بالمال والسلاح والشائعات والإرهابيين.. المؤامرة القطرية عرض مستمر

السبت، 28 سبتمبر 2019 08:00 م
بالمال والسلاح والشائعات والإرهابيين.. المؤامرة القطرية عرض مستمر
تميم
رضا عوض

يوما بعد الآخر تتكشف المؤامرة القطرية لنشر الفوضى فى المنطقة العربية عن طريق تقديم الدعم اللوجستى للجماعات الإرهابية، وهو ما ساهم فى تقوية شوكة الإرهاب خاصة فى المنطقة العربية، بعد أن ركزت قطر جهودها خلال السنوات الماضية على نشر الفوضى فى دول المقاطعة العربية «مصر والسعودية والإمارات والبحرين»، بل إنها صارت مأوى للجماعات الإرهابية فى العالم، وهو ما ظهر فى استضافتها لكل العناصر الإرهابية الهاربة من مصر والمطلوبة للعدالة وعلى رأسها يوسف القرضاوى إمام الجماعات الإرهابية فى العالم.

الدعم القطرى غير المحدود للجماعات الإرهابية امتد لتقديم المال والسلاح لعناصر جماعة الإخوان للقيام بعمليات إرهابية فى مصر، ولم يقف الدعم القطرى عند حد الدعم المالى فقط، بل امتد ليشمل الدعم السياسى والإعلامى للإرهابيين الذين يستهدفون مصر ومؤسساتها الأمنية عبر استخدامها منابرها الإعلامية ولجانها  ومنصاتها الإلكترونية وعلى رأسها قناة الجزيرة وتليفزيون العربى الذى يمتلكه عزمى بشارة ويبث من لندن، للنيل من الدولة المصرية عبر التحريض على القتل وبث الفتنة والشائعات الكاذبة حول حقيقة الأوضاع فى مصر على المستوى الاقتصادى والاجتماعى والأمنى.
 
وتحرص قناة الجزيرة القطرية على تغطية كل الأنشطة التى تخص الجماعات الإرهابية المتمركزة فى سيناء ومحاولة نقل صورة مغايرة لما يجرى فى سيناء عبر بثها معلومات مغلوطة ومفبركة تخالف الواقع، ويمثل الشق الإعلامى أحد أبرز رءوس الحربة التى تستخدمها الدوحة فى حربها المعلوماتية ضد ما يجرى فى مصر، وأبرزها نقل مقاطع مصورة بشكل حصرى حول التحرك الأشرس الذى قادته التنظيمات الإرهابية للسيطرة على مدينة الشيخ زويد منتصف يوليو 2015.
كما كشفت الأحداث الدعم  القطرى غير المحدود لجماعة الإخوان الإرهابية حتى أنها شاركت بالتمويل والتخطيط والتحريض فى محاولة إسقاط النظام، بل إنها استمرت فى استقبال ودعم جماعة الإخوان التى أعلنت مصر أنها جماعة إرهابية، حيث قامت بمنح أعضائها الجنسية،  كما فتحت لهم مساجدها ومنابرها وقنواتها وصحفها ليمارسوا من خلالها إرهابهم، حتى تغلغلوا داخل النسيج القطرى.
وفى ذكرى ثورة 25 يناير 2015 هاجمت قناة الجزيرة الحكومة المصرية، واستضافت القناة عددا من الرموز المنتمية لتنظيم الإخوان والمعروف عنها عداؤها لمصر، داعين أنصارهم للنزول والمشاركة فى التظاهرات.
مصر تقدم شكاوى ضد قطر 
أمام الانتهاكات التى تمارسها قطر فى حق الشعب المصرى ومساندتها للعمليات الإرهابية فى مصر قام عدد من المنظمات الحقوقية فى مصر وعدد من المحامين والناشطين المصريين بتقديم مذكرات ودعاوى قانونية موثقة بالأدلة والمستندات والأفلام المصورة، تؤكد دعم قطر للإرهاب، وتقديمها ملايين الدولارات للجماعات الإرهابية للقيام بعملياتها الإرهابية ضد الشعب المصرى وأبنائه من أفراد الجيش والشرطة، كما تقدموا باعترافات الإرهابيين المقبوض عليهم لتورطهم فى عمليات إرهابية فى مصر، لمجلس حقوق الإنسان فى جنيف فى دورتيه الـ39 والـ40، ووجدت هذه الدعاوى تجاوبا واهتماما من قيادات الأمم المتحدة.
كما قدم الوفد المصرى لمجلس حقوق الإنسان ما يؤكد تورط قطر فى قتل 1500 ضابط جيش وشرطة فى عمليات إرهابية فى سيناء مولتها قطر بشكل مباشر، وفق اعترافات الإرهابيين المتورطين فيها، وتسببت فى مقتل عشرات الأقباط فى تفجيرات الكنائس المصرية، ومئات المدنيين الأبرياء فى عمليات بالقاهرة والمحافظات، إضافة إلى العشرات الذين سقطوا فى مذبحة المسجد بمدينة بئر العبد بشمال سيناء، مشيرين إلى أن الوفد طلب تعويضات للضحايا والمصابين وتقديم إدانة مباشرة وواضحة وصريحة ضد المسئولين القطريين، وكادت مصر تحصل على هذه الإدانات لولا التدخل الإسرائيلى لإنقاذ قطر، حيث فوجئ بدفاع إسرائيل عنها، وتدخلها لمنع صدور قرار إدانة واضح وصريح ضدها.
تهديدات قطر للمملكة العربية السعودية
لم تكتف قطر بالتهديدات التى وجهتها لمصر وبدعم الجماعات الإرهابية فى سيناء للقيام بسلسلة عمليات ضد الجيش المصرى، بل إنها اتجهت إلى المملكة العربية السعودية وسعت لتجنيد شخصيات من بعض التنظيمات الإرهابية التى تدعمها الدوحة ماديا ولوجستيا لاغتيال شخصيات سعودية بارزة من العائلة المالكة، بعد أن شعرت قطر بأن هناك عملية تهميش لدورها فى العام الأخير والاعتماد على الرياض بشكل أساسى فى القضايا الإقليمية.
وأشارت التقارير إلى أن الدوحة تزايد حنقها تجاه الرياض منذ وصول الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، والذى وضع محاربة التنظيمات الإرهابية فى المنطقة وتجفيف منابع تمويل الإرهاب كأول أهدافه، فيما خص ترامب السعودية بأولى زياراته الخارجية وعقد بها قمة إسلامية لفتت أنظار العالم أجمع وشعرت الدوحة وقتها بأنها أصبحت المستهدف الأول من تلك التحالفات الدولية بعد أن أصبحت معروفة بدعمها للإرهاب.
وبحسب الصحف السعودية فقد بثت قناة الجزيرة القطرية رسائل إرهابية صريحة ومبطنة فى تسجيل استضافت فيه عناصر إرهابية وجهت تهديدات مباشرة للمملكة العربية السعودية، مجددة بذلك العداء تجاه المملكة وأشقائها، اعتمادا على ترويج الأكاذيب وتضليل الرأى العام، ولفتت الصحيفة إلى أن قطر تواصل سياسة انسلاخها من منظومة الجسد الخليجى والعربى عبر قناة الجزيرة.
وأظهرت قناة الجزيرة تسجيلا يتضمن تحريضا وتهديدا من قبل أحد قياديى ميليشيا الحشد الشعبى فى العراق «التى تديرها طهران والمدعومة قبل أيام بـ 500 مليون دولار من قطر»، أعلن فيه تواجد مقاتلى الحشد على الحدود العراقية السورية، متوعدا بتطهير المنطقة من تنظيم داعش وملاحقتهم فى كل مكان وصولا إلى الرياض، ووجه القيادى فى الحشد الشعبى أبو مهدى المهندس، تحية خاصة لميليشيا الحوثى فى اليمن.
حملة كاذبة على الإمارات
كما استدارت قطر «الإرهابية» للإمارات، وشنّت قناة الجزيرة حملة كاذبة زعمت فيها اختراق البريد الإلكترونى لسفير الإمارات بالولايات المتحدة الأمريكية، وحصولها على وثائق تدين الإمارات، حيث تأتى هذه الأكاذيب كعادة القيادة القطرية فى استهداف أمن واستقرار دول الخليج والدول العربية.
التهديدات القطرية المباشرة، قوبلت بمزيد من الفضائح وكشف المستور فى الدوحة، حيث أكدت مصادر من داخل بيت الحكم فى قطر لإحدى الصحف السعودية أن نظام الدوحة تورط فعليا فى تمويل أنشطة إرهابية بـ 64.2 مليار دولار (240.6 مليار ريال)، وذلك خلال الفترة من 2010 إلى 2015، وأن النظام القطرى سحب من المال العام مبلغ 7.6 مليار دولار لتمويل عمليات إرهابية فى 2010، كما قامت بسحب مبالغ أخرى وصلت لـ 10.4 مليار دولار فى 2011. وأوضحت المصادر وجود وثائق تؤكد تورط النظام القطرى برفع المبالغ المخصصة لدعم العمليات الإرهابية والعنف فى الفترة التى شهدت ذروة ما يعرف بـ«الربيع العربى»، وهو ما قفز بالمبلغ المخصص لأعمال العنف والإرهاب إلى 11.4 مليار دولار عام 2012، قبل أن يرتفع المبلغ فى العام التالى إلى 12.2 مليار دولار، إلى أن وصل فى 2014 إلى 12.6 مليار دولار، وهى الفترة التى شهدت ذروة الخلاف بين الرياض والدوحة، عندما قررت الحكومة السعودية سحب سفيرها من الدوحة.
نشاط قطرى لدعم الإرهاب فى أوربا
وصلت يد قطر «الإرهابية» إلى أوروبا التى أصبحت تستشعر خطر تمويل الدوحة للإخوان على أراضيها، بينما تكشف تسريبات أخرى عن رشاوى قدمها النظام القطرى لدبلوماسى قطرى لإجراء لقاءات مع مسئولين أمريكيين بينما ما زالت الأساليب القمعية يتبعها تنظيم الحمدين لمواجهة شعبه. وكشفت تحقيقات بريطانية عن تمويل قطرى عبر الأمير القطرى لأنشطة الإخوان فى هولندا، مشيرا إلى تقاعس السلطات فى أمستردام عن التجاوب مع تحذيرات الأجهزة الأمنية فى هولندا بشأن خطر الجماعة الإرهابية على الديمقراطية، بحسب ما كشف موقع «قطريليكس»، التابع للمعارضة القطرية، الذى أكد أيضا أن تحقيق أجراه رونالد ساندى المحلل السابق لدى الاستخبارات العسكرية الهولندية، كشف فيه أن الحكومة الهولندية لم يكن لديها أى رد فعل على دخول جماعة الإخوان والجماعات المتطرفة الأخرى الممولة خارجيا والمناهضة للاندماج إلى البلاد، منتقدا عدم الانتباه للأزمة الأمنية الكبيرة التى تواجهها البلاد ونقاط الضعف فى سياسة مكافحة التطرف هناك.
وأجرت المخابرات الهولندية (AIVD) عام 2010 تحقيقا بطلب من البرلمان بشأن جماعة الإخوان هناك، خلص إلى أن أنشطتهم على المدى الطويل تشكل خطرا على النظام القانونى الديمقراطى فى البلاد، بحسب «قطريليكس»، حيث كشف التحقيق أيضا أنه خلال الأعوام التالية لـ2008، بات واضحا تركيز استراتيجية الإخوان على المدن الكبيرة، وخاصة أمستردام وروتردام، إذ ركزت الجماعة على الهولنديين الذين اعتنقوا الإسلام والجيل الثالث من المسلمين الذين بالكاد يتحدثون العربية، وكانت المحاضرات والعظات تلقى باللغة الهولندية ويشارك بها محاضرون دوليون معروفون داخل الجماعة، مثل جمال البدى وحسين حلاوة، وكثيرا ما كانوا يلقون محاضراتهم بالإنجليزية.
وفى تسريبات جديدة كشفت أن الحكومة القطرية دفعت مبالغ طائلة عبر وسطاء من صربيا، فقط من أجل الوصول إلى مسئولين أمريكيين، ولقائهم، وقد دفعت الدوحة 350 ألف دولار لسفير صربى سابق للتوسط لها وتنسيق اجتماعات مع مسئولين أمريكيين من أجل التواصل مع الإدارة الأمريكية وحفظ العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية، وقد حصل هذا السفير السابق على 7 دفعات، كل دفعة بـ 50 ألف دولار، وكانت أول عملية فى 8 يناير 2019، أما الثانية فى 19 فبراير، بينما كانت العملية الثالثة فى 5 مارس، والرابعة فى 2 أبريل، الخامسة فى 3 مايو، والسادسة فى 11 يونيو، والسابعة فى 2 يوليو 2019
الاقتصاد القطرى فى أزمة 
رغم تعرض الاقتصاد القطرى لأزمة طاحنة فإن تميم يصر على مواصلة دعم الإرهاب بالمال والسلاح، مع تردى الأوضاع التى يعيشها الشعب القطرى، وهو ما أكد عليه تقرير لقناة مباشر قطر، التى أشارت إلى أن الاقتصاد القطرى يعانى من خسائر فادحة، نتيجة سياسات النظام الحاكم التى تولى اهتماما واسعا لدعم الإرهاب، وشراء الذمم ودفع الرشاوى، حتى بلغ الوضع الاقتصادى مرحلة متردية للغاية، وفقا لما تؤكده الأرقام القطرية، والتصنيفات والتقارير الاقتصادية العالمية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق