طارق شوقي: الثانوية قتلت التعليم والتنسيق يجعل الطلبة كقطع الشطرنج.. أولياء الأمور يتظاهرون 24 ساعة يوميًا.. وزيادة الرواتب تحتاج موازنة ضخمة

السبت، 08 يوليو 2017 12:30 م
طارق شوقي: الثانوية قتلت التعليم والتنسيق يجعل الطلبة كقطع الشطرنج.. أولياء الأمور يتظاهرون 24 ساعة يوميًا.. وزيادة الرواتب تحتاج موازنة ضخمة
الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم
ريم محمود

سلسلة من التصريحات أطلقها الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» أثارت جدلاً واسعًا، تحدث فيها عن سلسلة من الموضوعات التي تخص الثانوية العامة وأزمات مرتبات المعلمين، حيث قال إن الأسئلة والاقتراحات والتخوفات والتهكم تنهال عليه، وخاصة من صفحة تدعى «تمرد على المناهج التعليمية».

وقال الدكتور طارق شوقي: «لقد حاولت كثيرًا التحاور معهم وهذا ما كتبته منذ دقائق على صفحتهم لعلي أستطيع الإجابة على المخاوف وأصلح بعض المفاهيم».

ووجه وزير التعليم رسالة قال فيها: «أعتقد أنكم تعلمون أنني أقرأ ما تكتبون وقد حاولت كثيرًا الإيضاح والشرح لعلي اكتسب بعضًا من الثقة وأن نجد الوقت والمساندة كي ننجح في المهمة الشاقة جدًا، وبالتالي لا حاجة لأن نتظاهر ٢٤ ساعة يوميًا، نكرر فيها نفس المخاوف، ونتهكم على الدولة والمسئولين وكل من يحاول الإصلاح».

وأضاف وزير التعليم: «أنا سمعتكم وقد قلت بكل وضوح أن التعليم المصري، فقد الكثير وأن معظم أولادنا لا يتأهلون بالشكل المناسب لكي يساعدون هذا البلد على التقدم، لقد فقدنا الهدف وأختلط التعليم بفكرة الحصول على شهادة بتعليم أو بدون تعليم! هل نحن فعلاً نعتقد أن أولادنا تعلموا شيئاً أم كل اهتمامنا بالشهادة؟ وهل تكافؤ الفرص عن طريق مكتب التنسيق هو الحل الأمثل؟ هل الحصول على فرصة في الجامعة لا تتناسب مع المهارة أو الرغبة جيد؟ هل أن نخرج الآلاف بلا حاجة إليهم أو وجود فرصة عمل شيء جيد؟».

وقال الدكتور طارق شوقي: إن توزيع طلاب الثانوية العامة على الجامعات وكأنهم قطع شطرنج بدون النظر لاحتياجات الدولة من التخصصات أو قدرة الجامعات الاستيعابية أو رغبات وقدرات الطلاب هو عدالة اجتماعية مزيفة وضارة بالمجتمع كله وضارة بالتنمية والتنافسية.

وأضاف وزير التعليم أن إلغاء التنسيق واستحداث طرق جديدة ليس معناه أن تختفي العدالة الاجتماعية أو تسود الواسطة والمحسوبية.

وقال طارق شوقي: «من المحزن أن نتكلم عن الواسطة والمحسوبية وكأنها الأساس وأننا جميعاً أصبحنا بلا ضمير وطني، إن كان هذا هو الحال فدعونا نكتفي بما نحن فيه ونعاقب كل من تسول له نفسه أن يفكر فيما هو أفضل».

وأشار طارق شوقي إلى أن هناك دائمًا بداية لكل تغيير وهناك دائمًا حل مثالي لكل مشكلة، قائلا: أنا أعلم مشاكل المناهج والكمبيوتر النظري والرسم والشهادة الابتدائية، وضرورة الاهتمام برياض الأطفال والطفولة المبكرة، وخوفكم من تحكم المدرسين في الدرجات واستفحال الدروس بدلاً من القضاء عليها، واستفحال الواسطة بدلاً من العدالة الاجتماعية. كذلك أعلم طلبات المعلمين المتكررة بزيادة المرتبات والتثبيت والترقية والاغتراب والاستثناء من شروط كثيرة، وأحاول جاهداً حلها بما يضمن حياه أفضل للمعلم المصري.

وقال وزير التربية والتعليم، إن الثانوية العامة قتلت التعليم المصري وأنتجت صناعة كاملة للدروس الخصوصية يصرف فيها أولياء الأمور أكثر من ٣٠ مليار جنيه سنوياً، كما أنها غيرت الاهتمام من التعلم إلى الحصول على مجموع بأي ثمن وبأي طريقة أخلاقية أو غير أخلاقية.

وأضاف الوزير أن الدفاع عن الثانوية العامة هو تكريس لفشل التعليم المصري واستمرار النزيف الحالي لقدرات أولادنا، وأن تدريب أولادنا على شكل نمطي للامتحان وإجابات نموذجية هو قتل للإبداع والقدرة على التفكير والبحث.

وعن زيادة الرواتب، قال طارق شوقي، إن زيادة المرتبات تتطلب موازنات ضخمة من الدولة، ونعمل عليها بكل ما أوتينا ولكنها تحتاج الصبر، لأننا نراجع قانون التعليم وننتظر توفر الموارد علاوة على أن الإجراءات الإدارية كثيرة، وقد يتطلب هذا أن تتم الزيادة على أكثر من مرحلة لمراعاة الضغوط الهائلة على الموازنة العامة للدولة.

ووجه وزير التعليم رسالة للمعلمين: «رجاء أن تثقوا أننا نعمل على هذا، ولا حاجة أن نتحدث عن هذا يومياً طالما تعرفون أننا نعمل على حل هذا الموضوع الصعب».

وقال الدكتور طارق شوقي، إن تغيير الثانوية العامة كنظام تقييم أصبح ضرورة حتمية، إذا أردنا أن نعود إلى التعلم وليس صناعة إنتاج المجموع بلا تعلم، مشيرا إلى أن الوزارة لن تطبق أي نظام جديد دون الاطمئنان لنجاحه.

وأضاف في تصريح صحفي له، أن العمل المطلوب شاق وأكاديمي ويتطلب وقتا كبيرا لذلك، متابعا: «لا بد أن نتحلى بالصبر لأن الضغط علينا ليل نهار لا يتيح لأحد فرصة العمل والتروي والاجتهاد».

وأوضح «شوقي»، أن استخدام كلمات مثل «هلع، ومرعوبين»، هي مبالغة كبرى في تقدير الأمور، وأحاول جاهدا أن أشارك الجميع كل ما يحدث حتى يهدؤون، موضحا أن تغيير أو تعديل المناهج ليس بالأمر السهل.

وأشار وزير التعليم إلى أن القرار الخاص بالنظام الجديد للثانوية العامة، سيكون في الأسبوع الأخير من يوليو الجاري، بعد انتهاء العمل الحالي مع العشرات من الخبراء والمؤسسات الدولية والتشاور مع التعليم العالي، وأجهزة الدولة.

اقرأ أيضا

وزير التعليم: الانتهاء من نظام الثانوية العامة الجديد أواخر يوليو الجاري

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة