تقرير دولي: سوء التغذية في أفريقيا يهدد اقتصاديات بلدانها

الأربعاء، 02 ديسمبر 2015 08:39 ص
تقرير دولي: سوء التغذية في أفريقيا يهدد اقتصاديات بلدانها
صورة ارشيفية

رغم تمتع دول أفريقيا بموارد طبيعية، وثروات هائلة وعدد كبير من السكان؛ إلا أن معظم هذه الدول لاتستطيع بسبب الجهل والتخلف والاستعمار استغلال هذه الموارد، أو حتى تغذية شعوبها حتى تستفيد منهم.

وكشف "التقرير العالمى للتغذية 2015 " «GNR»، أنه فى مقابل كل دولار واحد يتم انفاقه على تغذية أفضل للأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين يوم إلى ثلاثة أعوام، يمكن أن يصل عائد هذا الاستثمار إلى 16 دولارا، وهو ما يمثل فرصا هائلة لتحسين حياة الملايين من الأطفال وجعلها أفضل على نطاق واسع.

وقال التقرير، إنه بغض النظرعن الواجب الأخلاقي المعنى بضرورة تجنب وقوع أي طفل فريسة للجوع؛ يهدف حاليا البند الثاني لأهداف التنمية المستدامة المنصوص عليها فى ميثاق الأمم المتحدة، لتحقيق فوائد اقتصادية للقضاء على سوء التغذية بين الأطفال حول العالم.

وأوضح أنه يجب التأكد من تغذية الطفل بشكل صحيح و قوى، وتمتعه بنمو عقلي أكبر، وصحة أفضل على مدى سنوات عمره؛ وهو ما يعنى أنه سيصبح أكثر انتاجية، في الوقت الذي سيتراجع فيه الانفاق على الرعاية الصحية فى مجال رعاية الأمراض فى الوقت الذى سيصبح فيه مواطن أكثر سعادة.

وقال الكثير من المعلقين بحماس عن العائد الديموجرافى في إفريقيا، ووفقا لتوقعات؛ فإن القارة الإفريقية - فيما يتعلق بالثروة السكانية - سيكون لديها أكبرعدد من السكان العاملين بحلول عام 2040، ولكن لن يتم تحقيق الفوائد كاملة حال عدم تلقي الأطفال التغذية السليمة، فى الوقت الذى يعنى فيه الفشل إهدار الإمكانات البشرية على نطاق واسع.

وفى الوقت الذى يلقى فيه سوء التغذية بتبعاته الثقيلة على كاهل اقتصاديات العديد من الدول الإفريقية بأسرها، أصدرت "لجنة الإتحاد الإفريقى"، "برنامج الأغذية العالمي" دراسة، كشفا خلالها عن مساهمة سوء التغذية فى خفض الناتج المحلى الإجمالى فى القارة الإفريقية بنسبة 10,3% عام 2012.

وتشير تقديرات "البنك الدولى" إلى أن الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية يخسرون نحو 10% من ‘جمالى العائدات المحتملة التى يمكنهم تحقيقها على مدى عمرهم المحتمل.

وكشف " مؤشر الجوع والتغذية " «HANCI»، المعنى بترتيب الحكومات وفقا لمدى التزامها السياسى بمعالجة قضايا سوء التغذية، نتائج متباينة للحكومات الإفريقية، مشيرا إلى أن بلدان مثل ملاوي، ومدغشقر، وبوركينا فاسو، وسبع بلدان إفريقية أخرى، سجلت التزاما منخفضا فيما يتعلق بالقضاء على سوء التغذية، في الوقت الذى تشكل فيه تعزيز الإرادة السياسية لمعالجة المشاكل مع حلول معروفة، تحديا للعديد من البلدان فى جميع أنحاء العالم.

ففى نيجيريا، أظهر "برنامج الإدارة المجتمعية لسوء التغذية الحاد" «CMAM»، إمكانية شفاء الأطفال من سوء التغذية سريعا من خلال تناول الفول السوداني المقوى فى إطار إستراتيجية علاجية فعالة حتى الآن، حيث تم علاج أكثر من 830,000 طفل من الهزال الشديد، فضلا عن تجنب ظهور نحو 3 ملايين حالة تقزم جديدة فى نيجيريا سنويا.

وتصل تكلفة تجنب حالات التقزم فى نيجيريا نحو 292 دولارا، في مقابل 238 دولارا فى توجو، و نحو 344 دولارا في مالي.
وتكشف الإحصاءات عدم تخطى معدل العائد الداخلى للاستثمارات في مجال التغذية في هذه البلدان عن 13 %؛ وهو ما يعد الأعلى بشكل محلوظ من عوائد سوق الأسهم على المدى الطويل.

وفى الوقت ذاته، يكشف " التقرير العالمى للتغذية 2015 " «GNR»، المعنى بجمع مؤشرات التغذية الرئيسية لكل بلد في العالم، عن قصص نجاح محلوظة، بدول القارة السمراء، فكينيا على سبيل المثال تعد الدولة الوحيدة فى العالم الماضية على الطريق الصحيح نحو تحقيق جميع أهداف جمعية الصحة العالمية الخامسة فى مجال التغذية هذا العام.

وتقود تنزانيا في الوقت الراهن هذا الاتجاه، ففى عام 2013 / 2014 أصبحت واحدة من أوائل الدول التى أجرت إستعراضا شاملا للنفقات العامة فيما يتعلق بالتغذية.

ويأتى ذلك فى الوقت الذى لا يزال فيه سوء التغذية المحرك الرئيسى للمرض والعجز فى إفريقيا؛ ليظل السبب الرئيسى فى معاناة الأفراد والأسر، في حين يلقى بثقله على أنظمة الرعاية الصحية لتتحمل فوق طاقتها، فضلا عن تأثيره على الحالة المالية للأسرة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق