مصر والأردن والعراق.. مسار يعزز الوحدة العربية ويزيد التنسيق وحل الأزمات (رؤى واحدة وهدف واحد)

الأحد، 13 ديسمبر 2020 10:46 ص
مصر والأردن والعراق.. مسار يعزز الوحدة العربية ويزيد التنسيق وحل الأزمات (رؤى واحدة وهدف واحد)
سامح شكري

على مدار أشهر تزايد التعاون يستمر والتنسيق المشترك بين مصر والأردن والعراق  بما يحقق التكامل العربى، وتجسد ذلك فى عدد من الاجتماعات منها اجتماع القاهرة بين وزراء الخارجية المصري سامح شكري، والأردني أيمن الصفدي، ووزير الخارجية العراقي فؤاد حسين في أكتوبر 2020.
 
وجاءت هذه الاجتماعات، نتيجة عدة لقاءات قمة منها القمة التي عقدت في العاصمة عمان في 25 أغسطس 2020 بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والملك عبد الله الثاني ملك الأردن ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي. 
 
وتلى ذلك قمة ثلاثية في القاهرة في عهد رئيس الوزراء العراقي السابق عادل عبد المهدى في 24 مارس 2019، وأخرى في نيويورك على هامش اجتماعات الأمم المتحدة في سبتمبر 2019.
 
وتأكد من خلال هذه القمم والتنسيقات، اتفاف رؤى الدول الثالث حول عدد من الملفات العربية، تتضح فيما يلى: 
 
1- القضية الفلسطينية:
 
التأكيد على محورية القضية الفلسطينية وتفعيل الجهود الدولية لتحقيق السلام العادلوالشامل الذي يلبي حقوق الشعب الفلسطيني من حيث دولة مستقلة ذات سيادة عاصمتها القدس الشرقية وفًقا لما جاء في قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، بالإضافة إلى تأكيد ما جاء في بيان قمة عمان من حيث ضرورة وقف إسرائيل ضم أية أراض فلسطينية وجميع الإجراءات التي تقوض فرص تحقيق السلام العادل وتستهدف تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية.
 
2- الملفان الليبي والسوري: 
 
محاولة التوصل إلى حل سياسي لهذه الأزمات لاستعادة استقرار سوريا وليبيا والحفاظ على وحدة أراضيها والتأكيد على حل شامل للأزمة الليبية من خلال المسار السياسي، وطبقا لما تم الاتفاق عليه في مؤتمر برلين وإعلان القاهرة وصولا إلى الاستحقاق الانتخابى
 
3- الأمن المائي:
 
دعم موقف الدولة المصرية بما يحفظ حق مصر في مياه النيل وأمنها المائي، وكذلك حماية العراق من أي خلافات إقليمية أو تهديدات بما يحقق الأمن العربي ودعم العراق في مواجهة الإرهاب
 
4- تحقيق التكامل العربي:
 
التعاون والتنسيق بين الدول الثلاث في مجالات الطاقة والكهرباء والنفط، بالإضافة إلى ملف إعادة الإعمار في العراق من خلال الاستفادة من الشركات المصرية والأردنية في إعادة إعمار المدن التي دمرت في العراق، وذلك يعكسه مشروع الشام الجديد.
 
5- مشروع الشام الجديد:
 
تعود فكرة مشروع الشام الجديد إلى عهد رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي وتم استكمالها من قبل رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدى وفقا لما تم إطلاقه ”آلية التعاون الثالثي“ في إطار قمة القاهرة مارس 2019 والقمة المنعقدة على هامش اجتماعات الأمم المتحدة بنيويورك سبتمبر 2019 ،ثم جاء الكاظمي لتطوير الفكرة لترتقي إلى تحالف تكاملي بين الدول الثلاث ويرتكز المشروع في جوهره على التعاون الاقتصادى في مجالات الطاقة والكهرباء حيث يتم في مجال الطاقة مد خط أنبوب نفطي من ميناء البصرة جنوب العراق إلى ميناء العقبة في الأردن ثم إلى مصر،ويقوم العراق باستيراد الكهرباء من مصر والأردن، بالإضافة إلى تطوير المناطق الصناعية المشتركة، والتعاون في مجال المشروعات الصغيرة والمتوسطة ودعم الابتكار وريادة الأعمال والتعاون في قطاعات الصحة والبنية التحتية بالإضافة إلى زيادة التبادل التجاري.
 
أهمية المشروع للدول الثلاث
 
مصر:
 
ستتمكن مصر من الاستفادة من تصدير الكهرباء إلى الأردن والعراق، حيث حققت مصر فائضا في إنتاج الكهرباء بأكثر من 27 ألف جيجاوات نتيجة لمشروعات إنتاج الكهرباء التي أنجزتها خلال السنوات الست السابقة،ومن ثم تسعى مصر إلى توقيع اتفاقيات للربط الكهربائي ضمن خطتها للتحول لمركز إقليمي للطاقة.
 
بلإضافة إلى أن خط أنبوب النفط الممتد من ميناء البصرة جنوب العراق إلى العقبة في الأردن إلى مصر يتيح لمصر تنويع واردتها من النفط ويقلل من اعتمادها على عقود النفط قصيرة الأجل التي تعرضها للتذبذب في أسعار النفط، حيث سيؤمن النفط الخام لمصر بشكل مستمر.
 
وقد بدأت مصر الحصول على النفط العراقي الخام في أبريل 2014 بواقع 12 مليون برميل سنويًا، وكذلك سيؤدي المشروع إلى تقليل فاتورة استيراد النفط حيث ستحصل مصر على النفط العراقي بأقل من ثمنه بـ 16 دولارا للبرميل، وفتح السوق العراقي والأردنى أمام الصادرات المصرية.
 
العراق:
 
يحقق المشروع للعراق جزًءا من احتياجاته من الكهرباء عن طريق مصر؛ إذ يعاني هذا البلد من أزمة طاقة حادة دائما ما تكون الدافع وراء اندلاع احتجاجات عنيفة في البلاد من وقت لآخر ويحتاج العراق إلى 22 ألف جيجاوات من الكهرباء في حين أنه ينتج نحو 12 ألف جيجاوات فقط ،وبالإضافة إلى أزمة الكهرباء، يعاني العراق من أزمة بطالة حادة وارتفاع معدلات التضخم والفقر، لذلك سيفتح هذا المشروع بابا أمامه لتدفق الاستثمارات المصرية في قطاعات متنوعة وخاصة الطاقة وإمكانية إقامة مدن صناعية وتجارية مشتركة، ما يوفر فرصا للعمل وينقل خبرات مصر و الأردن في مجالات الصناعة والتجارة إلى القطاع الخاص العراق وسيجعل من الأردن ومصر سوَقا للمنتجات العراقية.
 
الأردن: 
 
يمثل مشروع الشام الجديد أهمية للأردن بما يجعله مركًزا لوجستًيا إقليمًيا لتبادل النفط والكهرباءوالبضائع.
 
كما سيقلل المشروع من فاتورة استيراد النفط؛ إذ سيحصل عليه أيضا بسعر أقل بنحو 16 دولارا للبرميل.
 
ومن الجدير بالذكر أن الأردن يحصل بالفعل على النفط العراقي بهذا الخصم في إطار مذكرة التفاهم الموقعة بين البلدين في 5 فبراير 2019 ،والتي حصلت بموجبها عمان على النفط الخام العراقي للمرة الأولى بواقع نحو10 آلاف برميل يومًيا، تشكل 7 %من حاجة البلاد للطاقة، وتوفر 160 دولارا يومًيا تقريبا، أي نحو 4.8 مليون دولارشهرًيا.
 
وهو ما سيساعد الأردن في الخروج من أزمته الاقتصادية الحادة التي ضاعفتها جائحة كورونا.
 
ويمكن القول أن مصر والأردن والعراق عازمة على التنسيق المشترك بما يحقق التكامل العربى وهوما تجسد فى عقد لقاءات بشكل مستمر وآخرها اجتماع القاهرة بين وزراء خارجية الدول الثلاث كخطوة مكملة لما سبقها من لقاءات، فى محاولة للتوصل إلى آلية لتنفيذ مشروعات الربط الكهربائي أو مد خطوط لنقل النفط،بالإضافة إلى مساهمة الشركات المصرية في إعادة الإعمار في العراق، أيضا سيستمر التنسيق بين مصر والأردن والعراق سواء على المستوى الثلاثى أوالثنائي ومنها اجتماع اللجنة المصرية العراقية المشتركة في بغداد لتنسيق التعاون في مجالات الصحة والتعليم والبحث العلمي وفي مجال الموارد المائية والبيئة والاتصال وتكنولوجيا المعلومات.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة