فتش عن جيل «السوشيال ميديا».. لماذا توفق علي غزلان ورفاقه على عمالقة الأدب بمعرض الكتاب؟

السبت، 01 فبراير 2020 01:25 م
فتش عن جيل «السوشيال ميديا».. لماذا توفق علي غزلان ورفاقه على عمالقة الأدب بمعرض الكتاب؟
معرض الكتاب
محمد أبو ليلة

ظاهرة العناوين الصفراء والكتب المثيرة للجدل تتزايد لروايات بهدف الشهرة والترويج لمبيعاتها

تحويل عدد كبير من الروايات إلى أفلام ومسلسلات حازت على إعجاب الأسر المصرية وهو ما كان له تأثير إيجابى على ثقافة الشباب
 

لم تخل الدورة الـ51 من معرض القاهرة الدولى للكتاب المستمرة حتى الثلاثاء المقبل، من الجدل المثير حول عناوين الروايات أو دواوين الشعر المعروضة فى دور النشر، لكن الجديد فى دورة هذا العام، كان فى الإقبال الكبير من الشباب والفتيات، خاصة ما هم دون العشرين عاما على شراء الكتب والروايات الكلاسيكية، فى مشهد قلما تراه، وهو ما يشير إلى تغيير فى ثقافة هذا الجيل، الذى يفضل البعض أن يصفه بجيل السوشيال ميديا.

رغم الحديث المتكرر عن بعد هذا الجيل عن القراءة، إلا أن إقبالهم على شراء الكتب فى معرض الكتاب يعكس تغييرا فى هذه المفاهيم، وربما يرتبط ذلك وفق المتابعين لحركة البيع والشراء والمتابعة فى المعرض إلى انخفاض فى أسعار الكتب المعروضة، فضلا عن تحويل عدد كبير من الروايات إلى أفلام ومسلسلات، حازت على إعجاب الأسر المصرية، وهو ما كان له تأثير إيجابى على ثقافة الشباب.
 
ويمثل المعرض عيدا للكتاب والمثقفين والقراء والأدباء والمواطن المصرى البسيط المهتم بالقراءة، والذى ينافس كبرى معارض الكتب على مستوى العالم سواء تاريخيا أو ثقافيا، لما يمثله من أهمية كبيرة.
 
وكان من اللافت انخفاض أسعار الكتب المعروضة فى معرض الكتاب، والخدمات الكثيرة التى يقدمها القائمون على المعرض للمقبلين عليه، ومدى اهتمام الدولة المصرية بمعرض الكتاب، حيث رصدت «صوت الأمة»، أماكن ومنافذ بيع الكتب الأقل سعرا، والتى يُقبل عليها كثير من القراء، كان أهمها منفذ بيع الهيئة العامة لقصور الثقافة، التى جزأت الكتب إلى خمسة أنواع من جنيه إلى خمسة جنيهات، والبداية كانت مع فئة الكتاب صاحب الجنيه، حيث أن هذه الفئة تتضمن سلسة «نشر إقليمى» مثل كتاب «مصر الحضارة» و «تائه فى الميدان»، و«كمائن الأحلام»، و«إيدكو»، و«حضرة المعشوق»، وغيرها من الكتب فى تلك الفئة، موضحا أن الإقبال كان كثيفا من جانب الشباب على مثل تلك الكتب لقيمتها العالية وانخفاض سعرها.
 
 فيما كانت الفئة والتى بقيمة جنيهين صادرة من سلسلة الفائزين، وتتضمن مجموعة من الكتب، مثل صور من ألبوم طفل، واشتعلت الروح بالشيب وماضى وشاى على النار، أما فئة الكتاب التى تحمل سعر 3 جنيهات، فتتضمن كتاب «نسيم بارد» من سلسلة إبداعات، وكتاب «ألاعيب الذاكرة» من سلسلة إصدارات خاصة، بالإضافة إلى سلسلة خارج السلاسل، كما أن هناك كميات كبيرة من السلاسل، تتراوح كتبها ما بين جنيه وخمسة جنيهات، وفئة الكتاب التى تحمل أربعة جنيهات تحتوى على كتاب سلسلة «الثقافة العلمية» التى تتحدث عن الحيوانات والنباتات والأحياء المائية، وهى تحتوى على كتاب «ماذا تعرف عن الحيوانات؟»، وأخيرا الكتب فئة الخمسة جنيهات، وتتضمن سلسلة «روائع المسرح العالمى»، وتحتوى على كتب مثل «سوق التفاهم» و «عدو الشر»، و «جسر أرتا» و «الإنسان والسلاح»، والأخير يعتبر الأكثر مبيعا.
 
وأعلنت إدارة معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ 51، كنوع من الترويج للعارضين فى المعرض عن توافر مجموعة من الإصدارات القديمة لدى 41 تاجرا بسور الأزبكية، وخصصت إدارة المعرض صالة « 4»، وبها جميع مكتبات سور الأزبكية، بالإضافة إلى وجود طبعات قديمة من كتب ومجلات نادرة بمختلف المجالات وبأسعار تبدأ من 10 جنيهات.
 
ومنذ بدء فعاليات اليوم الأول من معرض الكتاب، حقق كشك الموسيقى نجاحا باهرا، فالموسيقى واحدة من أنواع الثقافة المهمة، والتى تعد غذاء للروح، وفيها تسمو النفوس، وتساعد فى بناء الشخصيات، فدورها لا يقل عن الكتاب فى مستوى الثقافة، حيث توافد عدد كبير من زوار معرض الكتاب على كشك الموسيقى، للاستمتاع بالعزف المنفرد للمشاركين من العازفين فى معرض الكتاب وتفاعلهم الكبير مع الموسيقى، وقال محسن عشرى، وهو أحد عازفى آلة السمسمية، وأحد المشاركين فى كشك الموسيقى، فى تصريحات صحفية إنه يشارك كل عام فى معرض الكتاب بعزفه على السمسمية لإبراز جمال الموسيقى التراثية الشعبية، مؤكدا أن جمهور المعرض يتفاعل معه بشكل كبير معبرا عن استمتاعه بأنغام السمسمية، فيما قال عازف الربابة هو الآخر المشارك فى كشك الموسيقى إن العزف المنفرد يمنحه مساحة كبيرة لإخراج أجمل نغمات الربابة التى تتميز بصوتها الرائع، الذى يجذب كل الأعمار والفئات من الجمهور.
عناوين صفراء
 
على الجانب الآخر من هذه الدورة لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، رصدت«صوت الأمة»، صدور عدة أعمال بعناوين وصفها البعض بالمستفزة، مثل رواية «أرض البورنو» للكاتب محمد أشرف، والصادرة عن دار ضى للنشر والتوزيع، ورواية «خطيبتى العذراء حامل» للكاتب سيد داود المطعنى، والصادرة عن دار السعيد للنشر، ورواية «تزوجت أخى» للكاتبة فاطمة صالح إبراهيم، والصادرة عن دار الهدف للنشر، ورواية «أفتح الباب أنا نادية»، للكاتب تامر عطوة، ورغم أن الأخيرة تدور أحداثها حول حالة من الرعب والإثارة، فإن عنوانها مع غلاف الرواية الذى يجسد فتاة عارية تدخل على شاب عارٍ الحمام، وجدها البعض مستفزة ومثيرة للغرائز.
 
تلك الظاهرة ليست جديدة، فهى قديمة من قدم الكتابة، وتتزايد مع كل موسم لمعرض الكتاب، فأغلب تلك العناوين، تكون بهدف الشهرة والترويج من أجل ارتفاع المبيعات، وغالبا يقف خلفها الناشرون، حيث يتدخل أغلبهم الآن فى أسماء الروايات والكتب من أجل أهداف تسويقية، وازدادت هذه الظاهرة فى التوسع خاصة مع سيطرة وسائل التواصل الاجتماعى على أسواق النشر، وفتح المجال لأنصاف الموهوبين من أجل كتابة روايات ودواوين بها عدد لا يحصى من الأخطاء النحوية والفكرية.
 
«أبو شنب»
 
فعلى سبيل المثال لا الحصر صدر على هامش هذه الدورة من معرض الكتاب أيضا رواية جديدة بعنوان «أبو شنب»، أثارت جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، و «تويتر»، لأن صاحبتها إعلامية تُدعى فاطمة الزهراء سمير، كتبتها فى خمسة أيام فقط، وهذا ما جعل هناك موجة انتقادات ضدها، لأنه ليس من المعقول أن تكتب رواية فى «5 أيام»، وهى مدة زمنية قصيرة جداً.
 
لكن صاحبة الرواية أكدت فى تصريحات صحفية، بعدما أثارت جدلا ضدها أنها عملت على فكرة الرواية منذ عام كامل مضى، ولكن لم تكن فى صيغة رواية، وإنما فكرة لبرنامج وكانت مكتوبة بشكل الإسكربت، وفور تحدث مسئول دار النشر معها سألها متحمسا عن رواية مكتوبة أو غيره، فقررت تحويل الإسكربت إلى رواية.
 
وتابعت فى تصريحاتها: بالفعل أخذت خمسة أيام فقط، وهى بالكامل مستوحاة من عالمنا الذى نعيش فيه، إن لم تحدث لك، فبالتأكيد حدثت لصاحبك أو أخيك، وأحداث الرواية قريبة من حياتنا جدا، سلكت اتجاها مغايرا، فالجميع بما فيهم الرجال اعتادوا أن يروا المجتمع ذكوريا بحتا، لذلك عكست الأمر، وقمت بتقديم فيديوهات مناصرة للرجل، وهو الأمر الذى أدهش الكل حينها، وبالطبع لدى الكثير من المتابعين الذين وجدوا فيما أقدمه مادة تستحق المشاهدة، ومن هنا كان سياق الحديث بينى وبين مسئولى دار النشر لتقديم رواية بعد أن كانت الفكرة لبرنامج، وأعجبنى الأمر، وقررت الشروع مباشرة فيه، أنا لا أحب الكتب، وهذا شىء حقيقى، وحين أنوى القراءة أقرأ بصيغة الـ «بى دى أف»، لذلك كتبت روايتى لكى تناسب من يملون القراءة سريعا، وتعمدت أن تكون الرواية خفيفة.
 
ما حققته رواية «أبو شنب» من إثارة للجدل جعلت الروائى أحمد الخميسى، يعبر عن غضبه منها فى مقال صحفى عندما قال «هكذا عندما أمسى الكتاب مجرد سلعة صار من الممكن أن تتم كتابته فى خمسة أو ثلاثة أيام، كما يتم تعليب السردين فى ساعات قليلة.. هل يمكن حقا كتابة رواية خلال أيام؟.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق