الإفتاء توصي باستراتيجية شاملة لمواجهة "الإسلاموفوبيا"

الأربعاء، 23 ديسمبر 2015 12:33 م
الإفتاء توصي باستراتيجية شاملة لمواجهة "الإسلاموفوبيا"
مرصد دار الإفتاء لـ"الإسلاموفوبيا"

أصدر مرصد دار الإفتاء لـ"الإسلاموفوبيا" تقريره الأول بعنوان "الإسلاموفوبيا.. مستويات الفكر وممارسات الواقع"، والذي يتناول المستويات المتعددة لظاهرة الخوف المرضي من الإسلام في الغرب، ومراحل تطورها وصولا إلى خلق بيئة ثقافية مناهضة للإسلام والمسلمين.

وأوضح المرصد في تقريره أن مستويات ظاهرة الإسلاموفوبيا متداخلة، وأن التعامل معها يحتاج إلى نظرة كلية شاملة بعيدًا عن النهج الدفاعى أو الاعتذاري، كما يتطلب صياغة استراتيجيات شاملة ترسخ لقواعد عامة في التعامل مع الظاهرة، وتحدد الأدوار والفاعلين الرئيسيين في مختلف مناطق الظاهرة، وصولا إلى التعاون والتكامل في الأدوار والأهداف بين كافة المهتمين والمتعاملين مع الظاهرة في الدول الغربية والعالم الإسلامي.

وأكد المرصد أن الظاهرة زادت حدتها فى الآونة الأخيرة بعد سلسلة من جرائم تنظيم "داعش" الإرهابي في العديد من بلدان العالم، موضحًا أن بعض الأصوات المتطرفة فى أوروبا والولايات المتحدة قد استغلت هذه الجرائم فى تأييد دعايتها وتحريضها ضد الإسلام والمسلمين.

وأوضح المرصد أن "الإسلاموفوبيا خوف مرضي غير عقلاني من الإسلام والمسلمين" وله ثلاثة مستويات، الأول فكري، يتعلق بالمفاهيم والتصورات حيث يتم النظر للإسلام والمسلمين على أنهم " استثناء" من المجتمعات وربما العالم وأنه "استثناء خطر" على المجتمعات وربما العالم.

ولفت إلى أن هذه المفاهيم والتصورات تركز على إبراز التفسيرات المتطرفة والعنيفة لنصوص القرآن الكريم والسنة النبوية لتبرير اعتبار الإسلام والمسلمين خطر على المجتمعات فى أوروبا والولايات المتحدة، مع إغفال كافة التفسيرات الأخرى، وهذا المستوى يقوم على تطويره بعض الدارسين والباحثين في الدراسات الاستشراقية في الجامعات الأوروبية والأمريكية الذين – بحكم تكوينهم الدراسي – تشربوا أعمال بعض المستشرقين غير المنصفين في نظرتهم للقرآن الكريم والسنة النبوية.

وأشار المرصد أن المستوى الثانى من الإسلاموفوبيا يتعلق بتشويه المسلمين وشيطنتهم والتحريض عليهم، ويقوم على هذه الخطوة مؤسسات عديدة من مراكز الأبحاث والإعلام التى تحدد بؤرة تركيز المواطن الغربى فيما يتعلق بنظرته للإسلام
.
وتابع "فما أن تحدث جريمة ما أحد مرتكبيها ذى أصول عربية أو مسلمة حتى يتم التركيز على هويته فتجد عنوان يقول " مسلم يقتل...." في حين أنه لايشار لديانة مرتكبى جرائم أخرى عديدة، من جهة أخرى لا يُذكر دين أي مُبتكر أو مخترع ينتمي إلى الإسلام إذا ماظهر فى وسائل الإعلام، فيتم بذلك الربط بين الجريمة والإسلام ليتجذر فى ظن المتلقى هذا الارتباط ومن ثم يسهل التحريض ضد الاسلام والمسلمين تمهيدًا لقبول الإجراءات الأمنية ضد المسلمين كطائفة تنتقص من حقوقهم.

وأشار مرصد الإفتاء أن المستوى الثالث للإسلاموفوبيا يتمثل فى الانتهاكات الفردية والقيود والممارسات الإدارية والقوانين التى تستهدف حقوق المسلمين وحرياتهم فى المجتمعات الغربية التى يعيشون فيها كحظر الحجاب فى المدارس العامة الفرنسية، وحظر بناء منارات المساجد فى سويسرا بناء على استفتاء.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة