مصر الدبلوماسية
الأربعاء، 12 يناير 2022 11:06 ص
عام مضى حمل في طياته الكثير من الإنجازات التي شهدتها الدبلوماسية المصرية.
على صعيد الاهتمام بأحوال المواطن في الخارج، والسعي الدائم لحل أزمات المنطقة وخاصة دول الجوار، كان هناك نجاح باهر.
في المنطقة العربية والأفريقية، حققت مصر نجاحات عديدة، كان لها دوراً كبيراً في تهدئة أزمة ليبيا، كما يقول أهلها " لولا خط مصر الأحمر" لكانت بلادنا في طيات الظلام.
في فلسطين كعادة القاهرة، كانت في الموعد، لم تكن غزة بعيدة عن أولوية القيادة في مصر ودبلوماسييها، حفاظاً على هدوء الوضع في منطقة مليئة بالاضطرابات.
كلما اشتعلت نيران القطاع، وزاد صوت الرصاص داخله، تداركت مصر الموقف سارعت لاحتوائه، حتى أنها فتحت باباً للتنمية، إعادة الإعمار، إزالة الركام.
لم توقف الجهود هنا، بل استمرت لتحريك جمود مسار السلام، التصدي لكل المخططات الساعية لعرقلة حل الدولتين، إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة عاصمتها القدس الشرقية.
تحسن الجهود القنصلية للمصريين بالخارج، وتقديم الرعاية لهم والحفاظ على مصالحهم، كانت ضمن استراتيجية مصر وخارجتها، رغم ما فرضه تداعيات انتشار فيروس كورونا من معوقات.
زيادة الوعي بوضع مصر المائي، وجهود الدولة في الحفاظ على مصالحها المائية، مضت فيه دبلوماسية مصر بخطى ثابتة، حتى أنها نجحت في تغيير نظرة البعض الغير متفائلة في التعامل مع هذا الملف.
وضع الملف المائي على طاولة الاتحاد الأفريقي، والضغط لمناقشته في مجلس الأمن، كان من ضمن التحركات المضيئة، وأن كان الملف لا يزال أمامه الكثير من التحديات، إلا أن الواقع يحتم علينا الثقة في القيادة المصرية.
في عام 2022، لم تتوقف الدبلوماسية المصرية، تحركات الرئيس السيسي الخارجية من أجل وضع الدولة في المكان المناسب، فكلما زاد ثقلها الخارجي، ارتفعت التحديات.
هكذا يقول المنطق، نجاح مصر في نصف العقد الماضي بهذا الشكل على الصعيد الخارجي، يحتم عليها أن تستمر في الريادة، لمواجهة التهديدات التي تكتنف البيئة المحيطة لها.
وصف البعض 2022، بعام الدبلوماسية المصرية، حيث حصلت على استقلالها القانوني قبل قرن من الآن، لتكون لدى وزارة خارجيتها القدرة على ممارسة عملها وعلاقاتها مع الدول الأخرى بحرية واستقلالية.
انطلاقاً من ذلك، فإن الحفاظ على استراتيجية القاهرة وما رسمته خارجياً، دفاعاً عن مواقفها تجاه القضايا والملفات الخارجية، في هذا العام سيكون مهم جداً.
فلم تكتف مصر بما قدمته خلال السنوات الماضية، ليعم الاستقرار للمنطقة، الهدوء النسبي للحدود المضطربة، ولا مبالغة من القول أن الجميع ينتظر كالعادة دور القاهرة المحوري في ملفات ليبيا وفلسطين واليمن وسوريا والعراق وأمن الخليج.
ولهذا كان التحرك المصري شديد الوعي بما يحاك ضد ليبيا من مخططات الدخول في دوامة الفوضى وعدم الحل، والبدء في إخراج القوات الأجنبية والمرتزقة من البلاد والالتزام بخارطة الطريق.
فبالنظر لمحطات الدعم المصري للشعب الليبي، ترى القاهرة أن الانتخابات هي الحل الأمثل لإعادة السيادة لهذه الدولة الحدودية، لذا تعمل بكل جهد لإنجاح هذا الاستحقاق.
كما الحفاظ على استمرار الهدوء على الساحة الفلسطينية، والتدخل عند الضرورة، لتفويت الفرصة على كل الساعيين لإشعال الوضع على حدود مصر.
بالإضافة إلى ذلك، فأن اختيار مصر الدولة المضيفة لقمة المناخ في أواخر 2022، يعكس الثقة الدولية لها في أن يكون دورها محوري ومهم في هذا الملف، كونها أحد أهم ركائز تبنى قضايا المناخ.
كما يتوقع من مصر دور مفصلي جديد ومهم في دورة الاتحاد الأفريقي المقبلة، التي تترأسها السنغال، لما للقاهرة من نجاحات على مستوى القارة في ملف إسكات البنادق ووضع حد للنزاعات، والتنمية الأفريقية.