عودة ألاعيب اللجان.. ما وراء الاحتفال بالسنغال والتشفي من مسلمي مصر وهاشتاج مجهول لاختفاء علياء
الخميس، 10 فبراير 2022 11:09 ص
عادت رائحة ألاعيب اللجان الإلكترونية من جديد لتزكم الأنوف على مواقع التواصل الاجتماعي، وتوجه أنظار المتابعين إلى قضايا شائكة لا هدف منها غير الفتنة وإثارة الجدل في الأوساط الاجتماعية.
بتتبع الهاشتاجات المتصدرة على السوشيال ميديا خلال الفترة الماضية وخاصة تويتر، فقد ظهر بقوة هاشتاج تحت شعار "مبروك مسلمي السنغال" فور فوز منتخب السنغال على المنتخب المصري في نهائي كأس الأمم الأفريقية.
صحيح أنه لا بأس باحتفال الجميع بالمنتخب السنغالي الذي استحق الفوز بالبطولة طالما أن الأمر لم يخرج عن إطار كرة القدم، فهذه طبيعة اللعبة، لكن الأمر صار غريبا بعدما ظهرت حسابات توجه فوز المنتخب السنغالي على أنه انتصار لمسلمي السنغال الذين يستحقون الفرحة، وكأن الأمر عقاب لمسلمي مصر مثلا على أفعالهم.
الأمر الأكثر غرابة، هو أن اللجان الإلكترونية أطلقت حملة تشفي في محمد صلاح وراحت تحتفل بساديو ماني، على اعتبار أن صلاح يلعب بروح كبيرة من أجل فوز بلاده ومن ثم نقطة قوة للنظام السياسي في مصر.
ظهرت نوايا محركي هاشتاجات "مبروك للسنغال"، بعيدا عن استحقاق المنتخب السنغالي بالفوز بالكأس لأول مرة في تاريخه، عندما خرجت حسابات تتشفى من أسماء محسوبة على النظام المصري مثل الإعلاميين والفنانين، ما كشف أن اللعبة ليست مجرد احتفال بدولة أفريقية شقيقة بل أبعد من ذلك، ويحمل الأمر لعبة سياسية أخرى.
ومع تتبع أغلب الحسابات المروجة للتشفي من مصر أو مسلمي مصر وحتى من محمد صلاح بعد الهزيمة في نهائي كأس الأمم الأفريقية، والتي تحمل أسماء عامة غير معروفة أو محددة، سيتم التعرف بسهولة على أن مصدرها إما من دول خارجية مثل إنجلترا والهند وباكستان وغيرها، أو أنها دُشنت حديثا للمشاركة في هذه الحملة خصيصا.
واقعة اللجان الإلكترونية بالتشفي في المنتخب المصري وصلاح ومسملي مصر والمحسوبين على النظام المصري، لم تختلف كثيرا في الأسلوب والهدف عن ظهور هاشتاج من العدم في أقل من ساعة للبحث عن فتاة متغيبة تدعى علياء، وبالطبع تصدر مواقع التواصل الاجتماعي.
بالبحث والتقصي وراء أصل ظهور الهاشتاج، يتم التعرف أيضا على أن مصدره حسابات غير معروفة وتم إنشاؤها حديثا، إضافة إلى عدم وجود بلاغ رسمي أو بيانات رسمية لاختفاء فتاة بالاسم المذكور.
وحتى مع تتبع الهاشتاج المذكور باسم علياء لازم ترجع، فقد استند مروجون إلى فيديو يظهر اختطاف فتاة في توك توك، لكن مع البحث وراء الفيديو المنسوب إلى الواقعة يتم اكتشاف أن الفيديو موجود على الإنترنت ويتشابه مع فيديوهات سابقة بنفس التفاصيل منذ نحو سنتين، وتم استخدامه في وقائع سابقة بهدف الترويج لعمليات اختفاء، وحتى إن الحسابات المروجة للفيديو نفسها موجودة في السودان.
وسواء كانت قصة اختفاء علياء صحيحة أم لا، فإن اللجان الإلكترونية لم تفوت الأمر على هذا النحو، بل إنها راحت تروج للقصة على ضياع الأمن والأمان في البلاد، إضافة إلى التشفي في المصريين الذين يصدقون في عودة الأمن للبلاد.