هوية مصر.. سؤال الدورة الـ53 لمعرض القاهرة للكتاب
السبت، 29 يناير 2022 11:00 م
ظهور شخصية الأديب يحيى حقى بتقنية الهولوجرام تجذب الشباب.. وأقبال على مشروع الكتاب الرقمى
ظهور مميز لجناح مدينة الفنون والثقافة بالعاصمة الإدارية الجديدة.. ومدبولى: انتظام المعرض فى موعده الرسمي رسالة إيجابية
ظهور مميز لجناح مدينة الفنون والثقافة بالعاصمة الإدارية الجديدة.. ومدبولى: انتظام المعرض فى موعده الرسمي رسالة إيجابية
"هوية مصر.. الثقافة وسؤال المستقبل".. شعار الدورة الـ53 من معرض القاهرة الدولى للكتاب التي انطلقت الأربعاء الماضى بمركز مصر للمؤتمرات والمعارض الدولية بالتجمع الخامس، والمستمرة حتى 7 فبراير المقبل، وهو الشعار الذى يعبر عن الجدل والاحاديث الكثيرة في الأوساط السياسية والفكرة المصرية، التي تطالب باعتماد مشروع قومى للهوية المصرية.
ورغم انخفاض درجات الحرارة وهطول الأمطار في بعض الأوقات على مدار الأيام الثلاثة الماضية، الا ان الاقبال على المعرض كان مرتفعاً، خاصة من فئة الشباب، الذين أقبلوا على الكتب التراثية والتاريخية، فضلاً عن التفاعل مع المنتجات الجديدة للمعرض، وتحديداً خاصية تقنية الهولوجرام والنظارات المجسمة لقصص الأطفال.
وتحل دولة اليونان كضيف شرف على دورة المعرض الحالية، كما تم اختيار الكاتب يحيى حقّى شخصية المعرض، والكاتب عبد التّواب يوسف شخصية معرض كتاب الأطفال.
وافتتح الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، ترافقه الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، فعاليات المهرجان، الذى يقام تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبحضور عدد من الوزراء وكبار المسئولين، ووزيرة الثقافة الجزائرية، وعدد من السفراء ورجال الفكر والثقافة والإعلام، ورئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، و"نيقولاوس جاريليديس"، سفير اليونان بالقاهرة.
وأكد مدبولى أن انتظام المعرض فى موعده الرسمي، يعد رسالة إيجابية تعكس اهتمام الدولة المصرية بعودة انتظام خارطة الفعاليات المحلية والعالمية، التى تأثرت توقيتاتها نتيجة جائحة فيروس كورونا، التى لا تزال تلقى بظلالها على العالم بأسره.
والجديد في هذه الدورة "جناح مدينة الفنون والثقافة بالعاصمة الإدارية الجديدة"، التي تعد بمثابة هدية مصرية للإنسانية مع بداية الألفية الثالثة، وانطلاق جمهوريتها الجديدة، حيث ستكون عنوانًا للفن المصرى الحديث، الذى سينطلق ليقدم إبداعًا لا ينتهي، ويصنع أجيالاً متعاقبة من القوى الناعمة، بما يسهم فى تشكيل وإثراء الوجدان المصرى.
وداخل الجناح يتم عرض فيلميًا عن مدينة الفنون والثقافة، يتضمن إعلانها عن إطلاق "أوبرا طيبة" فى الاحتفال بافتتاحها خلال العام الحالي، وهو العمل الضخم المستمد من رواية أديب مصر العالمى نجيب محفوظ "كفاح طيبة"، التى تستلهم أحداثها من كفاح الشعب المصرى خلال حكم البطل "أحمس"، والتفاف المصريين حوله، خلال معركته الخالدة ضد الهكسوس، حتى طردهم خارج البلاد، وبناء الإمبراطوية المصرية القديمة، بالإضافة إلى شاشة عملاقة ومسرحًا للفنون، يتوسطه تمثال مجسم مصنوع من الشمع للأديب العالمى نجيب محفوظ، فى ذكرى مرور 111 عامًا على ميلاده، وكذلك يتواجد داخل الجناح مكتبة العاصمة، ومكتبة للطفل والسينما الوثائقية، وبيت العود، ومبنى الموسيقى المعاصرة، والخدمات التى سيتم تقديمها للرواد من مطاعم وكافيهات.
كما تشهد هذه الدورة من المعرض توظيف التكنولوجيا والذكاء الاصطناعى لأول مرة من خلال تقنية الهولوجرام والنظارات المجسمة لقصص الأطفال، وقالت الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة أن هذه الدورة تشهد إطلاق مشروع الكتاب الرقمى فى الهيئة المصرية العامة للكتاب، الذى يبدأ بـ "موسوعة مصر القديمة" لعالم الآثار الشهير الراحل الدكتور سليم حسن، إلى جانب مجموعة من كتب الأطفال وسلسلتى "ما" و "رؤية"، معلنة أنه لأول مرة فى تاريخ المعرض يتم استخدام أحدث أساليب التطور التكنولوجى والذكاء الاصطناعي، حيث تظهر شخصية الأديب يحيى حقى بتقنية الهولوجرام فى عرض تفاعلى مع الجمهور، وذلك من خلال شاشة تعمل باللمس، كما يمكن للأطفال ورواد قاعة الأطفال مشاهدة إحدى قصص الأديب الراحل عبد التواب يوسف مجسمة افتراضيًا باستخدام نظّارات 3D، لافتة إلى استحداث جائزة لأفضل ناشر عربى.
ومن الأجنحة التي تشهد اقبالا من الحضور، جناح وزارة الدفاع، حيث تتميز معروضاته بثرائها وتضم شاشات عرض وكتيبات تروى قصص بطولات الجيش المصرى وانتصاراته وعدد من الشخصيات العسكرية البارزة، وكذلك جناح وزارة الداخلية، الذى يضم عددا كبيرا من أحدث الإصدارات العلمية فى مجالات دراسات الأمن القومي، ومكافحة الإرهاب، وحقوق الإنسان، إلى جانب إصدارات مركز بحوث الشرطة، كما يضم كتيبات توعوية للجماهير والمواطنين، وغيرها من الإصدارات.
وبالأرقام تعد هذه الدورة من معرض الكتاب، إحدى أكبر التجمعات الفعلية للناشرين على مستوى العالم؛ حيث يشارك فيها 1063 ناشرًا مصريًا وعربيًا وأجنبيًا وتوكيلا من 51 دولة تم توزيعهم على 5 قاعات للعرض، ويبلغ عدد الأجنحة 879 جناحًا، فيما يبلغ عدد الناشرين المصريين (نشر عام) 292 دار نشر، وعدد الناشرين المصريين (كتاب أجنبي) 43 ناشرًا، وعدد الناشرين المصريين (كتاب الأطفال، ووسائل تعليمية، وكتاب تعليمى مدرسي) 89 دار نشر، وعدد الناشرين المصريين (كتاب إسلامى وتراث) 97 دار نشر، وعدد مكتبات سور الأزبكية 49 مكتبة، وعدد الناشرين المصريين (كتاب أكاديمي) 49 ناشرًا، وعدد الناشرين العرب 298 ناشرًا عربيًا، وعدد الناشرين (كتاب صوتي) كتاب واحد، وعدد المشاركين من ذوى القدرات الخاصة 2، وعدد المؤسسات الصحفية 7 مؤسسات، وعدد التوكيلات 95 توكيلا مصريًا و45 توكيلا عربيًا.
وخصصت وزارة الثقافة بالتعاون مع هيئة النقل العام، 11 خط أتوبيس من وإلى مقر المعرض تنطلق من مختلف مناطق القاهرة، وتعمل عليها 115 سيارة، بمتوسط زمن تقاطر يبلغ 20 دقيقة، وذلك تيسيرًا على الزائرين ورواد المعرض.
وتشجيعا وتيسيرا على زوار المعرض، قررت اللجنة العليا للمعرض السماح للجمهور بالدخول إلى مقره دون الارتباط بشهادات تلقي لقاح فيروس كورونا نظراً لوجود مركز لتلقي اللقاح بالمعرض، علي أن يطبق هذا الشرط على التواجد في المناطق المغلقة والمخصصة للأنشطة الثقافية والفنية فقط مع اتخاذ كافة التدابير الاحترازية المتعارف عليها حرصا على السلامة العامة، كما قررت فتح خمس منافذ بيع إضافية بجانب المنصة الإلكترونية لاستيعاب أكبر عدد من الزوار وتبسيط الاجراءات عليهم، وتقرر أيضا دخول الأطفال تحت سن 12 سنة مجاناً، بالإضافة إلي كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، ويستقبل المعرض الجمهور يوميا اعتبارا من الساعة العاشرة من صباح يوم الخميس27 يناير ويستمرحتي يوم 7 فبراير.
ووضعت وزارة الصحة والسكان، خطة التأمين الطبي للمعرض، وقال الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي للوزارة أن الخطة تشمل نشر 30 فريقا للتواصل المجتمعي، يجوبون ساحات معرض الكتاب، لتقديم التوعية الصحية لرواد المعرض والمشاركين في الأنشطة الثقافية المختلفة التي تقام على هامش المعرض، ومن أهمها التوعية بالإجراءات الوقائية والاحترازية لفيروس كورونا، ومتابعة الالتزام بارتداء الكمامة، والحفاظ على التباعد الاجتماعي لمنع التزاحم، كما يتم توزيع المستلزمات الوقائية (كمامات، ومطهرات) على رواد المعرض، كما تم توفير مركزين لتلقي اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، داخل ساحات المعرض الكتاب لتطعيم المشاركين والمترددين على المعرض، وتوفير 4 عيادات متنقلة موزعة بممرات دخول المعرض، تضم فرقا طبية لتقديم الخدمات للزائرين، ضمن المبادرات الرئاسية "100 مليون صحة".