حملة ممنهجة من المحافظين ضد روايات الفار وهاري بوتر و twilight بأمريكا.. اعرف التفاصيل

شن عدد من المحافظين والمتشددين لإحدى الولايات الأمريكية حملة ممنهجة ومثيرة للجدل، بدعوى حماية المراهقين مما وصفوه بـ"تأثيرات الشيطان"، كانت بدايتها من مجلس إدارة إحدى المدارس فى ولاية تينيسي، الذى قرر حظر رواية Maus الحائزة على جائزة بوليتزر، بدعوى تناولها لـ"الهولوكوست"، كما قرر حظر أى رواية تحتوى على كلمات مثل "اللعنة" أو حديث عن "العرى".

 

كاتب الرواية آرت سبيجلمان، وصف هذا القرار بـ"المجنون"، وأوضح أن المدرسة قامت بحظرها لأن الرواية المصورة، بها رسم توضيحى لفأر كرتونى عارٍ، فى حين أن الرواية تتناول بالرسوم التوضيحية المرسومة باليد، للفئران والقطط، كيف نجا والداه من الهولوكوست.

 

وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "الجارديان" فقد وافق عشرة من أعضاء مجلس إدارة المدرسة بالإجماع على حذف الرواية من مناهج الصف الثامن، مستشهدين باستخدامها لعبارة "اللعنة" ورسومات لـ"صور عارية"، وقال مدير المدرسة لى باركيسون، لوسائل الإعلام: هناك ألفاظ فظة جعلتنا نعترض على هذا الكتاب".

 

وفى نفس السياق، قال عضو مجلس الإدارة تونى ألمان: "لسنا بحاجة إلى تعليم مثل هذه الأشياء للطلبة، إننا لا ننكر الإبادة الجماعية وما حدث خلال الحرب العالمية الثانية، ولا ننكر أن الأمر كان مروعا ووحشيا وقاسيا، لكن الرواية تظهر أشخاصًا معلقين، وتظهر كيف كانوا يقتلون الأطفال، فلماذا يروج النظام التعليمى لهذا النوع من الأشياء؟".

 

وبعد أن أثار الحظر موجات غضب عنيفة، دافع مجلس التعليم فى المقاطعة الأمريكية عن قراره، قائلاً: إن الرواية أزيلت من المناهج الدراسية بسبب "استخدامها غير الضرورى للألفاظ النابية والعرى وتصويرها للعنف والانتحار وأن الرواية تعد موجهة للبالغين ولا يمكن استخدامها المدرسة".

 

وبعد أيام على هذه الواقعة، قاد قس مثير للجدل من نفس الولاية، حملة لحرق روايات هارى بوتر وروايات twilight بزعم محاربة "التأثيرات الشيطانية"، وأطلق حملة لبث عملية الحرق على منصة فيس بوك، لكن ما كتبه حذفته إدارة Facebook، وحينها كتب: سنواصل سلسلتنا المستمرة حول النجاة من الشياطين. لدينا أشياء قادمة من كل مكان سنحرقها. نحن لا نلعب".

 

ورغم حذف ما كتبه على "فيس بوك" اجتمع مجموعة من المؤيدين للقس الأمريكى فى ضاحية ناشفيل فى جبل جولييت، وألقى المشاركون نسخًا من سلسلة روايات هارى بوتر والشفق، فى النار، وقبل حرق الروايات قال القس الأمريكى موجها حديثه للشياطين: "أنا لا أعبث.. سأناديهم جميعًا باسم يسوع المسيح".

 

وفقا لـ" تايلر ساليناس"، المصور الذى كان حاضرًا، قام أحد المؤيدين للقس بإلقاء نسخًا من "فهرنهايت 451" وكتاب "أصل الأنواع" لتشارلز داروين، وألقى بهم فى النار.

 

فى المقابل، كشفت جمعية المكتبات الأمريكية، أنها شهدت مؤخرًا ارتفاعًا "غير مسبوق" فى طلبات حظر الكتب، فقد أحصت 330 كتابًا تم الاعتراض عليها باعتبارها مرفوضة فى خريف عام 2021 مقارنة بـ 156 كتابًا فى عام 2020 بأكمله، بينما قالت ديبورا كالدويل ستون، مديرة مكتب الحرية الفكرية: خلال عشرين عامًا، لا يمكننى تذكر وقت مثل هذا واجهنا أبدا.

 

وفى المملكة المتحدة كشفت الكاتبة البريطانية الشهيرة جوان هاريس، صاحبة الروايات الأكثر مبيعا، عن رفضها لصفقة أمريكية عرضت عليها لإصدار نسخة خاصة من رواية A Narrow Door التى سبق وأن صدرت فى أغسطس 2021 بسبب فرض نوع من أنواع الرقابة على الرواية.

 

جوان هاريس التى كانت ضيفة فى مهرجان Faversham الأدبي، للحديث عن أحدث رواياتها A Narrow Door كشفت أن الناشر الأمريكى الذى عرض عليها صفقة لإصدار نسخة أمريكية من روايتها، طالبها بحذف كلمة f-bomb)) التى تعنى "اللعنة"، مضيفة: أنا لا أستخدم الكلمات فى رواياتى بالصدفة، ولا أعتقد أن استخدام مثل هذه الكلمة يضر أى شخص، أو سيضر القارئ؟.

 

وقالت جوان هاريس، وفقا لتقرير نشرته صحيفة "الجارديان" لقد فكرت فى الأمر، واتخذت قرارى، وأنا بالفعل سعيدة به، فإذا كانت هذه هى الطريقة التى يعمل بها الناشر، فأنا سعيدة بأننى سأرفض هذا الأسلوب.

 

وتابعت جوان هاريس: لكن لو كان المحرر فى دار النشر قد أشار إلى خطأ ما غير مقصود فى نص الرواية مثلا، أو شيء فى الأسلوب قد يكون مؤلمًا بالتأكيد كنت سأستمع إليه، وعلى الأرجح كنت سأغيره