أبو ريدة لن يكون الأخير.. الدولة تقرر حل اتحاد الكرة 8 مرات في 39 سنة (تقرير)

الإثنين، 13 مارس 2017 11:17 ص
أبو ريدة لن يكون الأخير.. الدولة تقرر حل اتحاد الكرة 8 مرات في 39 سنة  (تقرير)
هاني ابو ريدة
رامي عبد الحميد

حل مجلس اتحاد الكرة ليس جديدا على الشارع الكروي الذي اعتاد علي مدار سنوات طويلة لسماع هذه الانباء منذ السبعينيات.

كانت محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة، قد أصدرت أمس قرارا بقبول الدعوي المقامة من عمر هريدي المحامي، والمرشح لعضوية مجلس إدارة الاتحاد المصري لكرة القدم السابق، بحل مجلس إدارة اتحاد الكرة الذي يرأسه هاني أبو ريدة وفقا لما أسفرت عنه نتائج الانتخابات التي جرت في 30 أغسطس الماضي، كما قررت إحالة الدعوي للمفوضين.

نعود بالذاكرة لنفتش في التاريخ الرياضي المصري، والكروي تحديداً، ونكتشف كيف تعاملت الدولة أو وزارة الرياضة المختصة مع مثل هذه الحالات مرات عديدة .

الشافعي يعين محمد حسن حلمي

عام 1978 ولأسباب قريبة من السابقة ، قام عبد العزيز الشافعى – رئيس جهاز الرياضة – بحل مجلس إدارة اتحاد الكرة المنتخب برئاسة محمد أحمد ، وتعيين لجنة مؤقتة بقيادة المهندس محمد حسن حلمى ، بعد الخروج المهين وفضيحة المنتخب المصرى أمام منافسه التونسى ( 1/4 ) فى تصفيات مونديال 1978 ، وما تلاه من اعتذار الاتحاد عن المشاركة فى دورة الألعاب الأفريقية الثالثة بالجزائر رغم عمله بموعدها وتخطيه تصفياتها أيضا ، وهو ما أحدث أزمة سياسية وقتها ، دفعت بالشافعى لحل الاتحاد ، إلا أن محمد أحمد عاد ليكمل دورته بعد قرار محكمة القضاء الإدارى بمجلس الدولة .

 

خسارة المغرب تقصي الاتحاد

فى عام 1981 ، تم حل اتحاد كرة القدم بعد هزيمة المنتخب المصرى أمام نظيره المغربى فى التصفيات المؤهلة إلى مونديال 1982 ، رغم تأهل منتخبنا إلى الدور الثالث والأخير بعد انسحاب غانا ثم ليبيا ، وخسرت مصر أمام المغرب خارج ملعبها بهدف نظيف قبل التعادل السلبى فى القاهرة ، وكان الإعلام الرياضى وقتها يشن هجوما ونقدا لاذعا على طريقة وأسلوب إدارة الرياضة المصرية عموما ، وكرة القدم خاصة ، بشكل غير محترف ، وما تردد وقتها عن كم التسيب والإهمال الذى يضرب قواعد كرة القدم المصرية كلها .

 

جمال الدين ينهي الأزمة بسبب مباراة الأهلي والمحلة

فى مايو من عام 1988 ، قام الدكتور عبد الأحد جمال الدين ، رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة بحل اتحاد الكرة المنتخب برئاسة الدكتور حسن عبدون ، عقب أزمة مباراة الأهلى والمحلة الشهيرة ، والتى احتج فيها الأول على تغيير حكم المباراة ( إبراهيم النادى ) لقراره باحتساب ركلة جزاء لصالح الفريق الأحمر والعدول عنه ليتحسب تسللا على حسام حسن ، لاعب الأهلى وقتها ، وتضاعفت الأزمة لتصل إلى انسحاب الأهلى من المباراة وتقديم الراحل / صالح سليم استقالته ، خاصة بعد قرار المجلس الأعلى بتأجيل مواجهة الأهلى والترسانة عقب تلك الأزمة ، وهو ما رفضه رئيس الاتحاد ، عبدون ، وتحدى قرار جمال الدين ، مما دفع الأخير لحل المجلس وإيقاف بطولة الدورى حتى إنهاء هذه الأزمة تماما ، وكلف العميد إبراهيم الجوينى برئاسة هذا المجلس المؤقت .

 

عمارة يطيح بالاتحاد لإخفاق المنتخب الاولمبي

أما عام 1991 ، فكان الدكتور عبد المنعم عمارة، رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة قرر حل اتحاد الكرة المنتخب برئاسة محمد أحمد ، وتعيين مجلس بقيادة المهندس صلاح حسب الله، العضو السابق بالاتحاد المنحل ، وذلك عقب إخفاق المنتخب الأوليمبى فى دورة الألعاب الأفريقية التي أقيمت بمصر فى نفس العام ، وأمر أيضا بعودة الجنرال الراحل محمود الجوهري إلى قيادته للمنتخب المصري وأيضا إشرافه على الأوليمبي، بعد حالة الاستياء العام التي ألمت بالجماهير المصرية وقتها نتيجة لتراجع مستوى ونتائج المنتخبات ، وبعد عام ، فى أكتوبر 1992 ، قام بتعيين مجلس إدارة برئاسة اللواء حرب لمدة عام واحد .

