طلال رسلان يكتب: العالم ينتظر افتتاح المتحف الكبير
السبت، 12 فبراير 2022 11:00 م
انجاز 99% من الاعمال واستقبال القطع الأثرية الجاهزة للعرض وتثبيت 4700 قطعة من كنوز توت عنخ آمون داخل 86 فاترينة
الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية: سيغير خريطة السياحة الثقافية ويعطي لمنطقة الأهرامات زخم كبير بعدما مزج الحضارة القديمة بالتقدم التكنولوجي الحديث
الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية: سيغير خريطة السياحة الثقافية ويعطي لمنطقة الأهرامات زخم كبير بعدما مزج الحضارة القديمة بالتقدم التكنولوجي الحديث
يترقب العالم موعد إعلان مصر افتتاح المتحف المصري الكبير، أحد أبرز الأحداث أهمية في تاريخ الحضارة الإنسانية، حيث يعتبر المتحف أحد العجائب المعمارية في العصر الحديث، وأكبر المتاحف العالمية للآثار المصرية، ويكشف ثروة الحضارة المصرية وكنوزها الملكية المتعددة.
وفقا لأبرز الشبكات العالمية المتخصصة في صناعة الترفيه، فإن افتتاح المتحف المصري الكبير واحد من أكثر التجارب والأحداث والافتتاحات الجديدة الممتعة والأصلية ولا يمكن تفويتها في العام، بناءً على كونه أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة، فضلًا عن موقعه المميز بالقرب من أهرامات الجيزة العظيمة.
تشير البيانات الرسمية المعلنة إلى أن المتحف المصري الكبير يشمل أكثر من 50 ألف قطعة أثرية، وتعرض داخل آثار وكنوز الملك توت عنخ آمون، والتي يزيد عددها على 5500 قطعة أثرية، وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها عرض مقتنيات من مقبرة الملك، بما في ذلك قناعه الذهبي المثير، في متحف واحد.
مع نهاية ديسمبر الماضي أعلنت وزارة الآثار عن استقبال المتحف المصري الكبير من المتحف المصري بالتحرير ومنطقتي آثار سقارة والإسماعيلية، 23 قطعة أثرية ضخمة من بينها جدار ضخم من الحجر الجيري تمثل نصوصًا للأهرامات؛ خاصة بالملكة عنخ اسن بيبي الثانية، من عصر الدولة القديمة، مقسم إلى 269 قطعة، تمهيدًا لعرضها بقاعات العرض الرئيسية، ومن بين أهم هذه القطع تمثال ضخم من الجرانيت يمثل الملكة حتشبسوت في وضع الركوع تقدم أواني التطهير، بالإضافة إلى لوحة كبيرة من الحجر الجيري نقش عليها الألقاب الملكية للملك سنفرو، ولوحة أخرى مميزة للملك أخناتون والملكة نفرتيتي، و3 لوحات كبيرة الحجم بالنقش البارز من مقبرة رع حتب من عصر الدولة القديمة، و لوحتان من الجرانيت الوردي لباب عليه نقش يصور الملك رمسيس الثاني في الوضع الأوزريري مرتديا التاج الأحمر.
وقام فريق العمل من المتحف والمجلس الأعلى للآثار بتوثيق وإجراء أعمال الترميم الأولي وتغليف القطع الأثرية التي كانت مخزنة بمخزن آثار سقارة، وذلك قبل عملية نقلها والتي من بينها مجموعة من 269 قطعة حجرية تمثل جدارًا عليه نصوص للأهرامات؛ خاصة بالملكة عنخ اسن بيبي الثانية من عصر الدولة القديمة، كما سيقوم فريق العمل بترميم وتجميع تلك القطع داخل القاعة الرئيسية.
وأيضًا، تم استلام وتغليف ونقل مجموعة من الأبواب الوهمية الملونة، وموائد للقرابين، إضافة إلى تمثال الملك أمنمحات الأول من متحف الإسماعيلية، وذلك بعد اتخاذ كافة الأساليب العلمية لحماية وتأمين تلك القطع أثناء عملية النقل. وجاري الآن ترميم وصيانة القطع الثقيلة بمركز ترميم الآثار بالمتحف، تمهيدًا لنقلها إلى قاعات العرض الرئيسية ووضعها في أماكن عرضها النهائي.
حاليا، وصلت إجمالي نسبة إنجاز الأعمال بالموقع إلى 99%، كما تم الانتهاء من أعمال الهيكل الإنشائي بنسبة 100%، ومن التشطيبات الداخلية بنسبة 99.8%، كما وصل حجم الإنجاز في تنفيذ الأنظمة الإلكتروميكانيكية إلى 96%، وفي تنفيذ أنظمة الاتصالات والتأمين ICT إلى 90%، كما تم الانتهاء من الساحات الخارجية والمساحات الخضراء بنسبة 98%، كما وصل حجم الإنجاز في الطرق الخارجية المحيطة إلى 92%، وفي الواجهة المطلة على الأهرامات الى 99.8%. هذا بالإضافة إلى الانتهاء من أعمال الهيكل الخرساني والمعدني لمتحف مراكب خوفو بنسبة 100% وجاري تنفيذ التشطيبات اللازمة للمبني.
ووصل حجم الإنجاز ببهو المدخل والدرج العظيم إلى 99.8%، كما تم الانتهاء من تشطيبات قاعة الملك توت عنخ آمون بنسبة أكثر من 99%، كما تم وضع وتثبيت أكثر من 4700 قطعة أثرية من كنوز الملك توت عنخ آمون داخل 86 فاترينة عرض من أصل 107 فاترينة، وتم الانتهاء من التشطيبات الخاصة بقاعات العرض الرئيسية بنسبة 96%، كما تم نقل حتى الآن أكثر من 56,000 قطعة أثرية إلى المتحف.
ونجحت وزارة السياحة والآُثار في نقل مركب الملك خوفو من منطقة آثار الهرم إلى المتحف المصري الكبير وذلك باستخدام العربة الذكية ذات التحكم عن بعد، والتي تم استقدامها خصيصا من بلجيكا لنقل المركب قطعة واحدة بكامل هيئتها دون تفكيك، لمكان عرضها الجديد بالمتحف المصري الكبير.
وتستغرق عملية نقل مركب خوفو نحو 10 ساعات، حيث يبلغ طول مسار المركب من موقعه الحالى بجوار الهرم الأكبر وحتى المتحف الكبير 7 - 8 كيلو مترات، وتستهدف عملية النقل الحفاظ على أكبر وأقدم وأهم أثر عضوي في التاريخ بهذا الحجم، حيث ستعرض في متحف مركب الشمس بمسطح 1.4 ألف متر مربع، والمجهز بأحدث الأساليب العلمية والتكنولوجية الخاصة بالعرض المتحفي، والموجود بالساحة الخارجية حول المتحف الكبير، والتي سيعرض فيها أيضا مركب الملك خوفو الثانية.
مشروعات تجارية.. وطرق مهمة
تولي الدولة المصرية أهمية كبرى لمتابعة الموقف التنفيذي للأعمال الجارية في مشروع المتحف المصري الكبير، خاصة فيما يتعلق بالمبنى الخاص لمراكب الشمس، ومتابعة التجهيزات الخاصة بعرض القطع الأثرية التي سيضمها هذا الصرح الأثري العملاق.
ويحرص رئيس الحكومة الدكتور مصطفى مدبولي على المتابعة الدائمة لأعمال تطوير المنطقة المحيطة بالمتحف المصري الكبير، بما يشمل متابعة سير العمل في تطوير مطار سفنكس، وسرعة الانتهاء من أعمال محطتي مترو الأنفاق بالمنطقة، مؤكداً أهمية الإنتهاء من تعاقدات الإدارة والتشغيل لهذا المشروع الحضاري، لتكون الشركة المسئولة جاهزة بنسبة 100% في التوقيت المحدد.
وأكدت الجهة المسئولة عن التنفيذ التزامها بالانتهاء من الأعمال في التوقيتات المحددة، كما أن وزارة الآثار ملتزمة بتجهيز القاعات بالقطع الأثرية التي سيتم عرضها، والشركة التي ستتولى الإدارة والتشغيل أكدت التزامها واستعدادها في الوقت المحدد، للقيام بكافة التزاماتها، مضيفاً أن الفنادق المحيطة بالمتحف الكبير تقوم برفع الكفاءة، وأعمال التطوير حالياً.
وفقا لآخر المستجدات، فإنه تم إنجاز الأعمال بالساحات الخارجية والزراعات وكذا تشطيبات ميدان المسلة بمعدل 100%، وساحة البهو العظيم، والدرج العظيم بنسبة 99.8%، فيما يجري اتمام أعمال النظافة النهائية للدرج العظيم.
وفيما يخص موقف تنفيذ أنظمة التأمين، والتشغيل بالمتحف المصري الكبير، فإنه بلغ مراحل متقدمة، وكذا الموقف التنفيذي لمتحف مراكب خوفو، والذي تضمن جاهزية الواجهة الخارجية لأعمال تركيب الرخام والزجاج بنسبة 85%، وجار الانتهاء من أعمال عزل مقاومة الحريق للمبني بنسبة 99.5%.
واستعرضت الحكومة اجراءات تشغيل خدمات المتحف، والمناطق الاستثمارية بالمنطقة المحيطة والوحدات التجارية، وكذا تم التطرق إلى إجراءات الإعداد للافتتاح، والذي سيكون على مستوى يفوق التوقعات، إضافة إلى زيادة الطاقة الاستيعابية لانتظار السيارات بالمتحف المصري الكبير.
وفيما يخص مشروعات وزارة النقل في نطاق موقع المتحف المصري الكبير، فيتم تنفيذ المرحلة الأولى من الخط الرابع لمترو الأنفاق، وتضم 17 محطة، بطول 18.8 كم، وتتضمن محطة "المتحف المصري الكبير"، وتم تسليم موقع المحطة بالكامل للشركة المنفذة، ما عدا مدخلها من جهة المتحف، ويتم التنسيق مع محافظة الجيزة لتسليم الجزء المتبقي من موقع المحطة بشكل عاجل، حتى يتم الانتهاء من الأعمال السطحية المحيطة بموقع المحطة قبل نهاية مايو 2020، لضمان جاهزية الموقع قبل حلول موعد افتتاح المتحف المصري الكبير، ونسبة تنفيذ الأعمال المدنية المخططة بالمحطة بلغت حوالي 50% حيث يجري تنفيذ أعمال الحوائط الاسترشادية بنسبة 81% وأعمال الحوائط الجانبية بنسبة 64% وتم الانتهاء من أعمال الحوائط الفاصلة بنسبة 100%.
أما عن موقف تنفيذ وتطوير شبكة الطرق المحيطة بموقع المتحف المصري الكبير، فيتم تنفيذ مشروع تطوير ورفع كفاءة طريق القاهرة ـ الفيوم الصحراوي من ميدان الرماية حتى الطريق الدائري الأوسطي، بطول 16 كم، وسيكون جاهزاً قبل الافتتاح، كما يتم استكمال تطوير وتوسعة الطريق الدائري حول القاهرة الكبرى من طريق الإسكندرية الصحراوي حتى طريق الواحات بطول 8 كم، وكذا تطوير طريق القاهرة / الإسكندرية الصحراوي، من ميدان الرماية حتى مطار سفنكس.
تغيير خريطة السياحة الثقافية في مصر
وأشاد الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية زوراب بولوليكاشفيلى، في زيارته لمصر بالمجهود المبذولة في مشروع المتحف المصري الكبير من قبل الحكومة المصرية، وحرص على زيارته اليوم معربا عن إعجابه بهذا الانجاز العظيم وهو بناء هذا الصرح الحضاري العظيم في تلك المدة القصيرة، وأكد أن المتحف سيغير خريطة السياحة الثقافية في مصر، ويعطي لمنطقة الأهرامات المزيد من جذب السياح لأنها أصبحت تملك المزيج من الحضارة القديمة و التقدم التكنولوجي الحديث.
وفي إشادة عالمية أخرى، اختارت شبكة "تايم أوت" العالمية الترفيهية حدث افتتاح "المتحف المصرى الكبير" في أواخر العام المقبل، ضمن قائمتها لأفضل 22 تجربة جديدة في العالم يجب القيام بها في عام 2022، معتبرة أن افتتاحه سيكون "من أكثر التجارب والأحداث والافتتاحات الجديدة الممتعة والأصيلة والتي لا يمكن تفويتها في العام الجديد".
وذكرت الشبكة العالمية المتخصصة في صناعة الترفيه أن اختيارها افتتاح المتحف المصري الكبير ضمن أفضل التجارب والأحداث الممتعة في 2022، جاء بناءً على كونه "أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة"، فضلًا عن موقعه المميز بالقرب من أهرامات الجيزة العظيمة، لافتة إلى أن المتحف المصري يضم أكثر من 50 ألف قطعة أثرية، كما يعرض آثار وكنوز الملك الفرعوني توت عنخ آمون، التي يزيد عددها على 5500 قطعة أثرية، مشيرة إلى أنه ستكون هذه هي المرة الأولى التي يتم عرض فيها مقتنيات من مقبرة الملك الصبي، بما في ذلك قناعه الذهبي المثير، في مكان واحد.
ودعت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية في تقرير لها إلى زيارة "المتحف المصري الكبير" واصفة إياه بأنه "إحدى العجائب المعمارية في العصر الحديث وأحد أكبر المتاحف في العالم"، خاصة مع عرض المتحف مقتنيات من مقبرة توت عنخ آمون، متوقعة أنها "ستكشف عن الثروة العظيمة للإمبراطورية المصرية وكنوزها الملكية".