غرب إفريقيا ووسط آسيا وجهتي «داعش» القادمة (تقرير)
الأحد، 26 فبراير 2017 08:42 م
بعدما أعلنت قيادة الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، عن نجاح القوات في تحرير منطقة قنفودة بالكامل في بنغازي من تنظيم «داعش» الإرهابي، وبالتالي أصبحت ليبيا خالية من أي بؤر حقيقة لداعش سوى بعض الخلايا النائمة التي يتم تعقلها، تزامنت تلك الهزائم مع هزائمه في سوريا والعراق، الأمر الذي حتم عليه محاولة نقل الصراع إلى دول أخر ليضمن البقاء.
الانتهاء في ليبيا
التنظيم الإرهابي اعتمد استراتيجية «الالتفات» في البحث عن مناطق جديدة لتكون حاضنة لعناصره الهاربين من «سرت» قبل الاقتحام البري للمدينة، ومازال يواصل مزاعمه بالبقاء وأنه متواجد وبقوة حيث تم تعيين «جلال الدين التونسي» أميرا للتنظيم.
في الآونة الأخيرة أعطى التنظيم اهتمامًا لأفريقيا، وذلك في إصدارات متكررة لتنظيم «داعش» الإرهابي، حملت رسائل مُخصصة لفرعه في «الصومال»، الدولة التي تُعاني من تواجد حركة «شباب المُجاهدين» التابعة لتنظيم «القاعدة»، و«غرب أفريقيا» حيث «بوكو حرام» بنيجيريا ومالي وغيرها من الدول، في محاولة لكونها حواضن جديدة وعواصم بديلة عن عواصمه الأم.
وكانت لدى التنظيم نوايا بنقل عاصمته إلى الجنوب الليبي، وتحديدا منطقة سبها، وجعلها مركزًا لاستقبال عناصره في بلاد المغرب الإسلامي، إضافة إلى العمل على إنشاء نقاط تمركز محددة على الطريق الصحراوي مهمتها عملية (استلام وتسليم) المقاتلين.
وخاطب التنظيم عناصره في الدول المحيطة - في حال فشل هجرتهم – إلى استهداف الأجهزة الأمنية وحدد مناطق لتمركزات القوات الدولية رصدها في خرائط تم إرسالها إلى كل ولاياته.
وتشهد منطقة غرب أفريقيا توترًا على الجانب الأمني، حيث نفذ عناصر بوكو حرام هجومًا مسلحًا على معسكرات حدودية للجيش المالي والكاميروني، وهو الأمر الذي يثبت فشل مزاعم القوات الحكومية هناك بأنها أوشكت على القضاء على التنظيم.
حيث جددت الجماعة المُبايعة للبغدادي هجماتها على مناطق بشمال نيجيريا، في سلسلة هجمات متكررة، من بينها قرية بولاية «بورنو» شمال البلاد، حيث ذكرت صحيفة «واشنطن تايمز» أن إصرار الجيش النيجيري على هزيمته الجماعة يناقض روايات من أجهزة أخرى في الحكومة النيجيرية قالت إن مسلحي بوكو حرام لم يهزموا ولكنهم لجأوا إلى المخابئ حتى ينتهي الضغط.
ويؤكد تلك الاحتمالات تحركات التنظيم الإرهابي لفتح متنفس جديد له في الغرب الأفريقي، بعد هزيمته الموجعة على يد القوات الليبية وتآكل دولته في الشمال الليبي، ما دفع الدول المتاخمة للجماهيرية إلى إعلان الاستنفار الأمني على حدودها.
يكمل الباحث مصطفى زهران، أن استجداء التنظيم لتلك في إصداراته الأخيرة، تدفع إلى القول إن التنظيم أوجد بالفعل حواضنه الجديدة من خلال إشغال تلك القوى بالمعركة في بقعة جغرافية محددة وتحديدًا في العراق وسورية وبالأخص في «الموصل» و«الرقة»، وتدفعنا التكهنات أكثر إلى القول بأن الخليفة البغدادي قد غادر الموصل قبل بدء المعركة إلى إحدى الوجهات الأخرى التي يسعى لخلق حاضنة جديدة داخلها لدولته، فضلًا عن تأمين خروج رؤوس الأموال الكبيرة التي لدى التنظيم في «بيت ماله» إلى أماكن أكثر أمنًا، برفقة رجالات مجلس الشورى، وأهل الحل والعقد، ومقاتلي النخبة.
وسط آسيا
أصبح مناطق واعدة لداعش لاستقطاب المقاتلين، فالعمليات الأخيرة التي تبناها التنظيم الإرهابي في وسط آسيا أثبتت تورط عناصر من دول كازاخستان وتركمانستان وطاجيسكتان وأوزبكستان وقرغيستان، ويبلغ عدد الموالين لداعش في تلك الدول 4700 فرد، بحسب مؤسسة «صوفان» للاستشارات السياسية في نيويورك.
وأضحت تلك المناطق بالنسبة لداعش مناطق واعدة لاستقطاب مقاتلين من هناك، حيث شهدت بعض تلك البلدان هجمات مسلحة متفرقة، تورطت فيها جماعات متطرفة أبرزها جماعة أبو سياف في الفلبين وشبكة المجاهدين في إندونسيا، وسبق للتنظيم الإعلان عن تأسيس ما أسماه «ولاية خراسان» في أفغانستان.
في تقرير صدر عن مكتب الأمم لمعالجة المخدرات والجريمة «أوندوك» في جنوب شرق آسيا، أكد أن داعش بات يشكل تهديدًا واضحًا من خلال عناصره العائدين إلى بلادهم مرة أخرى.
وذكر التقرير أن هناك 516 إندونيسيا و100 فلبيني و100 ماليزي وسنغافوريين يقاتلون الآن في سورية والعراق، نجحوا في إقامة شبكات داخل بلادهم، فيما أسماهم «الذئاب المنفردة».
وخص التنظيم بالإسم عناصر إندونيسية قادت تلك التحركات داخل دول جنوب شرق آسيا وهم «بهرون نعيم وأبو محمد الاندونيسي – بهرومسياه، وسليم مبارك التميمي الملقب أبو جندل، والماليزي محمد واندي محمد جيدي - أبو حمزة.
وتحدثت القوات الإندونيسية، في بيان لها في أغسطس الماضي، أن «نعيم» يقود حالة من التطرف تهدف لضرب أهداف إستراتيجية، وأنه كان العقل المدبر وراء هجوم يناير، في جاكرتا.