قيادي بـ«الوطني الكردستاني»: لم نشعر أبدًا بوجودنا في العراق ولم يبق أمامنا إلا الاستفتاء

الجمعة، 16 يونيو 2017 04:24 ص
قيادي بـ«الوطني الكردستاني»: لم نشعر أبدًا بوجودنا في العراق ولم يبق أمامنا إلا الاستفتاء
سعدي بيره عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني
أجرى الحوار في أربيل: السيد عبد الفتاح

لسنا من يعمل على تقسيم العراق وإنما الاخوة السنة والشيعة.. ونرفض تمامًا استخدام القوة للحصول على حقوقنا

نُثمن دور الرئيس السيسي في مكافحة الإرهاب .. ومصر صاحبة دور محوري في المنطقة والشعب الكردي ينتظر منها الكثير

 

قال سعدي بيره، عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني، إن الكرد لم يشعروا أبدًا بوجودهم في العراق، ودائمًا عانوا من نكران حقوقهم وحرمانهم منها، ولهذا فلم يعد أمامهم إلا إجراء استفتاء تقرير المصير ليختاروا مستقبلهم، لكن «بيره» أكد في حواره لـ«صوت الأمة» في مدينة أربيل، أن ممارسة حق تقرير المصير لا يعني الانفصال الفوري عن العراق، أو أن يتم ذلك بالوسائل غير السلمية، مشددًا على أن «الحوار» مع بغداد هو اختيارهم الأول والوحيد.

 

SAM_0887
 

وأبدى القيادي الكردي تقديره للدور الذي تقوم به مصر والرئيس السيسي في الحرب ضد الإرهاب، مطالبًا العالم والدول الكبرى خاصة بدعم ومساندة مصر في كافة المجالات، نظرًا لما تتميز به من تجربة كبيرة في مكافحة الإرهاب.

 

مشددًا أن مصر حتى لو غابت فإن "ظلها" موجود، وأن الشعب الكردي يعتز بها كثيرًا وينتظر منها الكثير في دعم حقوقه .

 

 ما الذي دفعكم في هذا الوقت بالذات للإعلان عن إجراء استفتاء تقرير المصير؟

ـ الحقيقة موضوع الاستفتاء حق من حقوق الشعوب، وهذا الحق مكفول في العراق دستوريًا ومكفول دوليًا، نحن في عام 1992 بعد بدء البرلمان الكردستاني بالعمل قررنا تأجيل حق تقرير المصير، من أجل العمل لبناء نظام ديمقراطي في العراق فيدرالي، وكردستان العراق يجب أن يكون داخل هذه المنظومة العراق الفيدرالي. موضوع الاستفتاء لم يأت من فراغ، الحقيقة نحن كنا نشعر دائمًا بعدم وجود حقوق المواطنة المتساوية بين مكونات الشعب العراقي، وكما تعلمون أن العراق دولة جديدة التكوين منذ عام 1921 ومنذ هذا اليوم إلى عام 1958 لم نشعر بوجود هذه الحقوق للأكراد. ومنذ عام 1958 إلى عام 1963 أربع حكومات جمهورية بداية من عبد الكريم قاسم ونهاية بأحمد حسن البكر مرورًا بالأخوين عبد السلام وعبد الرحمن عارف، أيضًا لم نشعر بوجود هذه الحقوق.

منذ عام 1968 إلى عام 2003 وجودنا نفسه كان في خطر، وطبعًا لم نشعر بهذه الحقوق في ظل النظام الدموي والفاشي لصدام حسين وحزب البعث.

 

والآن منذ حوالي 14 عامًا نحن تقريبًا في ظل حكومة شيعية، أيضًا مازلنا نشعر بعدم وجود أي حقوق للمواطن الكردي. فلم يبق أمامنا إلا تحذير الهيئة الحاكمة في بغداد أن الشعب الكردي غاضب ولايقبل أن يكون مواطن درجة ثانية في العراق، إما أن نكون سواسية أو نفكر في طريق آخر للحياة.

 

SAM_0888
 

هل لديكم برنامج لخطواتكم المقبلة؟ وهل الاستفتاء يعني الانفصال الفوري؟

ـ موضوع الاستفتاء أكيد كان وفق برنامج، ولكنه لدينا لا يعني التقسيم مباشرة. عندنا موضوع الاستفتاء في ثلاث دوائر ثقافية مختلفة، مثلا عندنا في السودان، جنوب السودان ظل 10 سنوات بعد الاستفتاء وبعدها تم الاعلان عن الانفصال. في أوروبا كوسوفو استغرق الأمر عدة سنوات بعد الاستفتاء حتى يتم الإعلان عن الاستقلال. وفي جنوب شرق آسيا تيمور الشرقية عدد من السنوات أيضًا.

إذن نحن نفضل الحوار بعد الاستفتاء للوصول بطريقة مدنية وسلمية إلى نتائج مُرضية، ونرفض رفضًا باتًا القوة من أجل الوصول إلى هذه النتيجة. وأتصور أننا بدأنا الحوار مع الأحزاب المختلفة في العراق، وبدأنا بمفاتحة الدول المجاورة، فللعراق 6 دول مجاورة تم مفاتحتها.

هذا الاستفتاء سنعمل من خلال هيئة مشكلة من جانب الأحزاب الكردستانية الرئيسية بالإضافة إلى ممثل عن التركمان وممثل عن المسيحيين، تقريبًا أتصور سيكون أعضاء هذه الهيئة للإشراف على الاستفتاء سيكونوا سبعة. الاتحاد الوطني الكردستاني، الحزب الديمقراطي الكردستاني، حركة التغيير، الاتحاد الإسلامي، الجماعة الإسلامية، التركمان، المسيحيين، ولا أتصور أن هذه الخطوة باتجاه القطيعة مع العراق، ولا باتجاه التهديد للدول المجاورة.

 

 وماذا عن أزمة رفع العلم الكردي في كركوك؟ وماذا عن مواقف الحكومة العراقية ودول الجوار إيران وتركيا؟

ـ الحقيقة يوم 31 مارس تم الاقرار من جانب مجلس محافظة كركوك بهذا الموضوع، لأنه حسب الدستور العراقي المادة 122 فإنه لمجلس المحافظات غير المنتظمة في الإقليم  صلاحية كبيرة جدًا إداريًا وماليًا، ونتصور أن تدخل هذه الدول أمر غير ضروري، والحق بيد المواطنين العراقيين في كركوك ( العرب والكرد والتركمان وغيرهم). ولذلك أكثرية المجلس قرر هذا الموضوع .

الغريب في هذا الأمر، ونحن نعرف الموقف التركي والإيراني، لكن الغريب كان رغم كل الخلافات الموجودة بين الشيعة والسنة في العراق والتي وصلت إلى الحرب الأهلية، لكن هل كان رفع العلم في المباني الحكومية في كركوك هل كان المنتظر أن يتركون الحرب الأهلية ويوحدون أنفسهم ؟ّ! إذن لقد فعلنا شيئًا جيدًا، تمكنا من توحيد الشيعة والسنة والحفاظ على مستقبل العراق.

لسنا نحن من يعمل على تقسيم العراق. الحقيقة أن الاخوة الشيعة والسنة هم الذين يعملون على ذلك، وكل يغني على ليلاه. وهذا كان تحذير من الكرد أنه رغم كل المشاكل فإن الاخوة موحدين ضد الكرد، ولهذا لم يبق أمامنا إلا موضوع الاستفتاء والذي أخذ الأولوية في اهتمام الكرد حاليًا.

 

شاهدنا في الإقليم نشاطًا دبلوماسيًا ولقاءات مع الوفود الدبلوماسبة ومبعوثين من الدول الأوروبية، هل من خلال هذه اللقاءات لمستم تجاوبًا من الدول الأوربية ؟

ـ أتصور الدول الأوروبية والإقليمية حاليًا في كردستان لمزاولة دورهم في التحالف الدولي ضد الإرهاب، بالإضافة إلى هذا نلاحظ تكثيف الجولات المكوكية للدبلوماسيين والسؤال الأول منهم يكون حول موضوع الاستفتاء. وأكيد يوافقونا في هذا الاستفتاء لأنه حق من حقوق الشعب الكردي في العراق، لكنهم في نفس الوقت يأخذون مزيدًا من المعلومات حول هذا الموضوع، وهل هذه الخطوة مبعث للخطورة حاليًا أو إضعاف الجبهة العسكرية ضد الإرهاب. نحن جاوبناهم بأن علاقاتنا وتعاوننا مع الجيش العراقي وكل دول التحالف مستمرة كما في السابق.

 

SAM_0895

يعني لمستم تجاوبًا من الأطراف الدولية؟

ـ مسألة التجاوب أكثر من اللازم، نحن لا ننتظر من دبلوماسي أن يعبر عن تجاوبه أو عدم تجاوبه، فهو لا يظهر التجاوب أو عدم التجاوب ويقول إن هذا شئ داخلي يعود إلى القيادة الكردستانية بالتنسيق والتعاون معنا.

 

ما تعليقك على مواقف بعض الأطراف السياسية الداخلية في العراق التي سارعت إلى رفض والتحذير من مسألة الاستفتاء؟

ـ لم تفاجئنا هذه التصريحات لأن عمر الديمقراطية في هذا البلد قصير جدًا، ولأن ثقافة التعددية والديمقراطية والحياة البرلمانية في العراق لم تكن موجودة في الماضي، والاخوة القائمين على هذه الأحزاب والعاملين الآن كأعضاء في مجلس النواب هم من الجيل الأخير في ظل نظام صدام حسين، بالنسبة لهم كلمة برلمان كلغة أجنبية صعبة الفهم عليهم وكذلك مسـألة حقوق الشعوب أمر جديد عليهم، ولذلك أتصور أننا يجب أن نكون صبورين ولدينا تحمل وسعة صدر وقبول الانتقادات والرد عليها بإجابات واضحة صريحة لا تحتمل تفسيرات مختلفة. نحن نتصور أن عملية الاستفتاء هي تخويل للقيادة السياسية للعمل على مصلحة الشعب الكردي.

 

تصريحاتك ومعك القادة الكرد تؤكد على سلمية العلاقة مع بغداد وأنه لو صار هناك انفصال أو استقلال لن يكون إلا بالوسائل السلمية وعبر التفاوض مع بغداد، والبعض يؤكد أن الاستقلال سيتم عبر بغداد ؟

ـ نعم . فنحن شركاء في أيام المعارضة والتغيير وفي تنظيم العراق الجديد وكتابة الدستور، ولكن مع الأسف هناك خلاف في تفسير الدستور وهذا ما يحفزنا على التفكير في الأمور من جديد.

 

تلعب مصر والرئيس السيسي دورًا كبيرًا في مواجهة الإرهاب كيف تنظرون إلى ذلك؟

ـ نحن نثمن هذا الدور الكبير لمصر والرئيس السيسي، ونتابع اللقاءات بين الرئيس السيسي والقيادات الأمريكية لإيجاد تعاون وتقويته في مواجهة الإرهاب. مصر إحدى الدول الأربع الكبرى الإقليمية ومعها السعودية وتركيا وإيران، ولدى مصر تجربة كبيرة في مكافحة الإرهاب. وأتصور أننا نحتاج إلى مصر كثيرًا، ولهذا أطالب المجتمع الدولي بمساندة مصر من كافة النواحي وكافة الاقتصادية.

 

 مصر تحاول مرة ثانية العودة للقيام بدورها الإقليمي والدولي فكيف تثمن هذا الدور في الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة؟

ـ أكيد الدور المصري مهم جدًا، لكن لمصر عذر في هذا الغياب عن المفاوضات الجارية حول سوريا، ونستغرب ذلك لأن لمصر دور تاريخي طويل في الحفاظ على وحدة سوريا.

 

ما رأيك في التعاطي المصري مع القضية الكردية والفهم لتطلعات الشعب الكردي؟

ـ ذات يوم قال لي مسئول مصري كبير" لايوجد شئ جميل في مصر إلا وعليه بصمة كردية". وهذا لا أنساه، وهو دليل على العلاقة التاريخية بين مصر والكرد، ولا ننسى رواق الأكراد في الأزهر الشريف، وأن رئيس جمهورية العراق الآن الدكتور فؤاد معصوم هو خريج الأزهر. وأتصور أنه حتى لو أن مصر غائبة لكن "ظلها" موجود. وعلى مصر أن تكون"محقة" مع محبيها ولا تغيب عنهم. وفيما يتعلق بالقضية الكردية أتصور أنها معلومة بالنسبة لمصر، وكثير  من المثقفين المصريين لهم علاقات تاريخية مع القادة الكرد والمثقفين كذلك. وعلينا نحن الكرد تقوية العلاقة مع مصر ومثقفيها.

 

هل تتوقع أن نشهد خريطة الشرق الأوسط بعض التغييرات في المرحلة القادمة؟

ـ أتصور أن الخريطة الحالية للشرق الأوسط والتي وضعتها الدول الكبرى عام 1916 في اتفاقية سايكس ـ بيكو، غير ناجحة وأدت إلى كثير من المشاكل والصراعات طوال حوالي قرن. ولهذا من الصواب إعادة النظر في هذه الخريطة حسب تطلعات شعوب المنطقة .

هل ترى أن التطورات التي شهدها إقليم كردستان ستدفع الأجزاء الأخرى لكردستان بالمطالبة بالإدارة الذاتية أو الحكم الذاتي أو الفيدرالية؟

ـ لا. الأمر يختلف. في كردستان تركيا هناك انتخابات والكرد حصلوا على أصوات ودخلوا البرلمان لأول مرة، وفي كردستان سوريا أيضًا قامت الادارة الذاتية وهم أيضًا يحاولون الحفاظ على وحدة سوريا. وبالنسبة لكردستان العراق نحن حاليًا في مرحلة متقدمة جدًا، والباقي هو موضوع إيران، وأتصور أنه لا يمكن التعامل مع الكرد وفق منظور الجمهورية الإسلامية، وأعتقد أن هناك محاولات لحل الأزمة. 

 

SAM_0887
 
SAM_0888
 
SAM_0895

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق