"كن من الصائمين".. الأيام البيضاء حكم صيامها وفوائدها

يحرص الكثير من المسلمين علي صيام الأيام البيض وذلك أيام الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر، من كل شهر عربي، وفي شهر رجب تصدر صيام الأيام البيض التريند علي محرك البحث جوجل وذلك مع تزايد البحث عنه حول سبب تسميته وحكم صيامها وفوائدها خاصه بعد أن أكدت دار الافتاء علي اهميه الحرص على صيام الأيام الثلاثة البيض من شهر رجب ، وهم الاثنين 13 رجب الموافق 14/2/2022،الثلاثاء 14 رجب الموافق 15/2/2022،الاربعاء 15 رجب الموافق 16/2/2022.

لماذا سميت الأيام البيض؟

سميت الأيام البيض بھذا الاسم حيث يكتمل فيها جرم القمرويصبح بدرا، فيمكن رؤيته بشكل واضح ناصع البياض فى السماء وتسمى ھذه الأيام بالليالي المقمرة.

فالبياض هنا وصف للياليها لا لأيامها، وهو وصف مجازي وقد جاء تحديدُها بذلك في الأحاديث النبوية الشريفة؛ منها: حديث جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ: «صِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ صِيَامُ الدَّهْرِ، وَأَيَّامُ الْبِيضِ صَبِيحَة ثَلاثَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ وَخَمْسَ عَشْرَةَ» رواه النسائي وإسناده صحيح كما قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري".

صيام

حكم صيام الأيام البيض

ذهب جمهور الفقهاء من الحنفيّة، والشافعيّة، والحنابلة إلى استحباب صيام الأيام البيض ، لورود الأحاديث النبويّة التي تحثّ على صيام هذه الأيام ، حيثوا اتفقوا على أنّه من السُنّة صوم الأيام البيض من كل شهر، فمن يصوم الأيام البيض فكأنما صام الدھر كله ويؤجر على صيامھا بأجر عظيم ومضاعف كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم (صم من الشھر ثلاثة أيام، فإن الحسنة بعشر أمثالھا، وذلك مثل صيام الدھر)، وإن تركھا المسلم فلا إثم عليه، ولكنه سيحرم من الأجر العظيم الذي يضاعفه الله تبارك وتعالى لمن يشاء من عباده الصالحين وأكد على ذلك الأجر القرآن.

وعن أبي ذر قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا صمت شيئاً من الشهر فصم ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة " .

وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه وصَّى المسلم بأن يصوم ثلاثة أيام من كل شهر من غير تحديد لهذه الأيام، ولكن يُستحب من المسلم أن يكون صيامه أيام الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر هجري، قال قدامة بن ملحان رضي الله عنه: (كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يأمُرنا بصيامِ أيامِ البِيضِ ثلاثَ عشرَ وأربعَ عشرَ وخمسَ عشرَ قال وقال : هو كهيئةِ الدهرِ).

هل صيام الأيام البيض له فوائد؟

أكّد العلم الحديث أن لصيام الأيام البيض فوائد عظيمة، حيث يؤثر القمر في نفسيّة الإنسان تظهر عندما يكون بدراً، أي في أيام الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر من كل شهر قمريّ، حيث إنّه في هذه الفترة يزيد لدى الإنسان التهيّج العصبيّ والتوتر النفسيّ، ويرجع سبب ذلك وتفسيره علميّاً إلى أنّ جسم الإنسان يتكوّن من 80% من الماء، أما الباقي فهو فقط المواد الصلبة، تماماً كسطح الأرض .

الايام البيض

عندما يكون القمر مكتملاً في الأيام البيض يكون له قوة جاذبيّة تسبب المد والجزر في البحار والمحيطات، وهو ما يحدث من مدّ في جسم الإنسان، وهو ما يُدلّل على أن للقمر في دورته الشهرية أثراً ظاهراً وحقيقة ثابتة من حيث التأثير الفعلي في سلوك الإنسان، لذلك تتأثر الحالة المزاجيّة عنده بناءً على حركة القمر، وقد تم وصف بعض الحالات عند الإنسان بناءً على ذلك باسم الجنون القمريّ، ففي هذه الحالات يبلغ اضطراب السلوك عند الإنسان أقصى مدى له في الأيام التي يكون القمر فيها مكتملاً، أي في الأيام البيض، وقد جاء في السنة ما يدل على هذه الحقيقة، فقد روت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: (أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ نظرَ إلى القمَرِ، فقالَ: يا عائشةُ استَعيذي باللَّهِ من شرِّ هذا، فإنَّ هذا هوَ الغاسِقُ إذا وقَبَ).

ولذلك كان لصيام الأيام البيض أهمية كبيرة ليستطيع الإنسان لخفض نسبة الماء في الجسم في تلك الفترة التي يؤثر فيها القمر على الإنسان السيطرة على قوى جسده ونزعاته، فيكتسب بذلك صفاءً نفسيّاً، واستقراراً، وراحةً، وصحةً، وطمأنينةً.

كما أثبتت الدراسات المعاصرة أنّ الصيام يؤدي إلى منع تراكم المواد السامة في الجسم، مثل: حمض البول، والبولة، وفوسفات الأمونياك في الدم، فإن ما تؤدي إليه هذه المواد من تراكمات مؤذية تؤثر سلباً في أعضاء جسم الإنسان كالمفاصل والكلى، كما أنّ في الصوم وقاية من داء الملوك المسمى (النقرس)، وصيام يوم واحد فقط يؤدي إلى تطهير الجسم من فضلات عشرة أيام، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر يؤدي إلى تخليص الجسم من فضلات وسموم ثلاثين يوماً.

فبالصوم يتحرك المخزون الحيوي من المواد الضرورية لجسم الإنسان مثل الفيتامينات، والأحماض الأمينية، وبالتالي استهلاكه قبل أن يفسد، ثم يقوم بتجديده بعد الإفطار