حيل الإخوان «الإرهابية» لنشر الأكاذيب.. هاشتاج وهمي وتزييف تصريحات
الأحد، 23 يناير 2022 05:20 م
كيف يستخدم الإخوان ولجانهم الإلكترونية منصات التواصل الاجتماعي في نشر الأكاذيب وإثارة الفتن وتأليب الرأي العام؟".. سؤال مهم يحتاج إلى الكثير من البحث والتنقيب خلف الأجندة والأدوات التي تعمل بها جماعة الإخوان الإرهابية لتحقيق هدفهم الخبيث الساعي إلى إثارة الفتن بين المصريين.
هذا السؤال وضعه المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية في تقرير كبير، حاول من خلاله الإجابة عليه، برصد دقيق وشامل لكل تحركات وتكتيكات جماعة الإخوان الإرهابية.
وأكد التقرير أن منصات التواصل الاجتماعي تعد الأداة الأهم والأكثر فاعلية لدى تنظيم الإخوان الإرهابي وعناصره في الداخل والخارج لتأليب الرأي العام ضد القيادة السياسية منذ ثورة 30 يونيو 2013 وحتى الآن؛ كون هذه المنصات تمثل قناة اتصال وتواصل مع فئات واسعة من الشعب المصري وخاصة فئة الشباب الأكثر تأثًرا بما يتم ترويجه من قبل هذه العناصر واللجان الإلكترونية، كما أنها الأكثر قابلية للاستثارة لإحداث ما يصبو إليه تنظيم الإخوان من تغيير سياسي واجتماعي.
ويضاف إلى ذلك استغلال الجماعة لمنصات التواصل الاجتماعي في تصدير صور زائفة خارجًيا توحي بوجود حالة من الغضب والسخط الشعبي العارم داخل مصر ضد القيادة السياسية، وأن الدولة المصرية بكافة أركانها على صفيح ساخن طوال الوقت جراء هذا السخط –المتنامي حسب ادعائهم- من جهة، واستمرار القيادة السياسية والحكومة في مشروعها –لسحق المصريين على كافة المستويات حسب ادعائهم- من جهة أخرى.
ولكى نعرف كيف تعمل الجماعة الإرهابية ضمن هذا المخطط، تناول المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية تقريره الأساليب التي يتم استغلالها من قبل عناصرها ولجانها الإلكترونية.
الترند والسخرية واقتطاع التصريحات من سياقها أول الخيط
في تناول الأساليب التي تلجأ لها دوماً الجماعة الإرهابية، يتصدر "الهاشتاجات والترند"، القائمة، حيث تعمد عناصر الجماعة الإرهابية من خلال تكوينها لجاًنا وخلايا إلكترونية عديدة إلى خلق "تريندات" وهمية على مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة موقع تويتر، إما للترويج لفكرة ما غالًبا ما تكون رافضة لقرار أو لتصريح من الرئيس مثل هاشتاج "مش من جيبك"، أو للإيهام للمواطنين أن هناك حالة من الغضب العارم التي يجب أن ينضم المواطنون إليها، وأن هناك حشًدا غاضًبا متحقًقا بالفعل، ومن ثم إذا ما قرر المواطنون النزول إلى الشوارع استجابة لهذا الحشد الإلكتروني سيمثلون كتلة شعبية كبيرة. ومن أمثلة هذه الهاشتاجات هاشتاج يظهر بين حين وآخر هو "ارحل يا سيسي" بجانب هاشتاجات أخرى تستجد مثل "حشد 25 يناير 2022.
كما تمثل السخرية أداة مهمة ومحورية من أدوات عمل جماعة الإخوان، إذ تعمد اللجان الإلكترونية التابعة لها وكذا المنصات التلفزيونية والرقمية إلى السخرية من كل شيء يتعلق بإدارة الدولة أو بأي إنجاز يتحقق، ومن ثم التسفيه منه ومن أهميته. وهو ما يصل في النهاية إلى نتيجة لدى المواطنين مفادها أن الدولة لا تفعل شيئا من أجلهم، وأن كل ما تقوم به أشياء تافهة وسفيهة لا ترقى إلى معالجة أوضاعهم المعيشية والاجتماعية البائسة والصعبة، بجانب هدم هيبة مؤسسات الدولة ورجالات الدولة عبر السخرية والنكات وكسر الكرامة ونشر ثقافة الإعدام المعنوي والترهيب النفسي والاغتيال الثقافي. ويمثل برنامج "جو شو" الذي يذاع على "التلفزيون العربي" أحد أهم الأدوات التلفزيونية في هذا الإطار، وما يحققه من مشاهدات مرتفعة كذلك على المنصات الرقمية، بجانب منصات أخرى على وسائل التواصل الاجتماعي مثل صفحة "خمسة بالمصري".
