سفينة الصحراء تتحدى التغيرات المناخية.. خطة لتنمية الإبل فى الصحارى المصرية لتوفير اللحوم والألبان

الأحد، 15 سبتمبر 2019 04:00 ص
سفينة الصحراء تتحدى التغيرات المناخية.. خطة لتنمية الإبل فى الصحارى المصرية لتوفير اللحوم والألبان
كتب ــ محمد أبو النور

تراجعت تربية وأعداد الإبل فى مصر، خلال السنوات الأخيرة، لأكثر من سببٍ، كان أهمها تناقص معدلات هطول الأمطار، على الصحارى المصرية، إلى جانب استيراد الإبل من السودان الشقيق، فى خطوة لوقف حدة ارتفاع أسعار اللحوم، وهذه الأسباب وغيرها، كانت كفيلة، أن تجبر الكثيرين، على الإقلاع عن تربية الإبل، فى صحارى مطروح والوادى الجديد، وقرب حلايب وشلاتين، إلى جانب ماتمر به سيناء شمالاً وجنوباً من مشاكل، تركت آثارها السلبية على تربية الإبل.

 

fgbbbnnnnnn
تربية الإبل فى الصحارى المصرية

 

أعداد الإبل وأماكنها فى مصر

فى محاولة البحث عن الأرقام والإحصائيات، كان الدكتور محمد الريس، أستاذ الإنتاج الحيواني بـمركز بحوث الصحراء، قد لخص فى تصريحات صحفية، هذه التوزيعة، عندما قال: إن مناطق مثلث حلايب وشلاتين وأبو رماد وسيناء والصحراء الغربية، تعتبر أكثر الأماكن إنتاجاً للجمال في مصر، لكنها أصبحت الآن تعاني الكثير من المشكلات، وأكد "الريس" أن مصر تعاني عجزاً بنسبة 50%، في إنتاج اللحوم الحمراء، كما أصبحت تعاني من تناقص أعداد الجمال بصورة رهيبة، وصلت إلى نصف أعدادها تقريباً خلال 10 سنوات فقط، فقد كان لدينا ثروة ضئيلة من الإبل، تقدر بحوالى 300 ألف رأس قبل عام 2010، والآن ليس لدينا سوى 150 ألف رأس فقط، لأسباب غير معلومة، قد تكون تراجع الإقبال على اللحم الجملي، وارتفاع ثمن الأعلاف اللازمة للتربية، أو لسهولة استيرادها من الخارج بدلا من تربيتها محلياً، حيث يتم استيرادها بكميات كبيرة سنوياً من السودان والصومال، وتظل في الحجر الصحي عدة أسابيع، ثم يتم ذبحها باعتبارها جمال مستوردة، وعن أسعار الإبل، بسوق الجمال في مدينة شلاتين، قال الدكتور الريس إنها زادت تأثراً بتحرير سعر الصرف، وليس لأي أسباب أخرى، حيث يبلغ سعر الناقة وابنها ما بين 15 إلى 18 ألف جنيه، والجمل الصغير في حدود 8 آلاف، وترتفع قليلاً في سوق برقاش بالجيزة، ويتابع الدكتور الريس :"الإبل من مصادر البروتين الآمنة والرخيصة نسبياً في نفس الوقت، ولابد من أن يتغير سلوك المستهلكين أنفسهم للاتجاه إليها كبديل للحوم الأخرى، التي وصلت لأسعار باهظة، وهو ما سيؤدي لتخفيف الضغط على اللحوم الأخرى، وبالتالي قد تنخفض أسعارها، كما سيحيي تجارة تتعرض الآن للزوال".

fggggggg
تناقص أعداد الإبل

 

تضارب فى أرقام أعداد الإبل

فى ندوة عام 2016، تحت عنوان "التقنيات المبتكرة فى إنتاج الإبل"، قال الدكتور رأفت خضر، رئيس شعبة الإنتاج الحيوانى بمركز بحوث الصحراء، أنه وفقاً لآخر تقرير للفاو عام 2014، فقد بلغ تعداد الإبل فى مصر 153 ألف رأس، فى حين عرض الجهار المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، على الدكتور عصام فايد، وزير الزراعة واستصلاح الأراضى الأسبق، تقريراً يفيد أن عددها بلغ 180 ألف رأس، أى ما يقدر بحوالى 0.63% من إجمالى الإبل فى العالم، وأضاف الدكتور رأفت خضر وقتها، أن الإبل، تتأقلم مع التغييرات المناخية، وبذلك يمكن استخدامها كأداة للتنمية المستدامة، لاسيما أن ألبانها ولحومها تحتوى على فيتامين C، وتساءل حينها لماذا لا نتقدم فى هذا القطاع مثل الإمارات؟

التحسين الوراثى للإبل

ومن جانبه قال الدكتور جمال عاشور، رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية لعلوم الإبل، إن التحسين الوراثى يلزمه معرفة الفحول المتميزة، ويمكن التغلب على هذه الصعوبات من خلال التقنيات الحديثة فى الوراثة، وأشار إلى أن كمية إنتاج اللبن خلال مدة الإنتاج، التى تقدر بفترة من 8-18 شهراَ بحوالى 1000-2000 كجم، ويقدر المتوسط اليومى لإنتاج اللبن بحوالى من 3-10 كجم، وقد تزداد هذه الكمية إلى 20 كجم فى اليوم فى حالة تحسين ظروف المعيشة.

gghhnnmmmmm
الإبل فى سوق برقاش

 

دور الإبل في تنمية الثروة الحيوانية

وعلى الجانب الآخر، افتتح الدكتور عبد الله زغلول، نائب رئيس مركز بحوث الصحراء، للمشروعات والمحطات البحثية، ندوه علمية اليوم، تحت عنوان "دور الإبل في تنمية الثروة الحيوانية في مصر"، والذي تنظمه الجمعية المصرية لعلوم الإبل، بالتعاون مع شعبة الإنتاج الحيواني والدواجن، بمركز بحوث الصحراء، وبحضور الدكتور سيد خليفة، نقيب الزراعيين، وقال الدكتور نعيم مصيلحي، رئيس مركز بحوث الصحراء:إن خطة المركز تتماشى مع سياسة وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، في تطوير ومضاعفة ناتج الثروة الحيوانية من الإبل، فى مصر، للمساهمة فى سد العجز من إنتاج اللحوم والألبان، خاصة أن هناك العديد من القرى والنجوع، التى تعتمد على الإبل، ومن بينها سكان المناطق الصحراوية، ومن جانبه أشاد الدكتور عبد الله زغلول، نائب رئيس مركز بحوث الصحراء، للمشروعات والمحطات البحثية ــ في كلمته خلال افتتاح الندوة ــ بدعم وزير الزراعة الدائم، لجميع أنشطة المركز، ودوره الرائد في تنمية المناطق الصحراوية، وأوضح أن المركز يولى الاهتمام بالإبل منذ نشأته وحتى الآن، داعماً جميع الأنشطة العلمية والبحثية، التى تُجرى على هذا الحيوان، ولأنشطة الجمعية المصرية لعلوم الإبل، حيث تلعب الإبل دوراً هاماً في المنظومة الصحراوية، وتمثل أحد المحاور الهامة فى تنمية المناطق الصحراوية.

مركز-بحوث-الصحراء-ينظم-ندوة-عن-النهوض-بتربية-الإبل
ندوة تنمية إنتاج الإبل بمركز بحوث الصحراء

 

البيئات الصحراوية

 وشدد "زعلول"، علي أهمية دور النهوض بالثروة المصرية من الإبل، خاصة في البيئات الصحراوية، لما تتميز به من ملائمتها للمناخ الصحراوي، وتحملها للجفاف، فضلاً عن أهميتها، في توفير اللحوم اللازمة، لتغطية الفجوة الغذائية، من البروتين الحيواني، وتغطية احتياجات المناطق الصحراوية، من مختلف أنواع اللحوم والألبان، والقيمة المضافة من أوبار الإبل في الصناعات النسيجية، اللازمة للمناطق البدوية الصحراوية، ولفت الدكتور عبد الله زغلول، إلي دور الخبراء المشاركين في الندوة، لوضع خطة للتغلب على المعوقات، التي تواجه حماية الإنتاج الحيواني بالمناطق الصحراوية، وخاصة تربية الأبل والنهوض بها صحياً وبيطرياً، وتوفير مستلزمات الإنتاج الحيواني، من خلال علائق وأعلاف تلائم البيئة الصحراوية، والاستفادة من مخلفات المحاصيل، في توفير علائق غير تقليدية لتربية الإبل، وأشار الدكتور زغلول، إلى أهمية حل جميع المعوقات، التي تقف فى وجهة تنمية تلك الثروة، خاصة أن العديد من الآراء العلمية والدولية، استقرت على أن الإبل هى حيوان المستقبل، والذي يتميز بقدرته علي التأقلم مع التغيرات المناخية، ومن جانبه ذكر الدكتور رأفت خضر، رئيس شعبة الإنتاج الحيواني والدواجن، بمركز بحوث الصحراء، أن الندوة تتناول العديد من حلقات النقاش، حول سبل تنمية إنتاج الإبل فى مصر، وأهم التحديات والحلول المقترحة، لتطوير منظومة الإنتاج الحيواني في مصر.

ندوة-الإبل-بمركز-بحوث-الصحراء
ندوة الاهتمام بتربية الإبل بمركز بحوث الصحراء

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق