إعمار غزة بأيادٍ مصرية
السبت، 05 فبراير 2022 04:00 ممحمود علي
بدء تأسيس وإنشاء قواعد مدينة دار مصر 3 السكنية في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع.. والفلسطينيون يشكرون القاهرة على جهودها لإعادة الإعمار
لا يمكن تجاهل الملحمة التي تقوم بها الحكومة المصرية، من أجل سرعة إعادة إعمار غزة لعودة الحياة بشكل طبيعي إلى القطاع، والانتقال نحو الاستقرار بعد سنوات من الحرب، التي قضت على الأخضر واليابس.
عظمة التحرك المصري تجاه غزة، بطرق كل الأبواب من أجل عودة الروح للقطاع، تتجلى في التنفيذ السريع لكل المشاريع المصرية التي تبناها الرئيس عبد الفتاح السيسي بعد تدخله لوقف العدوان على الفلسطينيين قبل أشهر.
ولم تخلو أي فعالية أو منتدى يحضره الرئيس السيسي من الحديث عن التحديات التي تواجهها غزة، والجهد المبذول في الفترة الأخيرة من أجل استقرار القطاع وعيش مواطنيه حياة طبيعية دون البحث عن الهجرة أو طرق أبواب غير شرعية أخرى، ومن هنا كان حديث السيسي في منتدى شباب العالم بنسخته الرابعة في شرم الشيخ، يناير الماضى، عن ضرورة المساهمة الدولية في إعادة إعمار القطاع وتوفير فرص عمل لمواطنيه.
وقال الرئيس السيسي إن "قطاع غزة يحتاج أموالا أكبر من التي ساهمت بها مصر، والمقدرة بـ500 مليون دولار"، متمنيا مشاركة أهل القطاع في العمل بدلا من استيراد العمالة من الخارج.
وخلال جلسة بعنوان "المسؤولية الدولية في إعادة إعمار مناطق ما بعد الصراعات" ضمن فعاليات منتدى شباب العالم، أكد الرئيس السيسي أن مصر تناشد المانحين دائما في مساعدة الأونروا، متابعا: "نتحرك أيضًا كدولة مع المانحين لتحقيق أكبر قدر ممكن من النجاح وتوفير الاستقرار لقطاع غزة".
والثلاثاء الماضي بدأت الآليات والمعدات المصرية، في تأسيس وإنشاء قواعد مدينة دار مصر 3 السكنية في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، وذلك تحت إشراف كامل من قبل اللجنة المصرية لإعمار غزة، كما شرعت الآليات والمعدات التابعة للشركات الفلسطينية، وفق ما أكدته وكالة "سوا" الفلسطينية في ضخ الباطون في القواعد الخرسانية المسلحة بمدينة دار مصر 3 والتي بدأ العمل بها فعليا بداية شهر يناير الماضي.
وانتقلت مصر من مرحلة المساهمة والتأسيس لمشاريع البناء وإعادة الإعمار في قطاع غزة، إلى مرحلة الضغط على المجتمع الدولي من أجل المشاركة والمساهمة في وضع حد لمعاناة الشعب الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة.
وتتحرك القاهرة وفق معطياتها الساعية إلى شرح ما يدور في قطاع غزة من مشاكل وأزمات، توثر بشكل جدي في الحياة المعيشية للمواطن الفلسطيني الأمر الذي أدى في أكثر من مرة بانفجار القطاع، لذلك فإن تحركاتها تقوم على توضيح الرؤية للمجتمع الدولي لتقديم المساعدة للقطاع، وهو ما حدث في يناير الماضى بعقد اللجنة المصرية لإعادة إعمار غزة ورشة عمل دولية حول إعمار القطاع، وذلك بحضور وفد من القاهرة وبمشاركة وفود أوروبية رسمية تمثل عددًا من دول الاتحاد الأوروبي.
واستعرضت ورشة العمل التي عقدت في فندق المشتل بغزة، بحضور الوفود الأوروبية واقع إعمار قطاع غزة من مختلف النواحي، كذلك تفاصيل مشاريع الإعمار التي تنفذها جمهورية مصر العربية في غزة ، ومراحل تنفيذها، وجرى توقيع عقود المرحلة الثانية من مشاريع إعمار غزة التي تنفذها مصر في عدة مناطق بقطاع غزة، حيث اطلعت اللجنة الورشة الوفود الدولية على مشاريع الإعمار المصرية المنفذة في قطاع غزة، وكذلك حث المجتمع الدولي والمانحين على المشاركة في عملية إعمار القطاع بهدف تحسين الواقع الحياتي والمعيشي في غزة.
من جانب آخر فإن التحرك المصري لعودة الحياة إلى غزة يلاقي ترحيب من قبل سكان القطاع بشكل كبير، حيث تبرز تقارير فلسطينية بين الحين والآخر متابعة أهالى غزة لعمليات إعادة الإعمار التي تقوم بها الشركات والمعدات المصرية.
وأثارت المشاريع المصرية لإعادة إعمار غزة، إعجاب أهالي القطاع الذين لم يفوتوا فرصة من أجل تسجيل سعادتهم بالجهود التي تقوم بها مصر لعودة الحياة القطاع، حيث قال أحد مواطني غزة " نقدم الشكر لمصر لمساعدتها ومساندتها لنا فدور مصر المساند منذ الخمسينيات والستينات من القرن الماضى وحتى الآن".
ويقول أحد مواطني غزة أيضا: "هذه المدينة التي يتم بنائها في قطاع غزة بمعدات وشركات مصرية أقيمت لإسكان ذوى الدخل المحدود، وكل الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسى والشعب المصرى العظيم".
وكانت البداية المصرية مباشرة بعد الحرب الأخيرة، حيث زادت القاهرة من تحركاتها الساعية لعودة الهدوء في غزة بإعادة أعمارها، مشاركة في إزالة الركام وعملية إعادة الإعمار، والبدء في بناء مدن مصرية جديدة.
وأدخلت مصر في البداية أكثر من 50 آلية مصرية إلى غزة، تضمنت شاحنات وعربات نقل، وآليات حفر كبيرة، وطواقم هندسية وفنية للعمل داخل القطاع على مدار الساعة، وفور انتهاء الآليات المصرية من إزالة الركام من جميع مناطق القطاع، دخلت الشركات المصرية لتنفيذ مشاريع عدة، أولها إعادة بناء كورنيش على شاطئ شمال قطاع غزة، والذي امتد لأربعة كيلومترات.
وكان وكيل وزارة الأشغال الفلسطينية، ناجي سرحان أكد في منتصف يناير الماضي إن الطواقم المصرية بدأت ببناء أول مدينة مصرية بغزة، تشمل 22 بناية من سبعة طوابق، حيث سيتم منح الشقق في المدينة، للعائلات المستورة.
الدور المصري في قطاع غزة، ليس إلا تأكيد على مبادئ القاهرة نحو فلسطين فكعادتها تكون في الموعد، ولم يكن القطاع بعيد عن أولوية القيادة في مصر ودبلوماسيتيها، حفاظاً على هدوء الوضع في منطقة مليئة بالاضطرابات، فكلما اشتعلت نيران القطاع، وزاد صوت الرصاص داخله، تداركت مصر الموقف وسارعت لاحتوائه، حتى أنها فتحت باباً للتنمية، إعادة الإعمار، إزالة الركام.
لم توقف الجهود هنا، بل استمرت لتحريك جمود مسار السلام، التصدي لكل المخططات الساعية لعرقلة حل الدولتين، إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة عاصمتها القدس الشرقية.