غطرسة تركيا تصل ألمانيا.. أردوغان يناطح ميركل: «ممارسات نازية».. برلين تستدعي السفير وتوقف صفقات الأسلحة.. واسطنبول تتراجع: «أخبار زائفة»

الجمعة، 21 يوليو 2017 03:36 م
غطرسة تركيا تصل ألمانيا.. أردوغان يناطح ميركل: «ممارسات نازية».. برلين تستدعي السفير وتوقف صفقات الأسلحة.. واسطنبول تتراجع: «أخبار زائفة»
ممارسات نازية
كتبت ريهام عبد الله ووكالات

تشهد العلاقات الثنائية بين تركيا وألمانيا، حالة من التوتر الشديد على المستويات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية، بل والعسكرية، بعد تبادل الاتهامات والتصريحات بين الجانبين، لتنبئ عن تصعيد جديد في العلاقات المشتركة بين الجانبين خلال الأيام القليلة المقبلة.

 
انجيلا
 

 

الأزمة لها جذور في فترات ماضية، لكن زادت وتيرتها في مارس الماضي، حينما وجه الرئيس التركي رجب طيب أردوجان رسالة لميركل، المستشارة الألمانية، خلال تصريح تلفزيوني، إذ اتهمها باللجوء إلى «ممارسات نازية» قائلا: «أنت تقومين الآن بممارسات نازيّة ضدّ من؟ ضدّ إخواني المواطنين الأتراك في المانيا وإخواني الوزراء».

 

وهو ما دعا وزير الخارجية الألماني سيغمار غابرييلا للرد، إذ أبلغ  نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، أن أردوغان تجاوز الحدود باتهامه ميركل شخصيًا بممارسات نازية.

سيغمار غابرييلا  وزير الخارجية الألمانى
 

ليست البداية.. اعتقال ناشط حقوقي ألماني في اسطنبول

الأسبوع الماضي.. تجددت مرة أخرى الأزمة على خلفية احتجاز السلطات التركية لناشط حقوقي ألماني، ورفضت إطلاق سراحه؛ ما دعا ألمانيا إلى التهديد بالتوقف عن دعم الاستثمارات وفرض حزمة من الإجراءات المضادة لتركيا، إذ قضت محكمة في اسطنبول الثلاثاء الماضي بحبس ستة من نشطاء حقوق الإنسان، من بينهم الناشط الحقوقي الألماني بيتر شتويتنر، ومديرة فرع منظمة العفو الدولية في تركيا، احتياطيا على ذمة المحاكمة، على خلفية اتهامهم بالانتماء والعضوية بمنظمة إرهابية.


برلين تتحرك.. وتستدعي السفير التركي

الأربعاء الماضي.. جاء التحرك الأول من قبل وزارة الخارجية الألمانية، إذ استدعت السفير التركي لديها للاحتجاج على اعتقال ستة من نشطاء حقوق الإنسان في تركيا من بينهم ألماني، ووصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية مارتن شايفر، احتجاز تركيا للنشطاء للاشتباه بانضمامهم إلى تنظيم إرهابي، بأنه «سخيف».


اسطنبول تُصعّد: «ازدواجية غير مقبولة»

أمس الخميس.. اتهم وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، ألمانيا، في تصريح له، بإيواء إرهابيين ردًا على استدعاء السفير التركي لدى برلين على خلفية اعتقال الناشط الألماني.

وقال تشاووش أوغلو على تويتر: «كبلد يوفر المأوى لإرهابيي حزب العمال الكردستاني ومنظمة فتح الله جولن الإرهابية فإن تصريحات ألمانيا لا تعبر إلا عن ازدواجية معايير وهي غير مقبولة».

وزير الخارجية التركى مولود تشاووش أوغلو
 

مساء ذات اليوم، الخميس.. أبلغت ألمانيا مواطنيها، بتوخي الحذر عند السفر إلى تركيا، وهددت باتخاذ إجراءات قد تعيق الاستثمارات الألمانية في تركيا في مؤشر على ازدياد غضبها من أنقرة بسبب اعتقال النشطاء.


ألمانيا تُصعّد عسكريًا

اليوم الجمعة.. قررت الحكومة الألمانية تعليق تسليم أسلحة كان مقرر تسلميها للحكومة التركية، بعد احتدام الخلاف فيما بينهما، بحسب ما أوردته صحيفة بيلد الألمانية.

ولكن رئيس مكتب المستشارة ميركل، برت ألتماير، رفض تأكيد أو نفي هذه المعلومات لكنه لم يستبعد اتخاذ إجراءات جديدة للرد بحق تركيا غداة تلويح برلين بفرض عقوبات اقتصادية على أنقرة.


تركيا تبروز قوائم الإرهاب بـ 68 شركة ألمانية.. وفتح الله جولن «كلمة السر»

العودة مجددًا إلى أمس الخميس، حيث كشفت الغرف التجارية الألمانية في بيان لها، عن صعوبة عمل الاستثمارات الألمانية في تركيا.

وقال المفوض المسؤول عن التجارة الخارجية لاتحاد الغرف التجارية الألمانية فولكر ترير، في تصريحات لوكالات الأنباء، أن الشركات الألمانية ترى أن الوضع في تركيا بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو، أصبح غير واضح تمامًا، مؤكدًا أن تلك التطورات الحالية تزيد من حالة عدم الثقة بين البلدين.

وفي هذا الصدد، قال «ترير»، إن مجرد التفكير في عمل استثمارات جديدة في تركيا أصبح شيئًا صعب للغاية.

بيان الغرف التجارية الألمانية، جاء بعد الإعلان عن أن تركيا وضعت 68 شركة ومؤسسة ألمانية على قائمة الإرهاب، وفقا لما أكدت صحيفة «دي تسايت» الألمانية، أمس، إذ اتهمتها تركيا بإقامة علاقات مع حركة فتح الله جولن الذي تعتبره تركيا المسئول الرئيسي عن محاولة الانقلاب الفاشلة قبل عام.

وأوضحت الصحيفة أن القائمة تضم شركات من بينها شركة دايملر العملاقة لصناعة السيارات وشركة باسف للصناعات الكيماوية وكذلك مطعما للوجبات السريعة ومطعما للشاورمة بولاية شمال الراين فيستفاليا.

 

وجه الشبه بين أوضاع تركيا وألمانيا الشرقية 

 

وزير المالية الألمانى فولفجانج شيوبله
 

استمرارًا لتراشق التصريحات، صرح وزير المالية الألماني فولفجانج شيوبله، اليوم الجمعة، أن الأوضاع الحالية في تركيا باتت تذكره بما كانت الأمور عليه في ألمانيا الشرقية.

وقال في تصريح، نقلته شبكة «إيه بي سي» الأمريكية: «تذكرني تركيا بما كانت عليه الأوضاع في ألمانيا الشرقية، كان من الواضح لأي شخص يسافر هناك أنه إذا حدث له ضرر ما فلن يستطيع أحد مساعدته».

وأوضح شيوبله أن تركيا باتت تحتجز الأشخاص تعسفيا، كما أنها فشلت في الالتزام بأدنى المعايير القنصلية، مشددًا على أنه في حالة عدم توقف تركيا عن ممارسة «الحيل» فإن بلاده ستضطر إلى تحذير مواطنيها من أن سفرهم إلى تركيا سيكون على مسئوليتهم الشخصية.

 

تركيا تتراجع.. وتحاول تهدئة الأمور

نهاد زيبكجى وزير الاقتصاد التركى
 

في محاولات للتهدئة، أكد نهاد زيبكجي، وزير الاقتصاد التركي، إن الاستثمارات الألمانية في بلاده تضمنها الحكومة والقانون بشكل كامل، نافيًا تقارير صحفية تم نشرها بأن أنقرت قدمت لبرلين قائمة بشركات تستهدفها للاشتباه في علاقتها بالمحاولة الانقلابية الفاشلة قبل عام.

وسعى زيبكجي، فى مقابلة صحفية، إلى تهدئة التوترات المتصاعدة بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي، قائلا «إن الأزمة مع ألمانيا مؤقتة وإن على كلا الطرفين تجنب التصريحات التي قد تتسبب في أضرار اقتصادية طويلة الأمد».

وقال زيبكجي، خلال المقابلة التي جرت معه في أنقرة مساء أمس الخميس: «الزعم بأن السلطات التركية أعطت ألمانيا أسماء شركات ألمانية مرتبطة بكولن غير صحيح.. هذا خبر زائف».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق