تغيرات جذرية في خريطة الإرهاب بشمال غرب إفريقيا (تقرير)

الجمعة، 03 مارس 2017 01:15 م
تغيرات جذرية في خريطة الإرهاب بشمال غرب إفريقيا (تقرير)
الإرهاب بشمال غرب إفريقيا
محمد الشرقاوي

تغيرات جذرية في وضع الجماعات الإرهابية في القارة الإفريقية، تدفع نحو تزايد حالة الصراع في بلاد المغرب العربي، فقد أعلنت كبريات جماعات العنف في الصحراء الكبرى ودول الساحل الإفريقي ذات الأيدلوجية الدينية والتابعة تنظيميًا إلى تنظيم القاعدة الإرهابي، عن الاندماج في تكتل إرهابي جديد أسموه «جماعة أنصار الإسلام والمسلمين».

الاندماج القاعدي
4 جماعات هي قوة التنظيم الجديد، أعلنت عن تطورها الجديد في إصدار مصور صادر عن مؤسسة «الزلاقة» أحد المنابر الإعلامية للقاعدة، وأعلنت الكتائب الأربعة مبايعتها لأمير جماعة أنصار الدين إياد أغ غالي، أميرًا للتنظيم.

وحضر الإعلان على رأس جماعة أنصار الدين أميرها، إياد أغ غالي، وإمارة الصحراء الكبرى وهي (6 كتائب تابعة لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي)، أميرها يحيى أبو الهمام، وكتيبة المرابطون (جناح الجزائري مختار بالمختار) وحضر نائبًا عنه الحسن الأنصاري نائبه، وكتائب ماسينا (إثنية الفلان) وأميرها حمدو كوفا، وأبو عبدالرحمن الصنهاجي (قاضي منطقة الصحراء).

وأعلن التنظيم الجديد مبايعته لأمير تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، وأبو مصعب عبدالودود أمير تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.

الملا الجديد
أعلن أغ غالي مبايعة التنظيم الجديد أيضًا إلا الملا هيبة الله أمير حركة طالبان، وسبق لغالي أن عمل دبلوماسيًا لمالي في المملكة العربية السعودية، وذلك خلال «استراحة محارب» أخذها بعد توقيع اتفاقية بين الحركات الأزوادية المتمردة والحكومة المالية، في الفترة من 1996 وحتى العام 2011.

ولد عام 1960 في «كيدال» إقليم في الشمال المالي، وكان أحد أشهر قادة التمرد في مالي تسعينيات القرن الماضي، وخصوصًا «الحركة الشعبية لتحرير أزواد» التي قامت بدعم من العقيد القذافي 1988، ووقعت اتفاقًا مع الحكومة المالية بداية 1991 قبل انقلاب 16 مارس 1991 في مالي وعودة الحرب، وانشقاق حركات أزوادية من هذه الحركة التي وقبل القتال في مالي كان إياد أغ غالي قد قاتل في لبنان بداية الثمانينات، وكذا في الحرب الليبية التشادية، كما تدرب ضمن الكتيبة الخضراء التي أنشأها القذافي من الطوارق.

ليست المرة الأولى
نشرت مواقع تونسية أن التنظيمات المسلحة النشطة في شمال مالي قد حاولت الاندماج لمواجهة التدخل الفرنسي ضد هذه الجماعات مطلع عام 2013، لكن خلافات منعتها من ذلك، واقتصر التعاون على التحضير للعمليات العسكرية وتنفيذها.

وفي عرف حركات الإسلام السياسي فإن أي تنظيم جديد يعلن عن نفسه عبر استهداف معسكرات حكومية أو خطف رهائن وجنود أو استهداف مدنيين ودبلوماسيين.

المواجهة العسكرية
التواجد الجغرافي للجماعات الأربعة ليس مقتصرًا على دولة بعينها فهناك تواجد في (مالي وجنوب ليبيا والجزائر وتشاد والنيجر)، وبذلك فإن الأيام القليلة المقبلة ستشهد عمليات عسكرية موسعة، خاصة أن اندماج الجماعات يأتي بعد أقل من شهر على إعلان دول الساحل الخمس (مالي، موريتانيا، النيجر، تشاد وبوركينافاسو) عن خطوات جديدة نحو تشكيل قوة عسكرية مشتركة لمحاربة الإرهاب.

الجماعات الإرهابية تضع في حسبانها استهداف القواعد الفرنسية التي تعزز من تواجدها على الحدود (المالية- النيجرية) إثر عمليات قوية استهدفت جيش النيجر خلال الأشهر الماضية.

هناك احتمالية حذرت منها مواقع بحثية، من تكرار سيناريو مالي 2012، حيث ساهمت في سلسلة هجمات عنيفة أدت إلى خروج شمال مالي عن سيطرة الحكومة لمدة عام، يعدما أعلنت هذه الحركات الجهاد ضد القوات الدولية المنتشرة في شمال مالي وشن عمليات انتحارية وهجمات ضد القوات المالية وتقوم بعمليات في كل من مالي وبوركينا فاسو وساحل العاج والنيجر كما أنها متحالفة مع حركة بوكوحرام في نيجيريا.

وتعتبر منطقتا القرن والساحل الإفريقيين من المعاقل التاريخية لتنظيم القاعدة، وتم الإعلان عن الوجود الفعلي في شرق إفريقيا عام 1996 من قبل أسامة بن لادن وتفجير السفارة الأمريكية في كينيا عام 1998، كما أن الحضور القوي في الساحل الإفريقي وجنوب الصحراء هو الآخر عرف تقريبا مع مطلع الألفية الحالية، نزوح المجموعات المتشددة من الجزائر وأفغانستان وجنوب ليبيا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق