ذكرى رحيل «النقشبندي» دليل التائهين وصوت العابدين صاحب رائعة مولاي إني ببابك

الإثنين، 14 فبراير 2022 12:42 م
ذكرى رحيل «النقشبندي» دليل التائهين وصوت العابدين صاحب رائعة مولاي إني ببابك
ذكري رحيل الشيخ سيد النقشبندي
إيمان محجوب

صوته كالندي ينزل علي الورد فيزيده جمالا، وينزل علي العطشي فيرتوا وينزل علي المتألمين فيشفي قلوبهم، إنه سيد النقشبندي جعل الله صوته دليل لكل التائهين والمتعبين، ليمسح عنهم عناء الطريق ثم يأخذهم ليتذوقوا حلاوة التقرب إلي الله والخشوع أمام بابه، فما أروع أن تتطلع إلي السماء تستقبل نسمات الفجر  مناجيا الله « من لي سواك و من سواك  يرى قلبي ويسمعه ..كل الخلائق ظل في يد الصمد.. أدعوك  ياربي ..فاغفر زلتي كرما وإجعل شفيع دعائي حسن مرتقبي ..وانظر لحالي في خوف وفي طمع هل يرحم العبد بعد الله من أحد»
 
 
إنه الشيخ سيد النقشبندي، أحد ملامح شهر رمضان الكريم،  حيث صافح صوته العذب قلوب الملايين قبل أذان المغرب والإفطار، بأجمل الابتهالات التي كانت تنبع من قلبه، وتجعلهم يرددون بخشوع  «بنور وجهك إني عائد وجل ..ومن يعز بك لن يشقى الى الأبد مهما لقيت من الدنيا و عارضها..فأنت لي شغل عما يرى جسدي.. تحلو مرارة عيش في رضاك ياربي وما أطيق سخطا على عيش من الرغد»
 
images (8)
 
حيث تمر اليوم الذكري 46 لرحيل الشيخ سيد النقشبندي والذي توفي إثر نوبة قلبية في 14 فبراير 1976 عن عمر يناهز 56عاما، كان خلالها من أبرز من ابتهلوا ورتلوا وأنشدوا التواشيح الدينية في القرن العشرين حتى صار صاحب مدرسة، ولقب بالصوت الخاشع، وعشقه الملايين فكان له نصيب كبير من معني اسمه (النقشبندي)  وهي كلمة فارسية معناها في اللغة العربية (نقش حب الله على القلب)، منحه الرئيس الراحل محمد أنور السادات عام 1979  وسام الدولة من الدرجة الأولى وذلك بعد وفاته. 
 
images (6)
 
ولد الشيخ سيد النقشبندي بإحدى قرى محافظة الدقهلية، في 7 يناير عام 1920، بعد ذلك انتقلت أسرته إلى الصعيد وعاش طفولته في مدينة طهطا، فحفظ القرآن الكريم علي يد الشيخ أحمد خليل قبل أن يتم عامه الثامن وتعلم الإنشاد الديني في حلقات الذكر بين مريدي الطريقة النقشبندية.
 
 
والشيخ سيد النقشبندي حفيد  محمد بهاء الدين النقشبندي الذي قد جاء من بخارة بولاية أذربيجان إلى مصر للالتحاق بالأزهر الشريف، والنقشبندي هي فرقة من الصوفية يعرفون بالنقشبندية ونسبتهم إلى شيخهم بهاء الدين نقشبند المتوفى سنة 791 هجرية.
 
images (9)
 
ووالده أحد علماء الدين ومشايخ الطريقة النقشبندية الصوفية،كان يتردد علي مولد أبو الحجاج الاقصري وعبد الرحيم القناوي وسيدي أحمد البدوي وإبراهيم الدسوقي.
 
 
في عام 1955 استقر الشيخ سيد النقشبندي في مدينة طنطا، وذاعت شهرته في محافظات مصر ودول العالم العربي والإسلامي، وذلك عندما التقى مصادفة بالإذاعي أحمد فراج في عام 1966 بمسجد الإمام الحسين بـ القاهرة  فسجل معه بعض الإبتهالات لبرنامج في رحاب الله ، بعدها سجل العديد من الأدعية الدينية لبرنامج "دعاء" الذي كان يذاع يوميا عقب أذان المغرب، كما اشترك في حلقات البرنامج التلفزيوني في نور الأسماء الحسنى ، وسجل مجموعة من الابتهالات الدينية علي رأسها رائعة « مولاي إني ببابك » التي لحنها له العبقري بليغ حمدي. 
 
 
وفي برنامج العلم والإيمان وصف الدكتور مصطفي محمود صوت الشيخ سيد النقشبندي قائلا (أنه مثل النور الكريم الفريد الذي لم يصل إليه أحد) وأجمع خبراء الأصوات على أن صوت الشيخ الجليل من أعذب الأصوات التي قدمت التواشيح والإبتهالات الدينية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة