صلاح التاسع عشر يحكم القارة.. والثعلب "كيروش" يقلب الطاولة
السبت، 05 فبراير 2022 09:00 مإسلام ناجي
الفراعنة يكتبون تاريخ جديد من التحدى في الكاميرون.. و"أبو جبل وعبد المنعم وأبو الفتوح وعمر كمال" يكتبون شهادة ميلاد لنجوم جدد
أن تكون لاعب كرة قدم وارد، لكن أن تكون محمد صلاح هو قمة الاعجاز الكروي، موهبة لا تأتى في تاريخ الكرة المصرية إلا كل مائة عام، لما يمتلكه من عقلية احترافية، كانت هي سر نجاحه وتألقه، فهو يفكر في كرة القدم فقط، لذلك يحطم الأرقام القياسية ويصنع المستحيل.
لم يكن أحد يعلم أنّ ذلك الشاب الذي كان يراوغ أصدقاءه بالكرة في شوارع القرية، سيراه عمالقة وأساطير أوروبا، والحقيقة أصبحت خير دليل، وجاء اليوم الذي كتب فيه صلاح التاريخ بحروف من ذهب، ليسطر اسمه بجوار أشهر نجوم ولاعبي العالم.
"صلاح" ليس مجرد لاعب كرة قدم يساهم في فوز منتخب بلاده أو الفريق الذي يرتدي قميصه، لكنه أصبح الملهم الذي تتغني به الجماهير، بعدما قاد سفينة الفراعنة للوصول إلي نصف نهائي النسخة الحالية من كأس الأمم الافريقية، ليضرب موعدا مع الكاميرون صاحب الأرض والجمهور، في مباراة أقيمت الخميس الماضى، والجريدة ماثلة للطبع.
صلاح يقتحم القائمة التاريخية لهدافي منتخب مصر في أمم أفريقيا
اقتحم محمد صلاح، نجم ليفربول الإنجليزي، القائمة التاريخية لهدافي منتخب مصر في بطولة كأس أمم أفريقيا على مدار تاريخها الطويل، وكان الهدف الثاني الذي سجله محمد صلاح في النسخة الحالية من البطولة، بعد هدفه في غينيا بيساو في دور المجموعات، هو الهدف السادس له في بطولة كأس أمم أفريقيا، وذلك في مباراته الـ15 بـ3 نسخ من البطولة.
وأصبح محمد صلاح خامس هدافي منتخب مصر التاريخيين في بطولة كأس أمم أفريقيا، بالتساوي مع محمد أبوتريكة، فيما يحتل حسن الشاذلي صدارة هدافي منتخب مصر في كأس أمم أفريقيا على مر التاريخ برصيد 12 هدفا، بفارق هدف أمام حسام حسن صاحب المركز الثاني، وفي المركز الثالث يأتي أحمد حسن برصيد 8 أهداف، يليه علي أبوجريشة وطاهر أبو زيد برصيد 7 أهداف، قبل أن يأتي صلاح في المركز الخامس بـ6 أهداف.
فيما يعتبر محمد صلاح القائد الجديد للمنتخب الوطني في بطولات أمم أفريقيا، هو القائد التاسع عشر لمصر في العُرس الأفريقي، خمسة منهم فقط توّجوا بالكأس القاري، وهم حنفي بسطان وصالح سليم ومصطفى عبده وحسام حسن والصقر أحمد حسن.
تألق صلاح أمام المغرب وكوت ديفوار
تألق الدولي المصري محمد صلاح في قيادة منتخب مصر لبلوغ نصف نهائي بطولة كأس الأمم الأفريقية المقامة حاليًا بالكاميرون، بعدما سجل هدفًا وصنع الثاني في مباراة دور الثمانية أمام المغرب، ليساهم بنسبة 100% من أهداف منتخب مصر، في المباراة التي أقيمت ضمن منافسات ربع نهائي المسابقة القارية، ليحصد لقب أفضل لاعب في المباراة.
ووفقا لشبكة "هوسكورد" العالمية، فقد حصل محمد صلاح على تقييم 8 درجات، حيث أوضحت إنه استحوذ على الكرة بنسبة 3.9%، وبلغت نسبة تمريراته الصحيحة 71%، وفاز في المراوغات مرة واحدة، وحصل على ركلتين ركنيتين، وصوب تسديدة واحدة تجاه المرمى، وأخرى تم التصدي لها.
وقبلها كان لصلاح دور كبير في عبور عقبة دور الـ16 أمام كوت ديفوار، باصرار شديد، وحماسة انتقلت منه إلى بقية لاعبى المنتخب.
"كارلوس كيروش" المدرب الداهية
لم يشفع له اسمه الكبير في عالم التدريب، ولم يدافع عنه أحد بالرغم من نجاحه في اجتياز الاختبار الأول مع الفراعنة، بعد التأهل للمباراة الفاصلة في تصفيات كأس العالم، وتصدر المنتخب المصري مجموعته في التصفيات، حيث واجه البرتغالي كارلوس كيروش المدير الفني لمنتخب مصر انتقادات لاذعة، منذ توليه مهمة قيادة الفراعنة في شهر سبتمبر من العام الماضي، ولكنه لم يلتفت إلي تلك الانتقادات، ومضي في طريقه، وخاض كأس العرب بأسماء كان البعض يظن انها لا تصلح لارتداء قميص المنتخب، ولكن تلك الأسماء في بطولة الأمم الافريقية لمعت وتوهجت.
وبين عشية وضحاها، تحولت الانتقادات إلي إشادات، بعد فوز منتخب مصر علي نظيره المغربي، ومن قبله منتخب كوت ديفوار، وهي بمثابة مباريات نهائية، والوصول إلي الدور نصف النهائي لأمم افريقيا، ومواجهة الكاميرون أصحاب الأرض، وأثبت "كارلوس كيروش" المدير الفني لمنتخب الفراعنة، أن الصبر والوقت كفيلان بأن يصدرا لنا نجاح تلو الآخر.
ونجح كيروش في التأهل إلى المربع الذهبي بعد عشرون عامًا من الإخفاق، والدخول إلي قلوب الجماهير المصرية، من خلال تقديم عرض قوى فى مواجهة ماراثونية انتهت بفوز الفراعنة، ويأمل البرتغالى أن يكون المدرب السادس فى تاريخ الفراعنة الذى يتوج بلقب أمم أفريقيا، بعدما نجح 5 مدربين سابقين فى قيادة المنتخب لإحراز اللقب 7 مرات.
اكتشافات كيروش الكروية في كأس الأمم الأفريقية
نجح البرتغالي كارلوس كيروش المدير الفني لمنتخب مصر، في اكتشاف عدد من اللاعبين الجدد الذين دعموا منتخب مصر، وكانت لهم بصمة واضحة، رغم أن منهم من لم ينل شرف الاحتراف الخارجي أو اللعب لقطبي الكرة المصرية، لكنهم أثبتوا جدارتهم بتمثيل مصر فى المحافل الدولية، بحثاً عن إضافة النجمة الثامنة على قميص المنتخب الوطني.
محمد أبو جبل وصبحي يقدمان أوراق اعتمادهما
وضعت الجماهير المصرية ثقتها فى محمد الشناوي حارس مرمى الأهلي ومنتخب مصر، دون أن تنظر إلى بديله، إلا أن الرياح جاءت بما لا تشتهي السفن، بإصابة الشناوى ليخرج قبل استكمال المباراة وينزل محمد أبو جبل ليكتب شهادة ميلاد لنفسه مع المنتخب، ويتصدى لركلة جزاء ليكون سبباً رئيسياً في التأهل للدور ربع النهائي، إلا أن الإصابة ضربت حراسة المرمي مجددا، ليخرج أبو جبل مصاباً من مباراة مصر والمغرب ونزول محمد صبحى الذى دخل التاريخ الدولي من أوسع أبوابه ليحافظ على شباكه دون استقبال أهداف قبل أن يحرز الفراعنة هدف الفوز ويخرجون باللقاء إلى بر الأمان.
اكتشاف عمر كمال في مركز جديد
فى ظل إصابة أكرم توفيق لاعب الأهلي والمنتخب بقطع فى الرباط الصليبي، بعد مشاركته لدقائق في المباراة الأولى أمام نيجيريا، كان الوضع أقسى صعوبة، ولكن نجح عمر كمال عبدالواحد في تعويض غياب أكرم توفيق، علي الرغم من مشاركته في مركز غير مركزه، ولكنه قدم أداءً مميزاً نال استحسان وإشادة الجماهير دفاعياً وهجومياً.
محمد عبد المنعم الصخرة الجديد
بأداء ثابت ورغم نقص الخبرات وحداثة السن، أثبت محمد عبد المنعم أنه مدافع كبير ولد ليكون فى أحد الأيام صمام أمان لخط ظهر المنتخب في أكبر بطولة قارية، وبأداء مميز عوض عبد المنعم غياب محمود حمدى الونش، الذى تعرض أيضاً لإصابة عضلية في المباراة الأولى أمام نيجيريا، بل وأصبحت مشاركة عبد المنعم مطلباً جماهيرياً.
أحمد أبو الفتوح تألق نجم جديد
في مباراة المغرب كتب أحمد أبو الفتوح جناح أيسر المنتخب شهادة ميلاد موهبة كروية جديدة، بعدما استطاع إيقاف أخطر جناح أيمن في العالم، المغربى أشرف حيكمى، لاعب باريس سان جيرمان، الذى يمثل 30% من قوة المغرب الضاربة، لكن أبو الفتوح لم يوقف حكيمى فقط، وإنما استطاع بمساعدة عمرو مرموش ومن بعده محمود حسن تريزيجه في صنع هجمات خطيرة للمنتخب من الجهة اليسرى، في مواجهة حكيمى الذى وقف مذهولاً لا يدرى ماذا يفعل أمام "أبو الفتوح"، الذى واصل تألقه في الكاميرون.