د. محمد نبيل غنايم.. أستاذ الشريعة بجامعة القاهرة لـ«صوت الأمة»المرأة قادمة إلى مجمع البحوث الإسلامية (حوار)

الثلاثاء، 25 يوليو 2017 10:00 ص
د. محمد نبيل غنايم.. أستاذ الشريعة بجامعة القاهرة لـ«صوت الأمة»المرأة قادمة إلى مجمع البحوث الإسلامية (حوار)
دكتور محمد نبيل غنايم
سحر حسن تصوير - أشرف فوزى

دكتور محمد نبيل غنايم، أستاذ الشريعة، بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، آراؤه الفقهية الوسطية، قد تفجر قنبلة من العيار الثقيل، حيث لا يرضى عنها العلمانيون ولا المتطرفون فى الدين، لتظل القضايا الفقهية محل شد وجذب بين الطرفين، ومن أبرزها أن «فصل البنات عن البنين» فى جامعة الأزهر إعمالا للسنة النبوية، وحفاظا على مكانة المرأة، وأن الفن حلال بشروط وضوابط، وأن «زواج المسلسلات» يجوز شرعا، لتوافر شروط العقد الصحيح من إيجاب وقبول، وجواز الاستماع لأغانى أم كلثوم «بنية الحلال» علاوة على موقفه المشجع لمشاركة المرأة للرجال فى عضوية مجمع البحوث الإسلامية، وغيرها من الآراء الفقهية.
 
إلى نص الحوار..

■ ما تقييمك للهجمة الشرسة على الأزهر، والإمام الأكبر أحمد الطيب، وما الهدف منها؟

- الهجمة على الأزهر، وفضيلة الدكتور أحمد الطيب، والمناهج الأزهرية مقصودة، لأن نجاح الأزهر على مدى أكثر من ألف عام، يغرى بالحقد والحسد لأنه عمل على الحفاظ على الإسلام، وعلى وسطية التشريع الإسلامى، وحسن التعامل مع غير المسلمين سواء داخل مصر أو خارجها، موضحا ما قام به شيخ الأزهر من جولاته فى شرق آسيا وجنوبها، وما نظمه الأزهر من مؤتمرات عن الحريات الأربع والمواطنة، وبيت العيلة والتعايش السلمى، والفكر المتطرف ومجلس حكماء المسلمين، والحوارات التى تم عقدها بين مستشاريه، وبابا الفاتيكان، والبابا تواضروس وغيرهما من القيادات الدينية غير المسلمة، دليل على التواصل الطيب بين الإمام، وغيره من القيادات ما أغرى الآخرين ممن يواجهون الأديان، ويرفضون الدين كالشيوعية، أو العلمانيه، أو الإلحادية على الهجوم على الأزهر، وفضيلة الأمام الأكبر شيخ الأزهر.

■ بيت العيلة لم يقم بدوره فى احتضان الخلافات الثأرية بين المسلمين والمسيحيين فى صعيد مصر.. فما تعليقك على ذلك؟

- المجتمع المصرى الآن نسيج واحد، ومترابط ومتعاون على كل المستويات، اللهم إلا بعض المتعاونين مع الإرهاب، هم من يختلقون هذه الأزمات الطائفية، مؤكدا أن بيت العيلة قام بدوره فعلا فى الإصلاح بين كثير من العائلات، التى بينها ثأر، وكذلك تهدئة التوترات القائمة، بسبب خلافات ليس لها علاقة بالأديان، ولكن الحاقدين على الأزهر لا يرون المحاسن التى تمت من خلال بيت العيلة، وينظرون إلى حالات فردية من بين كل الحالات الطيبة التى يتم التصالح فيها.

■ البعض ممن هاجموا شيخ الأزهر استندوا إلى استياء الرئيس من الأداء فى عدم تجديد الخطاب الدينى؟
 
- القيادة السياسية، وعلى رأسها رئيس الجمهورية، راضية كل الرضا عن فضيلة الشيخ الطيب، ومن ثم مصاحبته فى القمة العربية الأمريكية، وافتتاح مركز الاعتدال الفكرى، وإلقاء شيخ الأزهر كلمة عن وسطية الإسلام وبراءته من الحروب الإرهابية، كما أن كلام رئيس الجمهورية كان من باب الابتسام، والمداعبة، وليس من باب المؤاخذة والعتاب، مشيرا إلى أن بعض الإعلاميين استغلوها بشكل خاطئ، ولم يتفهموا أن الرئيس يطمح فى المزيد الذى يتطلب تنقية التراث كله، وهو عبء كبير، حيث يتطلب تغيير الفكر الذى تربينا عليه، ومن الصعب تغييره فى يوم وليلة، ولذلك فالرئيس ليس غاضبا من شيخ الأزهر، ولكنه يأمل فى الأفضل، وقال: إنه من خلال رؤية شيخ الأزهر، تمت إقامة مرصدين للأزهر، ودار الإفتاء لتلقى كل التساؤلات، والشبهات من جميع أنحاء العالم للرد عليها بشكل علمى متخصص، بالإضافة إلى إنشاء فضيلته للجنة علماء الشريعة، التى تضم أكثر من 20 عضوا من كبار المتخصصين فى الفقه الإسلامى، حيث عرض علينا فضيلته فى الاجتماع الأول أكثر من 30 قضية فقهية عن الأمور الساخنة على الساحة، مثل تهنئة غير المسلمين فى الأعياد ومشاركتهم فى المناسبات، وكذلك قضايا الختان والإرهاب وحقوق المرأة، بالإضافة إلى فقه التوظيف الإسلامى، والضرائب، فهل يجوز لولى الأمر فرض ضرائب على الأغنياء تتسع لحاجات المجتمع ومصالحه؟ ووصلنا لقرار فى هذا الشأن وهو جمع الدولة لأموال الزكاة من مواردها، بالإضافة إلى أنه من حق ولى الأمر أن يفرض فى أموال الأغنياء ما يتسع لحاجة المجتمع كله، ومن ثم، تمت إقامة معارض المواد الغذائية للقضاء على حرب الأسعار، وكذلك النهوض بالصحة والتعليم والنقل وخلافه لصالح المواطن الفقير.
 
bbbbbbbbbbb
 

■ ما تعليقك على اتهام بعض الدعاة لمؤتمرات الأزهر بأنها شكلية ولا تترك بصمة على السلوك العام للمجتمع؟

- من يدعون هذه الأقاويل ليسوا دعاة، وإنما مأجورون، لتشويه صورة الأزهر، فإذا كانت هذه المؤتمرات شكلية، ما جاء بابا الفاتيكان لزيارة مصر، بالرغم من بعض المحاولات لترهيبه من الزيارة، ولكنه صمم على زيارة مصر ليؤكد إلى مسيحيى العالم أن مصر آمنة، ومن ثم ذهب إلى ساحة الأزهر وعقد مؤتمره، وإذا لم تكن هذه المؤتمرات صحيحة، فكيف ذهب شيخ الأزهر بدعوة من أوروبا لإلقاء محاضرات هناك! ما يؤكد أن هؤلاء المغرضون الجاحدون يطلقون هذه الأقاويل للانتقاص من قيمة الأزهر، ومكانته لنشر فكرهم العلمانى على السطح.