ومن ضمن الأساليب التي يتم استغلالها من قبل عناصر الإخوان الإرهابية ولجانها الإلكترونية، يأتي أسلوب "اقتطاع التصريحات من سياقها"، فالمتابع للصفحات والمنصات واللجان الإلكترونية التابعة لها تتعمد الجماعة دائما اقتطاع أجزاء معينة من تصريحات المسؤولين الرسميين، وفي مقدمتهم الرئيس عبد الفتاح السيسي لإيصال رسائل مضللة للمواطنين تسهم في زيادة غضبهم تجاه شخص المسؤول أو إزاء قضية معينة، وهو ما يظهر دائما على سبيل المثال مع كل حادثة أو أزمة يتعرض لها مرفق السكك الحديدية من خلال إذاعة تصريح مقتطع للرئيس السيسي وهو يتحدث عن أن تطوير سكك حديد مصر ستتكلف 10 مليارات جنيه، وأن هذا المبلغ إذا ما وضع في البنك بفائدة 10% فقط سيدر مليار جنيه إضافية، وتعتمد الجماعة الإرهابية على هذا الأمر للإيهام للمواطنين بأن الرئيس فضل وضع الأموال في البنوك لتدر عوائد وفوائد على أن يتم إنفاقها في تطوير السكك الحديدية وإنقاذ أرواح المواطنين أو توفير سبل الراحة لهم.
بالإضافة إلى ذلك رصد تقرير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية أسلوب أخر للجماعة الإرهابية، وهو "استغلال الملفات التي تمس المواطنين"، فدائًما ما تعمل جماعة الإخوان على استغلال الملفات التي تمس حياة المواطنين والتضخيم منها على مواقع التواصل الاجتماعي لتأليب الرأي العام وخلق حالة من الزخم الرافض لبعض القرارات أو السياسات، وهو ما يظهر في قضايا مثل ارتفاع أسعار السلع الأساسية، وكذلك ارتفاع أسعار الكهرباء والخدمات الحكومية، وصولاً إلى تصريحات الرئيس حول بطاقات التموين، وخطط الحكومة لإزالة بعض العمارات في الحي السادس بمدينة نصر، وذلك من خلال بث معلومات مغلوطة في هذه القضايا والتضخيم منها بشكل يجعل هذه المعلومات المغلوطة هي الأساس المعرفي لدى المواطنين والذي يصعب بعد ذلك تصديق عكسه بعد نفيه من قبل مجلس الوزراء أو الدولة بوجه عام.
كما تعمد الجماعة الإرهابية عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى استغلال بعض التجمعات الرافضة لبعض الأمور -مثل تجمع بعض المواطنين الرافضين لهدم منازلهم في مخططات تطوير مدينة نصر ومنطقة الماظة مؤخًرا، وكذلك تجمعات العاملين في مبنى الهيئة الوطنية للإعلام للمطالبة بمستحقاتهم المالية- والترويج لهذه المظاهر بأن الغضب وصل إلى منتهاه، وأن كل هذه التجمعات أو المظاهرات هي مؤشر على قرب حدوث ثورة ضد النظام السياسي في مصر.
وبجانب ذلك تعمل اللجان الإلكترونية التابعة لجماعة الإخوان من خلال صفحات وحسابات متنوعة على مواقع التواصل الاجتماعي على بث الشائعات في مختلف المجالات، والتشكيك الدائم في صدق تصريحات المسؤولين الرسميين، وكذا التشكيك في صحة البيانات الرسمية سواء حول الأوضاع الاقتصادية أو حول حجم الإنجاز في المشروعات التي تنفذها الدولة. مع زعم التناقض بين بعض التصريحات سواء لنفس المسؤول أو بين المسؤولين وبعضهم البعض؛ وذلك بهدف خلق حالة من التشكيك الشعبي في كل ما تقوم الدولة، ومن ثم خلق حالة انعدام ثقة بين المواطنين من جهة والمسؤولين وأجهزة الدولة من جهة أخرى.
وبالتوازي مع ذلك، يتم التشكيك في المشروعات القومية التي تنفذها الدولة، وكذا المبادرات التي تطلقها مثل مبادرة حياة كريمة وصندوق تحيا مصر، والتشكيك في كونهما يستهدفان المواطنين فعلًيا، والترويج لأكاذيب بشأنهما، مثل أن صندوق تحيا مصر يتم استخدامه في غير أغراض الأعمال الخيرية والاجتماعية، وأن مبادرة حياة كريمة هي مجرد مشروع إعلامي غير ملموس وغير متحقق على أرض الواقع الا في بعض المناطق القليلة من مجمل المناطق المستحقة.