حكم الرقية الشرعية.. جدل من جديد بين المشايخ

الخميس، 07 نوفمبر 2019 10:22 ص
حكم الرقية الشرعية.. جدل من جديد بين المشايخ

بين اعتراف وإنكار و"لا بأس بها"، من جديد حالة من الجدل ظهرت على الساحة بسبب حكم الرقية الشرعية، انبرى كل فريق إلى الدفع بأدلة تثبت رؤيته الشرعية.
 
في البداية، قال الشيخ خالد الجندى "أنا لا اعترف بها واعترض على تسميتها بالشرعية"، مضيفا أن الجمعيات التى تتدعى أنها تقوم بالرقية الشرعية تقوم بالنصب على المواطنين، لأنه لا يوجد ما يسمى الرقية الشرعية التي يقوم بها شيخ ما وكأنه "يعرف سر الخلطة".

وأشار إلى أهمية تعاون الشيوخ مع بعضهم لإيقاف ما يتداول حول الرقية الشرعية، مضيفًا أن الإنترنت ممتلئ بمواقع للرقية الشرعية، وأن المواطنين لا يعلمون هذه الرقية فيذهبون إلى مشايخ يعلمون بها، وهؤلاء المشايخ يفعلون ما يريدون".

من جانبه قال الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم العميد السابق لكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط، أن إنكار وجود الرقية الشرعية يعد خطأ فادحا جملة وتفصيلا هناك رقىية شرعية وردت فى كتاب الله تعالى وهناك ما صح فى ذلك الأمر عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وتابع، ورد فى صحيح البخاري ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻌﻴﺪ اﻟﺨﺪﺭﻱ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺃﻥ ﻧﺎﺳﺎ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ اﻟﻨﺒى ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﺗﻮا ﻋﻠﻰ حى ﻣﻦ ﺃﺣﻴﺎء اﻟﻌﺮﺏ ﻓﻠﻢ ﻳﻘﺮﻭﻫﻢ، ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﻫﻢ ﻛﺬﻟﻚ، ﺇﺫ ﻟﺪﻍ ﺳﻴﺪ ﺃﻭﻟﺌﻚ، ﻓﻘﺎﻟﻮا: ﻫﻞ ﻣﻌﻜﻢ ﻣﻦ ﺩﻭاء ﺃﻭ ﺭاﻕ؟ ﻓﻘﺎﻟﻮا: ﺇﻧﻜﻢ ﻟﻢ ﺗﻘﺮﻭﻧﺎ، ﻭﻻ ﻧﻔﻌﻞ ﺣﺘﻰ ﺗﺠﻌﻠﻮا ﻟﻨﺎ ﺟﻌﻼ، ﻓﺠﻌﻠﻮا ﻟﻬﻢ ﻗﻄﻴﻌﺎ ﻣﻦ اﻟﺸﺎء، ﻓﺠﻌﻞ ﻳﻘﺮﺃ ﺑﺄﻡ اﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻭﻳﺠﻤﻊ ﺑﺰاﻗﻪ ﻭﻳﺘﻔﻞ، ﻓﺒﺮﺃ ﻓﺄﺗﻮا ﺑﺎﻟﺸﺎء، ﻓﻘﺎﻟﻮا: ﻻ ﻧﺄﺧﺬﻩ ﺣﺘﻰ ﻧﺴﺄﻝ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻓﺴﺄﻟﻮﻩ ﻓﻀﺤﻚ ﻭﻗﺎﻝ: « ﻭﻣﺎ ﺃﺩﺭاﻙ ﺃﻧﻬﺎ ﺭﻗﻴﺔ، ﺧﺬﻭﻫﺎ ﻭاﺿﺮﺑﻮا ﻟﻲ ﺑﺴﻬﻢ".

وأوضح أنه يؤخذ من نص حديث النبي صلى الله عليه وسلم أن الفاتحة رقية شرعها الله تعالى بنص حديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلى كل مسلم أن يرقى نفسه أو غيره بفاتحة الكتاب وكلما كان المسلم مخلصا استجاب الله تعالى دعاءه ويؤخذ من تبويب البخاري لهذا الحديث ما يرد على كل من ينكر الرقية الشرعية فقد جعل عنوان الباب كما سبق ( باب الرقى بفاتحة الكتاب ) والعلماء يقولون يعرف فقه البخارى من تبويب الذي كتبه فى صحيحه.

وفى السياق ذاته، فإن هناك فتوى ثابتة لدار الإفتاء عن الرقية الشريعة قالت فيها: ذهب الجمهور إلى جواز الرقية من كل داء يصيب الإنسان، بشرط أن تكون بكلام الله تعالى، أو بأسمائه وصفاته، وأن تكون باللسان العربي، أو بما يعرف معناه من غيره، وأن يعتقد أن الرقية لا تؤثر بذاتها، بل بإذن الله تعالى وقدرته؛ لما روى مسلم عن عوف بن مالك رضي الله عنه قال: كنا نرقي في الجاهلية، فقلنا: يا رسول الله، كيف ترى في ذلك؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: "اعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ، لَا بَأْسَ بِالرُّقَى مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ شِرْكٌ".

وأما ما جاء من الأحاديث ينهى عن الرقية فمحمول على ما إذا كان بغير أسماء الله تعالى وصفاته، أو كانت بغير اللسان العربي، أو كان يعتقد أن الرقية تؤثر بذواتها.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق