طرابلس على فوهة بركان.. تحشيدات عسكرية وقتال على السلطة واختيار جديد
الأحد، 13 فبراير 2022 12:05 م
تحشيدات عسكرية، أرتال من السيارات، مئات المسلحين، بدت عليه العاصمة الليبية طرابلس في اليومين الماضين، على خلفية التطورات التي تشهدها ليبيا مؤخراً، باختيار البرلمان رئيس حكومة جديد، بالتزامن مع تمسك رئيس الوزراء الحالي عبد الحميد دبيبة بالسلطة، ورفضه تسليمها إلا لقيادة منتخبة.
وكان مجلس النواب الليبي، اختار الخميس الماضي فتحي باشاغا رئيسا للوزراء، مؤكداً انتهاء ولاية حكومة دبيبة بعد الفشل في إجراء الانتخابات ديسمبر الماضي، مشيراً إلى اعتماد خارطة طريق جديدة تنص على البدء في تعديل الدستور ومن ثم تنظيم الاستحقاقات الانتخابية خلال 14 شهراً.
ووصل باشاغا إلى العاصمة طرابلس، فجر الجمعة وسط حشود مؤيدة، وقدم الشكر إلى حكومة الوحدة على فترة تحملها المسؤولية، لكن يبدو أن الأخيرة ترفض تسليم السلطة بسلاسة معتبرة أن ذلك إعادة لدخول العاصمة بالقوة.
ونشرت وسائل إعلام محلية، وصول أرتال تضم مقاتلين من مدينة مصراتة إلى العاصمة الليبية طرابلس، أمس السبت، لدعم رئيس الوزراء المؤقت عبد الحميد دبيبة، بعد قرار البرلمان الإطاحة به واختيار باشاغا بدلا منه.
وتعهد دبيبة بأنه لن يسلم السلطة إلا بعد انتخابات، رافضاً تحركات البرلمان لتغييره، في الأثناء فأن المجتمع الدولي قلق بشأن هذه التطورات متخوفاً من عودة الحرب إلى هذا البلد الغير مستقر منذ سقوط الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي في فبراير 2011.
وعلقت الأمم المتحدة على ما تشهده ليبيا من تطورات مؤخرا، داعية كل الأطراف إلى الحفاظ على الاستقرار كأولوية مطلقة.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطوني غوتيريس، كل المؤسسات إلى التمسك بالهدف الأساسي المتمثل في تنظيم انتخابات وطنية، في أسرع وقت ممكن، لضمان احترام الإرادة السياسية لـ2.8 مليون مواطن ليبي مسجلين في القوائم الانتخابية.
وقال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، ستيفان دوجاريك، إن الأمين العام يتابع عن كثب الوضع في ليبيا، وقد أُحيط علماً بالتصويت الذي جرى يوم الخميس، 10 فبراير، في مجلس النواب بالتشاور مع المجلس الأعلى للدولة لاعتماد التعديل الدستوري الذي يرسم مساراً لعملية مراجعة مشروع الدستور لعام 2017 وللعملية الانتخابية، كما أُحيط علماً بتصويت مجلس النواب لتعيين رئيس وزراء جديد.
ووفق ما أكده برلمانيون فإن مجلس النواب الليبي يهدف من خلال خطوة اختيار رئيس حكومة جديدة للبلاد أن يرسم مستقبل سياسي جديد، بعد تعثر انتخابات كانت مقررة في ديسمبر، بالتأكيد في أكثر من مناسبة إن حكومة دبيبة المؤقتة "لم تعد مشروعة ولا يجوز لها مواصلة عملها".
والجمعة أصدر الأمين العامة لجامعة الدول العربية أحمد ابو الغيط بيانا أعرب فيه عن قلقه إزاء بعض التطورات الأخيرة التي شهدتها ليبيا، والتي من شأنها أن تعيد حالة الفوضى التي عصفت بالبلاد خلال السنوات الأخيرة.
وقال مصدر مسؤول في الأمانة العامة للجامعة العربية، إن أبو الغيط "يعول على وجود قيادات ليبية على الساحة السياسية، تعي جيدا المصلحة العليا لليبيا، وتضعها فوق أي اعتبارات ضيقة أخرى".
وأضاف المصدر أن "المأمول هو الوصول إلى موقف وطني يتوافق على أسس ومسار لدعم عملية سياسية في ليبيا، تنفيذا لتعهدات القوى الدولية والإقليمية خلال المؤتمرات الدولية السابقة بهذا الشأن، خاصة نتائج مؤتمري برلين 1 و2".
ووصل فتحي باشاغا إلى العاصمة طرابلس أول أمس الخميس، وقال من مطار معيتيقة وفي استقباله حشد من الأنصار : " كامل الاحترام والتقدير لمجلسي النواب والدولة، ثقتهم أمانة في عنقي سوف أكون عند حسن الظن، وسوف نتعاون دائماً مع المجلسين، ولا يمكن للحكومة أن تنجح دون التعاون والعمل المشترك مع السلطة التشريعية".
وأضاف باشاغا: "لا مكان للكراهية ولا مكان للحقد، لا مكان للانتقام، نمد أيدينا للجميع بلا استثناء ونفتح صفحة وطنية جديدة أساسها السلام والمحبة والمصالحة والمشاركة والعمل الجماعي، علاقتنا مع جميع الدول ستكون مبنية على الاحترام المتبادل والعمل المشترك والتنسيق الدائم على جميع الأصعدة وبذات على الصعيد الأمني".
وتابع رئيس الحكومة المكلف: "نشكر بعثة الأمم المتحدة على جهودها ونتطلع للتعاون الإيجابي والعمل المشترك، شكر شباب ونساء ليبيا وأقول لهم أنا اعتمد عليكم وأعول على مشاركتكم وتفاعلكم الإيجابي".
ووجه فتحي باشاغا، رئيس الحكومة المكلف من مجلس النواب، الشكر لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد دبيبة، مؤكداً أنه تحمل مسؤولياته في فترة صعبة، مشيراً إلى أن الديمقراطية تضمن التدوال السلمي على السلطة، وأنه يثق بأن الحكومة ستلتزم بهذه المبادئ الديمقراطية.