■ لماذا يتهم الأزهر بأنه لا يحتضن إلا أولاده فقط فى المؤتمرات، والملتقيات الفكرية ما يجعل غير الأزهريين فى حالة عزلة عن أكبر مؤسسة دينية؟

- هذا الكلام غير صحيح، بدليل اختيارى من الأزهر عضوا فى لجنة علماء الشريعة المنبثقة من هيئة كبار العلماء، وهى أكبر اللجان الشرعية على مستوى الجمهورية، رغم أنى لست من الأزهريين، ولكن الاختيار يتم على معايير التخصص، أما هؤلاء الدعاة فقد يكون كلا منهم يجيد الحديث من خلال الفضائيات، ويملك ملكة الحوار والتفاعل مع الناس ما جعله يحقق شهرة جماهيرية ولكنه غير أكاديمى وغير متخصص، فلا يتناسب مع معايير الاختيار التى يحددها الأزهر، وبالتالى لا تتم الاستعانة بهؤلاء الدعاة فى مؤتمرات الأزهر التى تقام فيها معايير الاختيار على أسس علمية، كما أن مجلس حكماء المسلمين يضم عددا كبيرا من غير أبناء الأزهر.
 
dd

■ لماذا يترك الأزهر الساحة الفقهية لغير المتخصصين من الدعاة للانتشار فى القنوات الفضائية ما يؤدى إلى نشر الأفكار المتطرفة؟
 
- الأزهر لا يملك منع هؤلاء الدعاة من الظهور على الفضائيات، لأن هذه القنوات صرح لها من خلال مؤسسات الدولة، بالبث الفضائى، وهى قنوات تجارية لا سلطان لنا عليها، ولكن وزير الأوقاف قام مؤخرا، باستبعاد بعضهم من الصعود على منابر الجمعة، لتطرفهم الفكرى فى بعض العقائد غير الإسلامية، وتحويلهم إلى وظائف إدارية بعيدا عن العمل الدعوى.

■ هل الصراعات الداخلية بين شيخ الأزهر ووزير الأوقاف ساعدت على الفرقة داخل المؤسسة الدينية؟

- لا توجد صراعات بين شيخ الأزهر ووزير الأوقاف، وما يثار عن ذلك شائعات مغرضة، للزج بالمؤسسات الدينية فى الصراعات الدنيوية، وأعلم جيدا أن علاقة الدكتور أحمد الطيب بوزير الأوقاف د. مختار جمعة جيدة جدا، وأن الجهتين مكملتين لبعضهما لأنهما مؤسسة واحدة بالفعل، والأوقاف تنادى بتحقيق فكر الأزهر.

■ ماذا عن موقف الأزهر المتشدد من المرأة، ومنه فصل البنات عن البنين فى الجامعة؟

- الفصل بين البنات والبنين فى الجامعة إعمالا للسنة النبوية، وحفاظا على مكانة المرأة والحفاظ عليها وليس لقهرها، أو لإذلالها، وأضاف نعانى فى كثير من الجامعات غير الأزهرية من مظاهر غير لائقة لا ترضى عنها المؤسسة الأزهريه أبدا، ولذلك فالفصل بين البنات والبنين، ساعد على عدم ظهور حالة واحدة للزواج العرفى، الذى انتشر بين الطلبة فى العديد من الكليات المشتركة، ومن ثم لم نسمع أبدا عن المضايقات التى تعانى منها المرأة فى العديد من الأماكن ومنها المترو ووسائل المواصلات الأخرى.

■ لماذا يفرض الحجاب فى كليات الأزهر؟

- لا يوجد فرض للحجاب على البنات فى أى كلية، بل إننا نرفض ارتداء النقاب ولكن كل جامعة لها لائحتها الداخلية التى تنظمها بما يتراءى لها.

■ ما تقييمك لعدم انضمام امرأة واحدة فى مجمع البحوث الإسلامية الذى يتكون من أربعين عضوا من كبار العلماء؟

- المرأة قادمة بإذن الله، ولكن بخطوات متأنية، وقريبا جدا سيضم مجمع البحوث الإسلامية المرأة ضمن عضويته، وقد يكون تأخر دخول المرأة فى عضوية المجمع، بسبب عدم تزكيتها من الأعضاء الأفاضل، ولكنى أعلم أن فضيلة الأمام الأكبر يسعى إلى دخولها وتزكيتها ضمن الأعضاء.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق