بعد تردد الشائعات حول إقامة حفل عاشر فى داونينج ستريت، بمجلس الوزراء البريطانى، وقت إغلاق كورونا عام 2020، تبين أن الحفل كان عبارة عن عيد ميلاد رئيس الوزراء البريطانى، بوريس جونسون، ورغم أنه لم يستغرق سوى 10 دقائق، وكان فى منتصف اليوم، إلا أنه أثار المزيد من الانتقادات ودعوات الاستقالة، حيث كان يتزامن مع منع الناس من حضور الحفلات أو حتى الجنازات لأقرب الأشخاص.
فيما تعرض جونسون، لانتقادات واسعة، فى ظل استمرار التحقيقات فى خرق هذه الحفلات لقيود كورونا، المفروضة فى ذلك الوقت، دعم عدد من الوزراء والمسئولين رئيس الوزراء، وقال وزير النقل البريطانى، جرانت شابس، "إن تجمع بوريس جونسون، الذى اشتمل على كعكة عيد ميلاده في غرفة مجلس الوزراء، لم يكن حفلة"، نافيا أن يكون الأخير قد نظم الفعالية.
وقال شابس، بعد الكشف الأخير عن انتهاكات الإغلاق في داونينج ستريت: "من الواضح أن رئيس الوزراء لم ينظم أن يتم تقديم كعكة له، قدمها له بعض الناس واعتقدوا أنه سيكون مناسبًا لعيد ميلاده."
ومع ذلك، أكدت شابس أن الفعالية التى تم تنظيمها فى 19 يونيو 2020، سيتم النظر فيها من قبل التحقيق الرسمي في الانتهاكات، والذى ترأسه سو جراي، والذى أكده أنها كانت على علم بالفعل بهذا الحدث بالذات، لذلك ستستخدم ذلك في تقريرها، وسننتظر لنرى ما تقول".
وقال إن التجمع الذي كشفت عنه قناة ITV News ، والذي حضرته زوجة رئيس الوزراء، كاري، والمصممة لولو ليتل، كان مع موظفين كان رئيس الوزراء، يعمل معهم طوال اليوم، ويقضي الكثير من الوقت فى نفس الغرفة معهم، وهم يعملون على الاستجابة لفيروس كورونا، وحينها هم قدموا له كعكة عيد الميلاد، وأفهم أنها استمرت لمدة 10 دقائق وكان هذا كل شيء".
وجاء ذلك في الوقت الذي قال فيه رئيس الوزراء الأسبق، جوردون براون، إن انتهاكات جونسون الواضحة للإغلاق كانت "قضية أخلاقية"، وكان لها صدى لأن الناس لم يتمكنوا من قضاء الوقت أو توديع الأشخاص الذين يحبونهم.
وقال لبرنامج "صباح الخير بريطانيا: "لم أتمكن من الذهاب إلى جنازة قريب العام الماضي في نفس الوقت، ولم أتمكن من زيارة صديق يحتضر في المستشفى، وهناك الآلاف والآلاف من العائلات التي كانت في هذا الوضع، لذلك، هذه ليست قضية سياسية، إنما قضية أخلاقية حول ما إذا كانت المعايير التي تطلب من الأشخاص اتباعها، هي معايير أنت مستعد لاتباعها بنفسك".
وقال شابس إنه لا يزال يثق بجونسون، الذي يواجه غضبًا متجددًا من زملائه في حزب المحافظين، وتصويتًا محتملاً على سحب الثقة، وقال "إن رئيس الوزراء حقق أشياء رائعة، ولا يوجد أحد مثالي".
ومن جانبها غردت وزيرة الثقافة، نادين دوريس، دعما لجونسون مساء الاثنين قائلة: "عندما يشتري الناس في المكتب كعكة في منتصف فترة ما بعد الظهر لشخص آخر، وهم يعملون معه في نفس المكتب ويتوقفون لمدة عشر دقائق، ليغنيوا عيد ميلاد سعيد، ثم يعودون إلى مكاتبهم، هل هذا يسمى حفلة الآن ؟"
لكن قال وزير خارجية الظل، ديفيد لامي، "إن سلوك الموظفين في داونينج ستريت، يتناقض مع الطريقة التي قضى بها الآخرون أعياد ميلادهم"، وتساءل فى برنامج "اليوم"، "لماذا تتخلى الملكة عن حفلة عيد ميلادها؟".
وقال محامي حقوق الإنسان آدم واجنر ، الخبير في لوائح كورونا ، على تويتر، "إنه لا يستطيع أن يرى كيف كان يمكن أن يكون ذلك قانونيًا، إذا كانت التقارير دقيقة، ومن الواضح أنه ليس ضمن القواعد، ولم يكن أحد من الحكومة في ذلك الوقت، ليقول للحظة أنه كان كذلك".
أما مارك دراكفورد، رئيس وزراء ويلز، صرح لبرنامج توداي على راديو بي بي سي 4، قائلا: "إن رئيس الوزراء ليس لديه سلطة أخلاقية، لقيادة المملكة المتحدة"، ولدى سؤاله عن مزاعم الحفلة الأخيرة، قال: "كان رد فعلى مزيج من اليأس والاشمئزاز حقًا".