عمارة يحل الزمالك والاتحاد

وفى أعقاب أزمة تهديد مجلس إدارة نادى الزمالك بالانسحاب من بطولة الدورى عام 1996 بعد مباراة فريقه الشهيرة أمام الأهلى ، والتى انتهت بفوز الأخير بهدفين ، واعترض الزمالك على احتساب الحكم قدري عبد العظيم لهدف الأهلي الثانى وقتها ، وأصر الفريق الفريق الأبيض على عدم استكمال المباراة قام الدكتور عبد المنعم عمارة ، رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، بحل مجلس إدارة النادى زمالك وأيضا مجلس إدارة اتحاد الكرة المنتخب برئاسة اللواء الدهشورى حرب، وعين لجنة مؤقتة تدير شئون الاتحاد لمدة عام برئاسة الراحل محمد السياجي.

 

هلال يجبر حرب علي الاستقالة

وفى مارس 2004 ، كانت الانتقادات الحادة تنهال فوق رؤوس أعضاء اتحاد كرة القدم بقيادة اللواء يوسف الدهشورى حرب، بعد خروج المنتخب المصرى من الدور الأول فى نهائيات كأس الأمم الأفريقية 2004، بعدما فشل تحت قيادة محسن صالح فى تجاوز المنتخب الجزائري الضعيف وقتها ليخسر أمامه ثم يتعادل مع الكاميرون، ولم يشفع له فوزه على زيمبابوى بصعوبة ، وزاد الطين بلة خروج المنتخب الأوليمبي من التصفيات المؤهلة إلى أولمبياد أثينا بست هزائم متتالية داخل وخارج الأرض .

 

ظل اللواء حرب، رافضاً للاستقالة الجماعية رغم تقديمها بشكل فردي من قبل عدد كبير من أعضاء الاتحاد ، كان على رأسهم الراحل إبراهيم يوسف ، خاصة عقب ضغط وزير الشباب ، الدكتور على الدين هلال ، بشكل غير مباشر على الاتحاد بإرسال لجان للتفتيش المالى والإدارى عليه ، واضطر فى النهاية رئيس الاتحاد لتقديم استقالة جماعية ، ليخلفه عصام عبد المنعم، رئيسا لاتحاد الكرة المعين من قبل وزير الشباب لمدة عام ، قبل أن يكلف الراحل عبده صالح الوحش برئاسة لجنة مؤقتة لمدة شهرين تمهيدا للإشراف على الانتخابات حسب تعليمات الفيفا .

 

لم تكن تلك هى المرة الأولى للراحل الوحش، في تقلد منصب رئيس لجنة تدير الاتحاد بالتعيين وبشكل مؤقت ، حيث سبق له تكرار نفس التجربة قبلها بخمس سنوات ، عام 2000 ، ليشرف على انتخابات الاتحاد بعد مجلس معين برئاسة اللواء يوسف الدهشورى أيضاً في أغسطس عام 1999 ولمدة عام واحد بناءً على قرار من الدكتور كمال الجنزوري، رئيس الوزراء ورئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة ، أصدره بسبب فضيحة المنتخب المصري في كأس القارات عام 99 بعد الهزيمة بخماسية أمام منتخب السعودية ، وقام الجنزوري، بحل مجلس الاتحاد المنتخب برئاسة سمير زاهر نتيجة لتلك النتيجة الكارثية وقتها.

 

الجنزوري يطيح بزاهر بعد مجزرة بورسعيد

في فبراير من عام 2012 ، لم يتمكن اتحاد الكرة برئاسة سمير زاهر، على مواجهة الدولة والرأى العام المصري الغاضب عقب أحداث مذبحة ملعب بورسعيد، والتى راح ضحيتها 72 مشجعاً من جمهور النادى الأهلى ، ورغم أن رئيس الوزراء المصري وقتها ، الدكتور كمال الجنزوري ، أعلن خلال الجلسة الطارئة التي عقدها مجلس الشعب عقب تلك الكارثة، عن إقالة سمير زاهر، ومجلسه والتحقيق معهم في تلك الأحداث ، إلا أن رئيس اتحاد الكرة رفض هذا القرار متمسكاً بقوانين ولوائح الفيفا التي تنص على عدم شرعية القرارات الحكومية في كرة القدم.

 

وتواردت أخبار عن عزم زاهر، تقديم شكوى رسمية إلى الاتحاد الدولى لكرة القدم ، إلا أنه تراجع ليعلن عن استقالته الرسمية وأعضاء مجلس الاتحاد، بسبب هذه الأحداث المؤسفة ، وحتى عندما كُلِّفَ أنور صالح ، المدير التنفيذي للاتحاد وقتها ، بإدارة شؤون الاتحاد.

 

عقب استقالة زاهر، قام العامرى فاروق، وزير الرياضة آنذاك ، بتعيين عصام عبد المنعم، رئيساً للجنة مؤقتة تدير شؤون الاتحاد لحين إقامة الانتخابات.

 

تدخل الاتحاد الدولي مهدداً بتجميد النشاط الكروي فى مصر بسبب تلك القرارات ، فما كان من عبد المنعم، إلا أن تقدم باستقالته بعد أسبوع واحد تقريبا من تعيينه ، ليأتى المجلس الحالى بقيادة جمال علام فى وقت لاحق بالانتخاب .

 

ربما يحمل التاريخ الكثير والكثير من تلك الأزمات الكبرى ، والتى كانت دائما ما تواجه بحزم من الدولة خاصة فى التعامل مع الملف الرياضى وكرة القدم تحديدا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق