لماذا يكره العرب أردوغان؟

الأربعاء، 02 أكتوبر 2019 01:00 م
لماذا يكره العرب أردوغان؟
اردوغان

في أحد استطلاعات الرأي أجره مركز أبحاث متخصص في رصد الشارع، كشف عن أن نسبة الكره الذي يكنه المشاركون في الاستفتاء "العرب" إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تعدت الـ90%، بعدما حاز أردوغان في استطلاع رأي آخر للمركز نفسه عبر مواقع التواصل الاجتماعي عام 2012 على نسبة من التأييد.

استطلاع الرأي الذي عكس واقعا كشفته تقارير أجنبية بشأن إزاحة الرئيس التركي من قائمة الحكام المفضلين لدى منطقة الشرق الأوسط.. لكن لماذا نال أردوغان هذه النسبة الكبيرة من الكره؟ 

أصبحت السياسات التركية خلال الفترة الماضية واضحة للعلن، فأردوغان وحكومته يتطلعون إلى مشروع توسعى بإعادة الخلافة العثمانية والسيطرة على المنطقة، وهو ما ينعكس من دعم الجماعات المتطرفة والمتشددة والإرهاب لضرب أمن واستقرار الدول العربية والتدخل فى شؤونها بشكل صارخ، ما ترتب عليه تصدى قيادات دول المنطقة وشعوبها لمثل تلك الممارسات والتى وظف لها النظام التركى كل ما يمتلكه من قوى عبر التعاون مع حلفائه ممن لهم الأهداف ذاتها، حيث قطر وجماعة الإخوان الإرهابية. ويرصد «اليوم السابع» كيف أصبح «أردوغان» ونظامه مرفوضًا من قبل العرب فى عدة دول تُعانى من سياساته التآمرية، كالتالى:

«أحلام أردوغان تهدف لإعادة الإمبراطورية العثمانية، فهو يعتقد نفسه خيمة للإخوان المرفوضين فى أكثر من مكان، والعديد من الدول تعتبر دعم أردوغان لجماعة الإخوان أمر غير مقبول، وعن العلاقات العراقية التركية فهى غير مستقرة ومرت بعدة أزمات».
 
وأضاف «الهاشمى» أنه «بعد عام 2003 عند استلام حزب العدالة والتنمية التركى للحكم فى تركيا وتقلد أردوغان منصبه رئيسًا للوزراء ورئيس الجمهورية دخلت أنقرة فى صراعات متعددة فى دول مجاورة لها وتحديدًا العراق وسوريا ومصر وقبرص والسعودية».
 
وأضاف أنه ينتقد «استهداف نظام أردوغان لحزب العمال الكردستانى فى شمال العراق فهى لا تتحمل وجود الحزب فى شمال البلاد لعدة أسباب أولها وجود مناطق لا يسيطر عليها الجيش العراقى، إلى جانب استهداف الطيران التركى لعدد من المدنيين العراقيين».
 
وتابع أن «بناء تركيا لعدد من السدود وتحديدًا أليسو سيضر بالأراضى الزراعية ويؤدى للجفاف فى البلاد، وأردوغان لا يلتزم بأى اتفاقات ويحاول الضغط على العراق بعدد من الملفات».
 
وقال عضو قيادة مجلس سوريا الديمقراطية سيهانوك ديبو: «أردوغان هو هتلر العصر، يرتدى عباءة الأخلاق أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة فى دورتها الـ74 والتظاهر بأن أنقرة إنسانية وتستقبل اللاجئين السوريين وبأن تركيا الأردوغانية حلم الإسلام والمسلمين».
 
وأضاف أن «نظام العالم الحديث فى مأزق فالجميع يملك أدلة دامغة بأن أردوغان يلعب دور محرك الشرّ فى العالم، ونرى كيف جمع تحت عباءته الإخوانية كل إرهابيى العالم ودربهم ووجهم إلى سوريا وليبيا ومصر.. إن أردوغان هو المسؤول الأساسى عن تفجيرات أوروبا».
 
وتابع قائلًا: «أطالب بمحاسبة أردوغان كمجرم حرب إزاء ما فعله من جرائم ضد الإنسانية فى مدينة عفرين السورية التى تضم غالبية كردية، وانتقد موقف بعض الدول من جرائم أردوغان واحتلاله لشرقى الفرات».
 
من جانبه، قال عضو مجلس الشعب السورى مهند الحاج على «النظام التركى بقيادة أردوغان أصفه بأنه خائن للصداقة، وذلك بانتهاكه للحدود والتآمر على الشعب السورى بإدخال مئات الآلاف من الإرهابيين وتسليحهم وتدريبهم وإدخالهم لتدمير الدولة السورية».
 
وأضاف أن «موقف الدولة السورية واضح مما فعلته تركيا بخيانة الصداقة وانتهاكها للحدود المشتركة، فقد دفع النظام التركى الجماعات الإرهابية خلال السنوات الـ9 الماضية بتدمير مئات القرى والمدن السورية، ولا يخفى على أحد مطامع حزب العدالة والتنمية الذى يقوده أردوغان باحتلال بعض أجزاء من سوريا، فقد أصبح الرئيس التركى كالأجير والأزعر الذى لا يلتزم بالمواثيق الدولية أو أى اتفاقات موقعة، وأرى أن سلوك أردوغان يهدف لاحتلال شمال سوريا بدفع قواته إلى تلك المنطقة».
 
وتابع بأن «المعارضة التركية تناهض سياساته لتدخله فى شؤون الدول العربية وتحديدًا فى سوريا وليبيا ومصر والخليج، خاصة أن أردوغان يحاول فرض نفسه كلاعب إقليمى بأسلوب رخيص حتى دفعت سياساته بتركيا إلى دولة منعزلة لا يوجد لها أية دول صديقة».

 

فيما قال الباحث التاريخى الكويتى د. سلطان الأصقة «لا أدرى لماذا كلما قرأتُ كتاب المتلاعبون بالعقول لهربرت شيللر، وقرأتِ رواية مزرعة الحيوانات لجورج أورويل، تذكرت أردوغان وألاعيبه ومكره، وتذكرت القطيع الذى يصدقها.. هو مصمم على تدمير البلاد العربية، وفى الوقت ذاته يروّج على قطيعه ممن أُلغيت عقولهم أنه المنقذ للمنطقة العربية والمخلّص لها». وأضاف فى تصريحاته لـ«اليوم السابع» أن «الرئيس التركى داعم كبير للفوضى فى بلادنا، ولاعب أساسى فى نشر الفتن والاضطرابات فى مصر وليبيا وسوريا واليمن والعراق، كما نزع القناع عن وجهه، وتجاهر بصداقته لإيران على حساب الأمن العربى، داعمًا المواقف الإيرانية المتقاطعة مع الأمن العربى الإقليمى، هذا ويدعم إسرائيل فى كل تحركاتها؛ ثم يكمل أداءه التمثيلى فى مسرحية سخيفة على منبر الأمم المتحدة، قاصدًا بها تبرئة نفسه، والإساءة لأعظم بلد عربى حيث مصر العظيمة».

وتابع «الأصقة» بأن «أردوغان رجل مصاب بهوس الكاميرا ومغرم بأداء المشاهد المسرحية، ويرى فى نفسه أنه محور الكون، وصدقونى إن الزمن تجاوز أردوغان هذا المتلاعب بالعقول، ولم يبق من أحد يصدقه سوى أبطال رواية مزرعة الحيوانات».

بينما قال الإعلامى والمحلل السياسى اللبنانى طارق أبو زينب إن «أردوغان وحزبه - العدالة والتنمية - سياساتهم فى المنطقة معادية لمعظم الدول العربية، ولا يخفى على أحد أنها تدعم وتساعد الإرهابيين، كما نرى فى الساحة السورية، إلى جانب احتضان تركيا لعناصر جماعة الإخوان من المطلوبين بملفات قضائية وأمنية لمصر، فى حين يُحرضون ضد مصر وقيادتها بغطاء من تركيا عبر منابر إعلامية تُبث تحت حماية الرئيس التركى».

وأضاف أن «تركيا ومعها الإعلام القطرى يعملون ليلا ونهارا لزعزعة الاستقرار فى مصر.. وأُحذر مما يُحاك لمنطقتنا العربية وبالأخص مصر والمملكة العربية السعودية من هذا الكيان العثمانى الحاقد على أمن الوطن العربى واستقراره».
 
وتابع بأن «الحلف التركى القطرى يعمل على نشر الفوضى فى مصر، والسياسة التركية الخارجية تريد خلق فوضى فى المنطقة بحجة الإسلام السياسى الذى تسبب فى ثورات الربيع العربى التى كانت تهدف إلى خراب المنطقة.. بالإضافة إلى السياسة الخارجية التركية التى تعمل لمصالحها فقط».

السياسى والحقوقى الليبى محمد صالح اللافى، قال إن « دور أردوغان بات واضحًا فى ليبيا والنظام التركى كشر عن أطماعه فى عودة الباب العالى إلى طرابلس بعد سيطرة قوات الجيش الليبى على أكثر من 80% من مساحة ليبيا».

وأضاف أن «أردوغان سيورط حكومته فى جرائم جنائية جمة سيحاكم عليها النظام التركى بمجرد عودة أمن واستقرار ليبيا، والجدير بالذكر أن النظام التركى يحقق أرباحا كبيرة نتيجة الفوضى وحالة عدم الاستقرار فى الساحة الليبية، وهو متهم فى عدة ملفات أدت لتدهور الأوضاع فى ليبيا بسبب تدخلاته السافرة وغير المبررة، على الرغم من عدم وجود حدود مشتركة بين ليبيا وتركيا إلا أن الأخيرة تتدخل لتحقيق أهداف استعمارية، ما أدى لتأزم المشهد السياسى والعسكرى الليبى».
 
الناشط الإعلامى الإماراتى إبراهيم بهزاد، قال إن «أردوغان يعيش فى أحلام الخلافة العثمانية ويعتقد أنه عبر دعم تنظيم الإخوان الإرهابى فى المنطقة أنه الخليفة المنتظر.. وأرى أنه بكل بساطة يُعانى من التناقضات الواضحة والتى تنعكس فى سياسته؛ فهو يدعى الدفاع عن القضية الفلسطينية بينما علاقة تركيا بإسرائيل قوية وما زال يتاجر بهذه القضية ويُصدقه السذج.
 
أيضًا هو يتظاهر بالمدافع عن حرية الرأى وحقوق الإنسان بينما فى عهده تمتلأ السجون التركية بالمعتقلين ممن بلغت أعدادهم عشرات الآلاف بسبب مسرحية الإنقلاب». وأضاف فى تصريحاته لـ«اليوم السابع» أن «أردوغان الذى يحاول الظهور بأنه خليفة المسلمين وبأنه المحافظ على تعاليم الإسلام؛ يُكرس عبر نظام حكمه علمانية الدولة وحقوق المثليين وشرعنة الدعارة فى بلاده، أيضًا هو يدعى الدفاع عن المظلومين بينما يضطهد الأكراد، ويتاجر بقضية اللاجئين السوريين للحصول على الدعم المادى من دول أوروبا التى يهددها بفتح المجال أمام اللاجئين وإرسالهم إليها، ويتباكى بسبب دماء السوريين بينما يضع يده فى يد قادة إيران ويتحالف معهم».
 
وتابع «بهزاد» بأن «أردوغان يعيش حاليًا مرحلة فشل سياساته وتحطيم أحلامه وعدم القدرة أكثر من ذلك على شعبه والرأى العام العالمى».

 

المحلل السياسى السعودى والباحث فى العلاقات الدولية سامى بشير المرشد قال «مع الأسف الشديد يتضح أن أردوغان وضع عدة خطط خيالية لمستقبل بلاده تحت قيادته، مستغلًا فى البداية نجاحات حزب العدالة والتنمية فى أعوام سابقة بهدف تغيير الدستور فى الداخل ليستمر مدة طويلة فى الحكم وخلال هذه الأثناء لم تأت الرياح بما تشتهى السفن، وأرى أنه على الأتراك أن يتخلوا تدريجيًا عن حزب أردوغان وسياساته تمامًا كما بدأ المقربون فى النفور منه لأنه أصبح يحكم تركيا كديكتاتور، حيث التضييق على حرية الصحافة إلى جانب الكثيرين ممن وضعهم فى السجون».

 
وأرى أن «أردوغان بدا يفقد شعبيته وبدأت تزداد المعارضة له بالداخل التركى، ولو جرت انتخابات الآن فسيسقط سقوطًا مدويًا». 
 
أما على المستوى الإقليمى والدولى فقد وضع أردوغان فيقول «المرشد» فى تصريحاته لـ«اليوم السابع»: «إن أردوغان وضع حجمًا لنفسه أكبر من الواقع، وعندما علم أن أوروبا لن تقبل بتركيا كعضو فى الاتحاد الأوروبى اتجه إلى فكرة ناقشها مع بعض الدول فى المنطقة مثل قطر والتى استغلها وأموالها بشكل سيئ، حيث أقنعهم بدعم جماعة الإخوان الإرهابية وأنهم يُمكنهم السيطرة على منطقتنا العربية، فقد كان أردوغان وحكومته يحلم أنه بسياساته وبأموال قطر سيتمكن من إشعال الفوضى فى المنطقة وما شجعه بشكل أكثر فترة تمُكن الإخوان من الحكم فى مصر، فقد زينت له الدنيا بأنه سيكون الحاكم العثمانى الجديد ليحكم الإمبراطورية التى طالما حلم بأن يعيد أمجادها والتى كان العرب قد لفظوها بسبب ممارساتها الوحشية فى أعوامها الأخيرة وفى الواقع لن يُسمح لها بأن تعود». 
 
وتابع أن «أردوغان مازال يتخبط فى تدخلاته لشؤون الدول العربية، فهو استخدم الإرهاب وتمويل قطر لزعزعة أمن واستقرار المنطقة، ولعل ما نراه فى مصر هو أحد محاولاته لضرب أمن المنطقة القومى، ولكن تمكن الشعب المصرى من خذلانه وقلب مؤامراتهم فى وجوههم؛ ورأينا كيف كان تأييد الرئيس عبدالفتاح السيسى وحكومته واستقرار وأمن مصر وما تحققه من نمو والعيش الكريم، ونجح الشعب المصرى فى لفظ محاولات الإخوان وتركيا بقيادة أردوغان وحلفائه».

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق