اعتزال الحريفة
السبت، 19 فبراير 2022 09:30 م
الحاوي والدون يقتربان من خط النهاية.. ويعلقان الحذاء
مسيرة طويلة لعبد الله السعيد ووليد سليمان بقميص الأندية المصرية ومنتخب مصر.. زاملا الجيل الذهبي وشربا منه حب الكرة والإخلاص لها
وليد أحب الأهلي وقرر الخروج من الباب الكبير.. وعبد الله أمن مستقبل أولاده باللجوء لبوابة بيراميدز
في 24 ساعة فقط، أعلن أثنين من أبرز "حريفة" الكرة المصرية اعتزالهم، واحد الاعتزال الكامل للكرة، والثانى الاعتزال الدولى.
"الحمد لله الذى أعطانى أكثر ما تمنيت، هى اللحظة الأصعب لى فى حياتى كلاعب كرة القدم بأن أختار التوقيت الذى أتوقف فيه عن ممارسة معشوقتى كرة القدم فى أعظم نادٍ فى الكون".. بهذه الكلمات ودع وليد سليمان لاعب الأهلي التاريخي، الجماهير، عقب تتويج فريقه ببرونزية كأس العالم للأندية، بعد الفوز العريض على الهلال السعودي برباعية نظيفة في مباراة تحديد المركز الثالث بمونديال الأندية.
24 بطولة وميداليتين برونزيتين في مونديال الأندية وأرقام استثنائية وشعبية طاغية، هذا هو الإرث الذي تركه وليد سليمان مع الأهلي بعد قرار اعتزاله بنهاية الموسم الجاري. كلمات الحاوي ابن السابعة والثلاثين عامًا، ونبرة الحزن، تجسد المعني الحقيقي لقسوة كرة القدم، لكنها تحاكي في نفس الوقت مدى وفاء الجماهير، بعد إظهارهم مدى التأثر بقرار وليد سليمان، بالحديث عن لاعب أمتعنا كثيرًا طوال مسيرته المليئة بالإبداع، فهو استطاع أن يترك بصمة فى قلوب الملايين، وهذا ما يعد خير تعويض له.
بدأ وليد سليمان مسيرته الكروية مع نادي الجونة ثم انتقل لبتروجيت، ثم أهلي جدة السعودي، قبل أن يعود إلى بتروجيت ثم إنبي، ومنه إلى الأهلي في موسم 2011، بعد مشوار حافل بالتحديات في الأندية البترولية، ولعب مع الأهلي 282 مباراة في جميع البطولات، سجل فيهم 67 هدفا و47 أسيست، ليكون أكثر المساهمين بالأهداف في جيله برصيد 114 هدفا، وتُوج خلال مسيرته مع الأهلي بـ6 بطولات في الدوري المصري، و5 في السوبر المحلي، و4 ألقاب في دوري أبطال أفريقيا، ومثلهم في السوبر الأفريقي، ولقبين في كأس مصر، وبطولة واحدة في الكونفدرالية.
الحاوى مظلوم مع "المنتخب"
لم يكن وليد سليمان حظه جيدا مع المنتخب، رغم تألقه لسنوات طويله وتحديدا في الفترة منذ 2008 إلى 2018، حيث كان هناك من يشغل مركز صناعة اللعب باستمرار مع المنتخب وهو محمد أبوتريكة، وكانت أول مباراة شارك فيها "الحاوي" مع لاعبى المنتخب عام 2007 ودياً أمام المنتخب السعودى استعدادا لأمم أفريقيا، ووصل عدد المباريات الدولية التى شارك فيها الحاوى إلى 23 مباراة، مقسمة إلى 16 لقاءً ودياً، و7 لقاءات رسمية، منها 6 مباريات فى تصفيات أمم أفريقيا، ومباراة واحدة بالتصفيات المؤهلة لكأس العالم.
لم يسجل وليد سليمان فى رحلة الـ11 عاما مع المنتخب سوى هدف وحيد، وكان فى مباراة ودية أمام قطر، بينما صنع 3 أهداف، وكانت آخر مشاركة لوليد سليمان بقميص المنتخب أمام غينيا، حيث شارك لمدة 29 دقيقة فى المباراة الودية التي جمعتهما فى 30 أغسطس 2016 وانتهت بالتعادل الإيجابى بهدف لكل منهما.
حب سليمان للأهلي بدأ حينما بكى وهو طفل صغير احتفالا بهدف كابتن أيمن شوقي في مرمى الزمالك في كأس مصر موسم 1991/1992، وبكى حينما هتفت له جماهير الأهلي وهو في صفوف إنبي، وبكى أيضا حينما رفض بتروجت رحيله للأهلي، لكن أصعبها اللحظة التي بكى فيها الحاوي معلنا انتهاء المسيرة وتعليق الحذاء.
عبدالله السعيد.. الاعتزال الدولى قبل المحلى
من ناحية أخري، أعلن عبد الله السعيد، صانع ألعاب بيراميدز، اعتزاله الدولي بعد مسيرة طويلة مع المنتخبات الوطنية، كان آخرها مشاركته مع الفراعنة في كأس الأمم الأفريقية التي استضافتها الكاميرون مؤخراً، وقال مقربون من اللاعب أنه استقر على اعتزال اللعب الدولى عقب بطولة أمم أفريقيا فى الكاميرون، وكان يطمح فى التتويج بالبطولة على حساب السنغال حتى تكون خير ختام لمسيرته الدولية.
بدأ عبدالله السعيد صانع ألعاب الفريق السماوي، مشواره الكروي بقطاع الناشئين في نادي الإسماعيلي، ثم تدرج وصولا للفريق الأول، الذي شهد توهجه بشدة، ليلفت أنظار قطبي الكرة المصرية تجاهه، بعد المستوى الرائع الذي ظهر عليه في ذلك الوقت مع الدراويش، لتحسم الإدارة الحمراء برئاسة حسن حمدي الأمر، وتضم اللاعب بشكل رسمي في عام 2011.
حامل أختام هجمات المنتخب
شغل عبدالله السعيد على مدار سنوات متتالية مركز صناعة اللعب في منتخب مصر، مع الجيل الذي تلا الجيل الذهبي صاحب الثلاثية، وكانت له مشاركات مؤثرة مع منتخب مصر في كافة المسابقات، ولكنه لم يحصل على أي لقب دولي مع المنتخب المصري، لكنه استطاع الوصول الى مونديال روسيا 2018، وفاز بوصافة كاس الأمم الغفريقية عامي 2017 و2021.
وخلال مسيرته مع المنتخب الوطني، شارك عبد الله السعيد فى 55 مباراة دولية، سجل خلالها 6 أهداف وصنع 10، ليضع بصمته على 16 هدفاً سجلها الفراعنة، منذ انضمامه للمنتخب فى 14 يونيو 2008.
وأعلن السعيد اعتزاله اللعب دوليا، مبديا اعتزازه بمسيرته مع المنتخب المصري، ووجه الشكر لكل من ساعده على الوصول لتمثيل المنتخب.