بعد ان كانت تستورد باكثر من ثلاثة مليار دولار سنويا استطاعت أن توفر الغاز بكميات كبير وزيادة الاكتشافات والحقول واليوم اصبحت مركز اقليمي للطاقة.
واضاف الخبير الاقتصادي، أن مصر تحولت من المستورد إلي المصدر للطاقة واصبحت تصدر الكهرباء للخارج كما في اليونان وقبرص والاردن والسودان وبالتالي مصر قادرة أن تكن بديل وتصدر الغاز إلي أورربا مما يرفع قيمة الصادرات الي الاتحاد الأوروبي بالإضافة الي السلع الغذائية من المنتجات الزراعية التي تحتاجها دول الاتحاد الأوروبي وبالتالي تتمكن من فتح اسواق جديدة بالقارة الاوروبية.
وقال الخبير الاقتصادي محمد راشد، استاذ الاقتصاد بجامعة بنى سويف، أن مصر على المدى المتوسط يمكن أن تلعب دورا هاما لا تستطيع دولة أخرى في المنطقة القيام به، بأن تحجز موقعها على طاولة خريطة الطاقة الأوروبية فيما يتعلق بإمدادات الطاقة، لليونان ومنها لأوروبا.
لكن على المدى القصير، يمكن إتاحة الغاز بالكميات المطلوبة وتطويره حتى يصبح سائل وبناء المحطات والشبكات الكهربائية لايطاليا واليونان ستستغرق وقتا، ولكن في الوقت لن تصبح البديل لروسيا ولكن ستوفر كمية من الغاز المصدر لاوروبا لانها تحتاج إلي كميات كبيرة ومصر تتطلع لأبعد من تصدير الغاز المسال لأوروبا بل إلى إنتاج الكهرباء وتصديره بالشكل الذي سيسهم بشكل كبير في حل الأزمة، وتنويع مصادر إمدادات الطاقة للقارة العجوز"