اغتنموه
السبت، 19 مايو 2018 03:15 م
ها قد هل شهر الخير والطاعات ومضاعفة الحسنات ، وفق الله الجميع للصيام والقيام والمسارعة في عمل الخيرات فإن الله يحب المحسنين .
وها نحن نقاتل حتي نخرج من رمضان بغير القلب الذي دخلناه به ، فرمضان شهر يغشانا الله فيه برحماته وغفرانه ، ويحط الخطايا ويستجيب الدعاء ، ويباهي بنا ملائكته، فلنُريَ الله من أنفسنا خيرا، ولنبدأ في ترويض أنفسنا وأخلاقنا، فإن الشقي من حُرم فيه من رحمة الله .
لست بداعية أو شيخة ولكني عبدة من عباد الله لي حق التدبر والظن بربي ، وفي شهر العبادة أجدني أذهب بقلبي وعقلي للتفكر في حكم الله ، وإنها لحكمة إلهية أن يجعل شهرا واحدا في العام مميزا عن باقي الشهور ، كأنه طريقا مضيئا وسط الظلام ، وكأنه نداء للساهين كي يستفيقوا ، وفرصة سنوية للعودة إلى الله.
ولحكمة ما جعل الله في هذا الشهر ليلة ليست كأي ليلة ، وهي في ثواب عبادتها خير من ألف شهر !
في اعتقادي وظني وثقتي بربي أن الحكمة تكمن في حب الله لعباده ورغبته في توبتهم وعودتهم ، فقد اختصر لهم طريق التوبة وأشار لهم على السبيل الأقصر.
ما أرحمك يا الله بعبادك حتى العاصين ، فقد منحتنا فرصة لمغفرة جميع الذوب والخطايا ، بمجرد إدراكنا لليلة واحدة من ٣٦٥ ليلة ، وعلمتنا موعدها ، فمن اجتهد في العشر الأواخر من الشهر لا بد له من إداراكها، والاستفادة بثوابها ، فما أسهل الوسيلة وأقرب الطريق ، وما أرحم الله الذي قال إن رحمتي سبقت غضبي .
عندما أتدبر كلام الله أدرك بكل جوارحي أنه بالطبع رحيم ، فجميع سور القرآن الكريم تبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم ولا تبدأ مثلا بالمنتقم الجبار ، ثقتي في الله أنه المحب لعباده الراغب في توبتهم ، فهو خلقهم وهو أرحم بهم من أمهاتهم وآبائهم ، وكيف لا ؟ وهو الذي نفخ فينا جميعا من روحه ، وقد قال في حديثه القدسي إذا تقرب العبد إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً، وإذا تقرب إلي ذراعاً تقربت إليه باعاً، وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة ، فهل بعد هذا الحب حب؟ وهل بعد هذه الرحمة رحمة ؟ هذا ظني برب العالمين أي رب البشر أجمعين .
مُبارٓكٌ علٓيْكُمْ شّٓهرُ رٓمٓضٓان فاغتنموه .